كتب - محرر الشؤون المحلية: قال نواب إن واشنطن وتل أبيب تدعمان “الوفاق” مادياً لوجستياً وتدربان عناصرها بالخارج لضرب استقرار البحرين، وزعزعة عوامل أمنها واستقرارها، وإضعاف ركائز اقتصادها الوطني، مشيرين إلى أن دعوة الولايات المتحدة للبحرين بضبط النفس إشارة للإرهابيين للاستمرار بالعنف واستهداف رجال الأمن والمواطنين. وأضاف النواب أن “الوفاق” لا تتعدى كونها أداة لتنفيذ مخططات خارجية، وأن البحريني لا يقف ضد بلده مهما اختلفت رؤاه وتطلعاته مع القيادة أو باقي الأطياف والمكونات المجتمعية. وأجمعوا أن السفارة الأمريكية في البحرين تتعاون مع المعارضة الراديكالية لزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد، داعين المملكة لإبعاد أي ممثل دبلوماسي يمارس عملاً لا يتفق مع قوانينها وتشريعاتها. وطالب النواب الولايات المتحدة بالكف عن التعامل مع البحرين بمنطق المعايير المزدوجة، وقالوا “هذا غير مقبول في ظل وضع إقليمي هش”، لافتين إلى أن التقارير الرسمية الأمريكية تؤكد أن علاقات واشنطن مع المعارضة البحرينية وثيقة وفي أحسن حالاتها. سياسة المعايير المزدوجة وقال النائب خميس الرميحي إن القانون الدولي الخاص بالبعثات الدبلوماسية يمنع التدخل في الشؤون الداخلية للدول من خلال اتصالات غير قانونية مع جهات بعينها، مشيراً إلى أن أمريكا نفسها وأي دولة أخرى لا تقبل غض الطرف عن أي تحرك لعناصر تتبع هذه الدولة أو تلك، وتمس حقوقها وسيادتها على إقليمها. وأضاف “من حق أي دولة أن تطلب إبعاد أي شخص من السفارة إذا كان يمارس عملاً لا يتفق مع قوانينها وأنظمتها، حتى لو كان مجرد أنه مثار شك ورأته خطراً على أمنها”. ولفت إلى أن أمريكا قوة عظمى لا تتدخل في البحرين فقط إنما في كثير من دول العالم يمنة ويسرة وبشكل سافر، وقال إنه من غير المقبول في ظل الوضع الإقليمي الهش حالياً أن تثير أكبر قوة في العالم قلاقل تضر بالسلم الدولي وتتبع سياسة ازدواجية المعايير. وأكد أن هذه السياسة الأمريكية ليست غريبة أو مستبعدة، خاصة أن واشنطن سعت لتطبيق استراتيجية الفوضى الخلاقة بهدف إنتاج شرق أوسط جديد بدأت ملامحه تظهر منذ عام 2003 باحتلالها العراق، تلاه استغلالها أحداث الربيع العربي لتفتيت المجتمعات العربية. وأضاف “ليس سهلاً على 350 مليون عربي القبول بتلاعب أمريكا وتدخلها في دولهم، هناك شعب عربي سيفشل المخطط ويتصدى للولايات المتحدة حين يحل بها اليأس، وإذا كان مئات من المجاهدين الأفغان حطموا الأسطورة الأمريكية فلن تعجز الشعوب العربية عن التصدي لها”. علاقات أمريكا والمعارضة وقال النائب محمد العمادي “ما من شك أن العلاقات لاتزال قائمة ووثيقة بين الإدارة الأمريكية والكونغرس من جهة، وبين أطراف من المعارضة البحرينية من جهة ثانية”، مشيراً إلى دور السفارة الأمريكية في تسهيل هذه العلاقات، خاصة أن السفير الحالي ثارت حوله الشبهات، بعد أن كان سفيراً لواشنطن في بغداد. وأضاف أن جميع التقارير والتصريحات الرسمية الأمريكية تؤكد أن هناك علاقات واضحة -وبأحسن حالاتها- بين المعارضة والأمريكان، موضحاً