قال المحلل والخبير الاستراتيجي الأمريكي جورج فريدمان إن استراتيجيات إيران وسياساتها كانت وستبقى كما هي سواء حكمها الشاه أو آيات الله، موضحاً أن الشاه أراد احتلال عمان و حلم بالتحول إلى قوة نووية، و جاء أحمدي نجاد ليمارس نفس الدور و لكن ضد البحرين هذه المرة، إضافة إلى الحلم النووي الذي لا يتخلى عنه. وأضاف المحلل فريدمان في مقال له نشرته مجلة "جيوبوليتكل ويكلي” تحت عنوان (استراتيجية إيران على مدى القرون) إن "الجمهورية الإسلامية نجحت أكثر من إيران الشاه في قضايا بينها التضليل الإعلامي، إذ شنت قبل العام 2003 حملة من التضليل لتدفع الولايات المتحدة إلى غزو العراق. و في المرحلة التالية شجعت طهران فصائل عراقية على مقاومة الأمريكان لتحول حلم واشنطن بإعادة إعمار العراق إلى كابوس”.وأردف أن " إيران حققت هدفها بدخول الأمريكان إلى العراق بإسقاط عدوها اللدود ومصدر الخطر عليها صدام حسين” مشيراً إلى أن "الانسحاب الأمريكي من العراق خلق فراغاً أتاح لإيران إملاءه”.وأشار فريدمان إلى أن "طهران تدرك أنها كلما زادت عدوانيتها زادت رغبة واشنطن في احتواء الطموحات الإيرانية”، مؤكداً أن "طهران بحثت عن سياسة قادرة على تقوية نفوذها الإقليمي دون إثارة رد فعل أمريكي عنيف في الوقت نفسه”.وأوضح أن "إيران تعلمت الدرس من كوريا الشمالية إذ أدركت، كما الكوريين، أن امتلاك القنبلة النووية سيجلب رد فعل أمريكي عنيف عليهم و لكن الاقتصار على امتلاك برنامج نووي فحسب سيجلب المساعدات و المباحثات و بعض العقوبات غير الفاعلة ضدهم”. وقال فريدمان: "إذا لم يتخذ الأمريكيون عملاً عسكرياً ضد إيران فإن الإسرائيليين قد يفعلون، ما يؤمن ذريعة لإيران كي تهدد الاقتصاد العالمي، مشيراً إلى أن " البرنامج النووي الإيراني أداة مناورة سياسية تتبعها طهران منذ أمد بعيد”. وربط فريدمان بقاء النظام السوري بتحقيق حلم إيران بـ«التحول إلى قوة إقليمية مهيمنة إلى ما يتجاوز الخليج العربي”، موضحاً أن "النظام السوري و بعد أن أصبح معزولاً عن العالم، سيزداد اعتماداً على إيران. و إذا حدث هذا فإن منطقة النفوذ الإيراني ستمتد من غرب أفغانستان إلى بيروت، و من ثم إحداث تحول كبير في ميزان القوى في الشرق”.وأضاف أن إيران تسعى إلى "كسب ثلاثة أشياء وهي التأثير على الولايات المتحدة و دفعها إلى التخلي عن فكرة تدمير إيران، وإعطاء المزيد من الشرعية للنظام الحاكم في طهران و مد نفوذه إلى الخارج، والسيطرة على المناطق المحاذية لشمال السعودية، بما في ذلك العراق، و من ثم التأثير في سوق النفط”. وخلص المحلل الأمريكي إلى أن " إيران تتبع هذه الاستراتيجية البعيدة المدى، منذ القرن التاسع عشر مع بروز الروح القومية ممثلة في الإمبراطورية الصفوية، مشيراً إلى أن "ما تهدف إليه طهران هو العمل على استمرار الشلل الأمريكي بينما تستغل الفرص التي ظهرت جراء انسحاب الأمريكان من العراق”.