أكدت أقوى تجارب كوريا الشمالية النووية أن زعيم البلاد، كيم جونج أون، ينتهج سياسة "الطفل الغاضب" الذي يسعى لإجبار المجتمع الدولي على الاستماع إليه من خلال رسائل أسلحة الدمار الشامل.واعتبر محلل موقع "سكاي نيوز" البريطاني للشؤون الدفاعية، أليستر بانكيل، في تقرير نشر الجمعة، أن بيونغ يانغ تطمح لتطوير سلاح نووي قادر على ضرب السواحل الغربية للولايات المتحدة.وقراءة بانكيل جاءت بعد إعلان كوريا الشمالية عن نجاح تجربتها النووية الخامسة، التي عدت الأقوى في تاريخها، لاسيما أنها أكدت قدرة بيونغ يانغ على وضع رأس حربي على صاروخ باليستي.وبات هدف كوريا الشمالية، بعد التجربة الخامسة التي أثارت المجتمع الدولي، تطوير صاروخ عابر للقارات "ICBM" وتصنيع رأس نووي خاص به قادر على الوصول إلى الأراضي الأميركية.إلا أن بانكيل رأى أن بيونغ يانغ بحاجة لـ5 إلى 10 أعوام لتطوير هذا الصاروخ، الذي ينطلق إلى المدار الخارجي قبل العودة إلى الغلاف الجوي للأرض في طريقه إلى إصابة الهدف المحدد.وتهدف بيونغ يانغ عبر تطوير صاروخ عابر للقارات إلى عدم حصر تهديداتها في شبه الجزيرة الكورية، بعد أن كانت قد أكدت، مرارا، إجراء تجارب لإطلاق صواريخ باليستية متوسطة المدى.واستغل كيم جونج أون الرد الضعيف من المجتمع الدولي وواشنطن للاستمرار في عملية تطوير قدراتها النووية، الذي اقتصر على فرض عقوبات اقتصادية يبدو أنها لا تضر إلا بالمواطنين الكوريين الشماليين.والاستهزاء بالرد الأميركي والدولي كان واضحا الاثنين، وذلك حين أعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن جارتها اللدودة انهت الاستعدادات لتجربة نووية جديدة، بعد أيام على التجربة النووية الخامسة.ونقلت وكالة الكورية الجنوبية للأنباء عن مصدر بالوزارة قوله إن سول رصدت "مؤشرات على أن كوريا الشمالية انهت الاستعدادات لإجراء تجربة نووية جديدة في أي لحظة داخل نفق ثالث في موقع بيونغيي-ري".ويونغيي-ري هو الموقع الذي اجرى فيه النظام الكوري الشمالي منذ عام 2006 خمس تجارب نووية، كانت آخرها صباح الجمعة الفائت التي عدت الأقوى على الإطلاق، إذ بلغت قوتها حوالى 10 كيلوطن.ووفق نظرية بانكيل، فإن إصرار كيم جونج أون على تحدي الغضب الدولي والاستمرار بتطوير قدرات بلاده النووية، يشير أيضا إلى أن الزعيم الشاب يهدف أيضا إلى لفت النظر وإسماع صوته للعالم بأسره.وبما أن كوريا الشمالية ترفض تجاهل المجتمع الدولي لها فتتصرف كالطالب الغاضب الذي يعمد إلى القفز والصراخ في مؤخرة القاعة في محاولة، يعرب بانكيل عن اعتقاده أن الوقت قد حان لاستئناف المحادثات السلمية.ورغم أن المحادثات السابقة مع كوريا الشمالية لم تحدث أي تقدم، فإن الكاتب البريطاني اعتبر أن استئناف الحوار، الذي اثبت نجاحه في حالة إيران، أفضل من الخيار العسكري لردع طموحات كيم جونج أون النووية.