كتب - عبد الله الهامي: قالت فعاليات إن هناك أدلة تثبت تمويل الولايات المتحدة الأمريكية للمنظمات الإرهابية في مملكة البحرين وتدريب عناصرها لتقويض الأمن في البلاد، مشيرين إلى أن عناصر من السفارة الأمريكية لدى المنامة ومن الاستخبارات الأمريكية (CIA) تجري مقابلات مع عناصر من جمعية “الوفاق” وجمعيات معارضة أخرى تابعة لها وتقدم لها كل الدعم. وأضافوا أن الإعلام الأمريكي يقف موقفاً غير محايد مما يحدث في البحرين ويحاول إظهارها وكأنها في حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، ما يؤكد وجود خطة أمريكية متكاملة على الصعد كافة لضرب استقرار المملكة وتمكين الإرهابيين ودعمهم. وأشاروا إلى أن بعض المنتمين لما يسمى بـ«منظمات حقوق الإنسان الأمريكية” على اتصال وثيق بالمخربين ويشاركون في المسيرات غير المرخصة ويضللون المنظمات الدولية الحقوقية ويمدونها بمعلومات مغلوطة عن البحرين. وتساءل النواب عن أسباب استمرار البحرين في تقديم التسهيلات لأمريكا رغم مواقفها العدائية، داعين إلى معاملتها بالمثل بعد افتضاح أمرها وانكشاف مواقفها المسيئة للمملكة. الدعم والإسناد ومن جهته، أشار النائب حسن الدوسري إلى أن هناك عناصر من السفارة الأمريكية لدى البحرين مخصصة لدعم وإسناد “الوفاق” والجمعيات التابعة لها والتي تدعي أنها معارضة، لمحاولة قلب نظام الحكم وتنفيذ الأجندات الخارجية. مضيفاً أن تلك العناصر مازالت تكيل بمكيالين مع الحكومة وتلك الفئات، علاوة على أنه حينما انكشف أمر بعضهم تم ترحيله إلى خارج البحرين. وقال الدوسري: “شاهد المجتمع البحريني السفير الأمريكي يتجول في شتى أنحاء البحرين، وشاهد ما يجري من إرهاب وتخريب، إلا أنه لم يحرك ساكناً”، وتساءل ما الهدف من مروره بالأخص على الشوارع التي يحدث فيها عنف وتخريب. وشدد النائب أنه يجب على جميع السفراء احترام سيادة الحكومة البحرينية والشعب وألا يتدخلوا في الشأن المحلي، إذ أن المملكة فيها من المثقفين ومن يستطيعون حل تلك المشاكل داخلياً. وأشار إلى أن السفارة الأمريكية دربت منذ سنوات كوادر وفاقية من خلال معهد “NDI” الذي تشرف عليه السفارة، مضيفاً أن بعض تلك الكوادر دخل البرلمان، ويعمل حالياً على تنفيذ ما درب عليه من خلال الندوات واللقاءات في القنوات الفضائية المغرضة، مما يظهر دعمهم لطائفة واحدة لبث الفرقة والفتنة. وقال الدوسري: “على الدولة أن تؤدي دورها وتطبق الاتفاقيات الخاصة بالعمل الدبلوماسي، وعلى كافة الجهات المدنية والحكومية والتشريعية أن تخاطب مثيلاتها أيضاً في الجانب الأمريكي بعد تدخلها المباشر في الشأن الداخلي، بهدف التنسيق وتوحيد الجهود لتقوية العمل”. إعلام متكامل ومن جهته، أوضح المحلل السياسي عبد الله الجنيد أن الخط اليميني في الإعلام الأمريكي متعاطف كثيراً مع الحراك السياسي العنيف في عموم الشرق الأوسط وليس في مملكة البحرين فقط، مضيفاً أن ذلك يعود إلى المؤسسات التي تقف وراء هذا الخط، كـ “أمريكان إنتربرايز”، و«هراتيج فوندايشن” التي تمتلك أذرعاً