أن هناك مؤامرات تُطبخ في دهاليز الإدارة الأمريكية للنيل من أمن البحرين واستقرارها. وقال إن أحد أمثلة هذه العلاقات الوثيقة، ظهرت أثناء “إحدى زياراتنا للكونغرس الأمريكي خلال الأحداث، وتحديداً في الفترة التي دُعي فيها لحوار التوافق الوطني”، و«قلنا لأحد أعضاء الكونغرس إن جمعية الوفاق لن تشارك، لكننا فوجئنا به يقول إنها ستشارك، وبالفعل أعلنت الوفاق بعدها مباشرة مشاركتها بالحوار”. وتابع العمادي “المعارضة تأتمر بأمرهم، وليس خافياً أن هناك مراكز قوى أمريكية تحرك القضايا خاصة ما يتعلق بالسياسات الخارجية، وتلك الجهات مدعومة من اللوبي الصهيوني، في حين أن كثيرين من أعضاء الكونغرس لا ينساقون لتوجهات السياسة الخارجية الأمريكية، لاهتمامهم بالشأن الداخلي والمصالح الانتخابية فقط”. حقيقة دعم المعارضة الراديكالية وأضاف النائب عبدالرحمن بومجيد أن من تسمي نفسها “معارضة” تتواصل مع السفارة الأمريكية لتنفيذ أجندات خارجية، لافتاً إلى أن المتابع لأحداث البحرين يعلم حقيقتها. وقال بومجيد إن أطرافاً بالمعارضة تتواصل مع جهات خارجية بعلم الجميع، ويتلقى عناصرها تدريبهم بالخارج بالتعاون مع السفارة الأمريكية وجهات داخل الولايات المتحدة. وشدد على أن الولايات المتحدة من خلال سفيرها في البحرين وبالتعاون مع المعارضة الراديكالية يعملون جميعاً لضرب المملكة وزعزعة أمنها واستقرارها خدمة لأجنداتهم. وأوضح “أن يذكر رئيس دولة عظمى مثل أمريكا لجمعية الوفاق أمام الأمم المتحدة، ويغض النظر عن كافة مكونات الشعب البحريني ذو دلالة كبيرة”، مؤكداً أن الاجتماعات السرية بين السفارة و«الوفاق” مثار للشكوك. وبين أن تدريب الإرهابيين يتم في الخارج وفي الولايات المتحدة الأمريكية وبعلم سفارتها في البحرين وبتنسيقها، لافتاً إلى أن ما يمارسونه من أفعال تخريبية لضرب أسس الاقتصاد الوطني وشق اللحمة الوطنية تنفيذ لأجندة خارجية. وقال “من المستحيل لأي بحريني يحب أرضه أن يقف ضدها مهما اختلفت آراؤه وتطلعاته مع باقي مكونات الشعب أو مع القيادة”، مؤكداً أن “الوفاق” ليست سوى أداة لتنفيذ المخططات الخارجية. وشدد على أن المتابع لأحداث البحرين يعلم يقيناً أن من تسمي نفسها بـ«المعارضة” ليست وطنية، وإنما جماعات إرهابية هدفها شق اللحمة المجتمعية وزعزعة أمن البلاد واستقرارها. وأضاف بومجيد أن الولايات المتحدة حليف استراتيجي للبحرين على مدى سنوات، ولم تأخذ هذا بعين الاعتبار إبّان الأحداث، واتبعت سياسة الكيل بمكيالين تجاهها ودعت الحكومة لضبط النفس، بينما تتشدد بتطبيق القانون تجاه المحتجين والمتظاهرين لديها. وبين أن الدعوات الأمريكية لإيقاف الإجراءات القانونية مع المخربين وضبط النفس، إشارة للإرهابيين في البحرين بالاستمرار في العنف واستهداف رجال الأمن والمواطنين، والمضي قدماً في تنفيذ أجنداتهم. وقال إن التصريحات الإعلامية الداعية لإطلاق سراح عبدالهادي الخواجة بعد إضرابه عن الطعام تكشف مدى التواطؤ، حيث هناك كثيرون يموتون في سجون العالم بسبب الإضراب عن الطعام دون أن يكلف أحد نفسه عناء الحديث عنهم.