عواصم - (العربية نت، وكالات): أكد المحلل السياسي الإيراني بابك داد أن "زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لجزيرة أبوموسى ضرباً من التعصب القومي المزيّف المثير للغثيان”. وشكّك داد - الذي اضطر إلى مغادرة البلاد بعد الأزمة السياسية التي عصفت بإيران بعد الانتخابات الرئاسية في عام 2009 بما وصفه "بالتحرك المفاجئ للانقلابيين في إثارة النزعات القومية والوطنية بدوافع مزّيفة تثير الغثيان”.وذكر أن "التوجه المفاجئ في هذا الظرف الزمني الحرج أمر نتج عن فكرة لدى الانقلابيين، مفادها أن الدفاع عن كامل التراب الوطني بإمكانه أن يثير المشاعر الوطنية لدى الإيرانيين”. وأضاف أن "إطار التفكير لدى القيادة الإيرانية يرغمهم على القناعة بأن الحرب مع دول الغرب آتية ولا مفر منها. إذا يقول هؤلاء لماذا لا نتقدّم نحن للحرب، ولِمَ لا ندخل البلاد في المستنقع الذي نقع فيه؟، أي "عليّ وعلى أعدائي”. ونوّه الكاتب إلى حديث المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي عن "التهديد في مقابل التهديد”، معتبراً أن "تصريحات خامنئي أوحت لكبار مسؤولي الدولة أن تضرب كافة متطلبات الحنكة والتريث والتدبر عرض الحائط وتتفوّه بأقوال مثيرة ومستفزة، بل معادية لدول الجوار والعالم بأسره”.وأكد أن "الانقلابيين ينوون اتباع منهج "الضربة الأولى” تجاه الغرب ومتحديهم في المنطقة، ويحاولون التهيئة لـ "أرضية من الوطنية”، يتم توظيفها في أية حرب قادمة لجعل الشعب يقف إلى جانب الحكومة لجرّ الناس إلى أتون الحرب بدافع القومية والوطنية”.واضاف أن "”المسؤولين يدركون أن "الملف النووي” لا يجلب انتباه الناس وتحمسهم بقدر ما يرام، ولا يرغب الناس بدفع الثمن من أجل التطلعات النووية لقيادة البلاد. أي بمعنى آخر فلا يدافع الإيرانيون عن النظام بدافع الذود عن مشروعه الذري. إذاً فقد ارتأى أصحاب القرار في إيران أنه من الأفضل تحريك المشاعر الوطنية لتحفيز المناصرين وربّما المعارضين للالتفاف حول القيادة في إيران”". وخلص السياسي المعارض إلى أنه "لو كان أحمدي نجاد مولعاً وتواقاً حقاً للذود عن إيران، لكان قد سمع صرخات الرجل العجوز الذي صرخ في وجهه في بندر عباس قبيل ذهابه إلى جزيرة أبوموسى صرخة المتضمر اليائس "إني جوعان.. إني جوعان”، ولكان قد مات خجلاً من الذلّ والهوان المنهال على العباد من جراء الإدارة السيئة للبلاد”. من ناحية أخرى، ذكرت تقارير من الأحواز مركز إقليم خوزستان، جنوب غرب إيران، أن السلطات تقمع تظاهرات الأحوازيين في ذكرى احتلال إيران للإقليم عام 1925، مشيرة إلى أن "السلطات فرضت إجراءات أمنية مشددة على معظم المدن، خاصة حي الثورة وكوت عبدالله وصياحي والعزيزية”. وأضافت التقارير أن "عناصر من قوات الأمن الإيرانية، ترتدي ملابس مدنية وتحمل الأسلحة الخفيفة تنتشر بشكل واسع في المدن الأحوازية، مستخدمة سيارات مدنية، ومهمتهم الأساسية هي منع تنظيم تجمعات لأكثر من 3 أشخاص”.وأفادت مصادر من مدينة الحميدية أن "السلطات اعتقلت شابين، تم تحريرهما لاحقاً بعد هجوم على مخفر شرطة من قبل جماعة تطالب باستقلال الأحواز”. يذكر أن وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية تنفي حصول اضطرابات ومظاهرات في الأحواز، وتتهم "الاستكبار العالمي”، وخاصة بريطانيا، بمحاولة إثارة "فتنة قومية” في الإقليم الغني بالنفط والغاز وموارد طبيعية أخرى، يقوم عليها الاقتصاد الإيراني. من جهتها، قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس إن لجنة بمجلس الأمن الدولي وسعت قائمتها السوداء المتعلقة بإيران لتضم إيرانيين اثنين وشركة على صلة بالحرس الثوري الإيراني لمحاولتهم الالتفاف على عقوبات الأمم المتحدة من خلال شحن أسلحة لأفريقيا في 2010. وقالت رايس في بيان إن "الشخصين اللذين أدرج أسماؤهما ساعدا في التخطيط لشحن أسلحة اعترضتها نيجيريا في 2010 في خرق لعقوبات الأمم المتحدة الحالية. "وهذان الشخصان وهذه الشركة مرتبطون بقوة القدس بفرق الحرس الثوري وهي الجماعة التي توجه الدعم الإيراني للإرهاب والتطرف في كل أنحاء العالم”. ووفقاً لما ذكره موقع لجنة الأمم المتحدة لعقوبات إيران على الإنترنت فإن الفردين المعاقبين حديثاً هما عازم اغاجاني وهو عضو فرقة القدس وعلي أكبر طبطائي الذي تصفه بأنه”ضابط كبير مسؤول عن عمليات قوة القدس بفرق الحرس الثوري الإسلامي”. والشركة المعاقبة هي "بهينة للتجارة” التي تصفها لجنة العقوبات بأنها "إحدى الشركتين الإيرانيتين اللتين لعبتا أدواراً رئيسة في نقل إيران بشكل غير قانوني لأسلحة لغرب أفريقيا وعملت باسم قوة القدس التابعة لفرق الحرس الثوري الإسلامي كمرسل لشحنة الأسلحة”.
International
محلل سياسي:زيــــارة نجــــاد لـ «أبوموســـــى» تعصــــب قومــــي مزيـــف
27 مايو 2012