وعد قادة الدول الـ 193 الأعضاء في الأمم المتحدة أمس في نيويورك بتحسين مصير ملايين اللاجئين في مواجهة أزمة هجرة ولجوء غير مسبوقة، لكن دون تحديد أهداف بالأرقام، ما أثار استياء المنظمات غير الحكومية. بينما أعلن ولي العهد السعودي ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود أن السعودية الدولة الثالثة عالمياً من حيث تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية والتنموية، إذ بلغت المساعدات التي قدمتها المملكة خلال العقود الأربعة الماضية نحو 139 مليار دولار أمريكي.وأضاف ولي العهد السعودي خلال كلمته في القمة العالمية حول اللاجئين في نيويورك "واصلنا العمل مع المنظمات الدولية لما فيه خير اللاجئين"، مشيراً إلى أن أزمة اللاجئين تتطلب العمل بكل مسؤولية وتوحيد الجهود والحد من آثارها السلبية على الإنسانية.وأوضح أن المملكة تتعامل مع القضية انطلاقاً من تعاليم الدين الإسلامي، وحرص السعودية منذ تأسيسها على مساعدة المحتاجين وتقديم يد العون لهم.ولي العهد السعودي أكد أن المملكة استقبلت مليونين ونصف المليون سوري منذ الأزمة. موضحاً أن المملكة لم تستقبلهم كلاجئين أو وضعهم في معسكرات لجوء حفاظاً على كرامتهم وسلامتهم، ومنحتهم حرية الحركة الكاملة وسمحت لهم بدخول سوق العمل والحصول الرعاية الصحية المجانية.وتابع "حرصاً من خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز على توحيد جهود المملكة الإغاثية والإنسانية لدعم الدول المحتاجة المساعدات جاء إنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ليعكس الدور الإنساني المشرق للسعودية على مستوى العالم".وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لدى افتتاح أعمال القمة الأولى التي تخصصها الأمم المتحدة للهجرة أن إعلان النوايا هذا يلزمهم "حماية الحقوق الأساسية للاجئين والمهاجرين" وزيادة الدعم للدول التي تستقبلهم والتي لم تعد قادرة على تحمل الأعباء وتشجيع تعليم الأطفال اللاجئين. ودعا قادة العالم إلى "مكافحة معاداة الأجانب" التي يتعرض لها المهاجرون.وتقدر الأمم المتحدة عدد من هربوا من مواطنهم في العالم بـ 65 مليون شخص من بينهم 21 مليون لاجئ فروا من الاضطهادات والفقر والنزاعات. وخلال عامين قضى 7 آلاف رجل وامرأة وطفل غرقا في المتوسط أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا.ويهيمن على القمة النزاع في سوريا الذي دخل عامه السادس وأسفر عن سقوط أكثر من 300 ألف قتيل ونزوح أكثر من 9 ملايين شخص داخل البلاد ولجوء 4 ملايين آخرين إلى دول مجاورة أو إلى أوروبا.ويتوقع أن يطرح الرئيس الأمريكي باراك أوباما أزمة الهجرة من زاوية أكثر عملية بعد أن دعا نحو 40 دولة مانحة ستتعهد باستقبال المزيد من اللاجئين إلى تأمين فرص تعليم وعمل وزيادة المساعدات إلى أبرز دول الاستقبال التي تجاوزت قدراتها على الاستيعاب. ويعيش أكثر من نصف اللاجئين في 8 دول ذات مداخيل ضعيفة أو متوسطة.في المقابل تستقبل 6 من الدول الأكثر ثراء في العالم "الولايات المتحدة والصين واليابان وبريطانيا وألمانيا وفرنسا" 1.8 مليون لاجئ أي 7% فقط من إجمالي اللاجئين، بحسب اوكسفام.وأفادت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بأن أزمة اللاجئين الناجمة عن الحرب المندلعة في سوريا وصلت بأعداد طالبي اللجوء إلى المستويات القياسية التي سجلت بعد الحرب العالمية الثانية.وقالت المنظمة - في تقريرها السنوي عن الهجرة الدولية - إن الدول الأعضاء فيها وعددها 35 دولة شهدت تضاعف عدد طالبي اللجوء إلى المثلين عام 2015 ليصل إلى 1.65 مليون.