شهدت البحرين تقدماً ملموساً نحو تحقيق النمو في الربع الأول من 2016، حيث حققت المملكة نمواً اقتصادياً بمعدل 4.5% وهو الأعلى منذ 2014 وذلك بقيادة قطاع النفط الذي حقق نمواً بنسبة 12.1% على أساس سنوي وفقاً للتقرير الاقتصادي الفصلي الأخير الصادر عن مجلس التنمية الاقتصادية.وأشار التقرير اليوم الاربعاء إلى مرونة الاقتصاد غير النفطي الذي واصل نموه واستفاد من حزمة المشاريع الاستثمارية الكبرى في البنية التحتية، حيث أدرجت مشروعات بقيمة 4 مليار دولار أميركي في مناقصات ضمن برنامج التنمية لدول مجلس التعاون الخليجية، في حين تم البدء في مشاريع بقيمة 3 مليار دولار أميركي وهو ما يمثل زيادة بحوالي ثلاثة الأضعاف بالمقارنة مع السنة الماضية، كما حققت مشاريع القطاع الخاص تقدماً جيداً بما في ذلك المشاريع الرائدة ومنها مشروع الخط السادس في شركة ألمنيوم البحرين "ألبا".وأشار التقرير إلى أن النمو استمر بصورة واسعة في مختلف القطاعات الاقتصادية غير النفطية، حيث حقق قطاع الخدمات الاجتماعية والفردية أداءً قوياً ونما بنسبة 8.4% على أساس سنوي، وهو ما يعكس قوة العوامل الديمغرافية وتزايد الطلبات على خدمات التعليم الخاص والرعاية الصحية، في حين زاد نمو قطاع الأعمال الانشائية ليصل إلى ما نسبته 5.4% على أساس سنوي وهو ما يعكس قوة الاستثمار في البنية التحتية، و زاد النمو في قطاع الخدمات المالية بنسبة 3.1% على أساس سنوي.وساعد النمو والزخم الذي حققه القطاع غير النفطي في دعم النمو القوي في التوظيف بالقطاع الخاص، حيث شهد معدل التوظيف الإجمالي تحقيق زيادة بنسبة 7% على أساس سنوي في الربع الأول من 2016، إذ خلق القطاع الخاص 46669 وظيفة بالمقارنة مع الربع الأول من 2015 حيث بلغت نسبة النمو 9% على أساس سنوي، وبحسب بيانات الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي فقد بلغت العمالة البحرينية في القطاع الخاص 92567 في الربع الأول من 2016 مقارنة ب 91233 في 2015.مرونة قويةوقال السيد خالد الرميحي الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية في تعليقه على نتائج التقرير الاقتصادي الفصلي: "تشجعنا كثيراً بالمرونة القوية التي أبداها الاقتصاد البحريني في مواجهة تحديات الاقتصاد العالمي، وهو ما يعكس عوامل القوة والأسس الصلبة التي تقف وراء تحقيق النمو في المنطقة، بالإضافة إلى التأثير الإيجابي لبرنامج الاستثمارات الاستراتيجية في البنية التحتية والمكانة المميزة للبحرين كوجهة تتيح للشركات الوصول إلى الفرص في دول مجلس التعاون الخليجية"وأضاف الرميحي قائلاً: "هنالك العديد من التحديات التي تواجه حكومات دول مجلس التعاون الخليجي في ما يتعلق بالتكيف مع بيئة انخفاض أسعار النفط، وتدفع هذه التحديات دول المنطقات لاتخاذ قرارات استراتيجية بالتنويع الاقتصادي، وهو أمر نثق في أنه سيساهم في المحافظة على الزخم الاقتصادي مستقبلاً".