كثيرة بشكل مباشر أو غير مباشر مثل “صوت أمريكا”. وأشار إلى أن تلك الجهات متأثرة كلياً بالقاعدة الفكرية المتطرفة للفكر الصهيوني المسيحي أو فكر المحافظين الجدد الراديكالي الذي أسس نظرية “الشرق الأوسط الجديد” وكذلك “نظرية الفوضى الخلاقة”. وأضاف الجنيد أن هناك بعض وسائل الإعلام الأمريكية تتناول الشأن البحريني بشكل موضوعي، كالمؤسسات البحثية بكل إصداراتها مثل “مجلس العلاقات الخارجية” الذي يمتلك مجلة أسبوعية، إلا أن ما يصل إلى الشرق الأوسط جزء بسيط من هذا الإعلام، علاوة على أننا لا نسهم بشكل فعال في التخاطب مع هذه المؤسسات الإعلامية على أسس وطنية بما يتناسب مع أولوياتنا الإعلامية. ولفت المحلل السياسي إلى أنه يفترض أن يكون لدينا خطة إعلامية وطنية صحيحة لطرح وجهات النظر المختلفة، مؤكداً أن اللوم يقع على جهاز الإعلام، إذ أنه غير واقعي في تعاطيه مع القضايا الوطنية ولديه قصور في أدائه، إضافة إلى أنه ليس هناك خطة إعلامية متكاملة، بل إن كافة وسائل الإعلام تسير وفق خط واحد بلا مساحات متفاوتة في الطرح، مما يعزز المشكلة الطائفية ويؤثر سلباً على الرأي الدولي. وأشار الجنيد إلى أن المنظمات الحقوقية الأمريكية إفراز طبيعي لمجتمعات متطورة، ووظفت كأداة شبة مسيّسة خلال الحرب الباردة، لذلك فإن دورها اليوم لا يتسق تماماً مع مبادئها التي قامت عليها. وأضاف أن المجتمع البحريني سمح أيضاً لبعض المنظمات الحقوقية بالنهوض على أساس طائفي، مما يعزز ذلك وبشكل لا يقبل الشك تعمق الانشقاق الطائفي نتيجة للأزمة الوطنية. وشدد على ضرورة عدم السماح لمنظمات المجتمع المدني أن تقوم على قواعد فكرية غير مهنية أو وطنية، ويجب أن تكون غير مسيسة كمعيار أساس في عملها لضمان أدائها على أساس وطني. الكيل بمكيالين وبدوره، أضاف النائب عبد الله الدوسري أن الإعلام الأمريكي خصوصاً والغربي عموماً يكيل بمكيالين، إذ أنه لا يقيس الإعلام بمفهومه الحقيقي ولا يطبق ذلك على أرض الواقع، مشيراً إلى أن الاحتجاجات التي حدثت في أمريكا نهاية بـ “احتلوا وول ستريت”، وأيضاً ما حدث في بريطانيا من مظاهرات دامية صورها الإعلام على أنها إرهاب موجه، في الوقت الذي يصف ما يحدث في البحرين بأنه “حالة من الفوضى وعدم الاستقرار”. وأشار الدوسري إلى أن الأمريكان في قرارة أنفسهم يدركون أن ما يحدث على أرض البحرين مجرد محاولات للعبث بمقدرات البلد وأمنها واستقرارها وضرب اقتصادها وبث روح الطائفية بين أبناء الشعب الواحد، مما يظهر جلياً حقيقتهم في التعامل مع الأمور وفقاً لما يتناسب مع مصالحهم. وأضاف النائب أن من يتشدقون بكونهم دعاة حقوق إنسان يجب أن يطلعوا على القانون البحريني المنظم للمسيرات والتجمعات، إذ أنهم سيجدونه قانون عصري ليس لديهم مثيلاً له، ومع ذلك لا تطبقه الجهات الأمنية، وتصرّ على مد حبال التسامح إلى أبعد الحدود مع الخارجين عن القانون، كونها تعتبرهم أبناء الوطن وربما يعودوا إلى رشدهم، مؤكداً أن تاريخ تلك المنظمات يثبت عدم مصداقيتها وسيرها وفق مصالحها وأجنداتها.