دعا المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، الخطباء في موسم عاشوراء إلى الالتزام بالطرح الهادف والبنَّاء والمسؤول والابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة الفتن أو تسييس الشعائر الحسينية وتجييرها لصالح أجندات حزبية أو فئوية. وأبدى تقديره الكبير لما توليه القيادة من اهتمام برعاية تلك المواسم وحفظها وصونها، داعياً في الوقت نفسه إلى استشعار المسؤولية الدينية والوطنية والاجتماعية بتجنيب الشعائر الدينية من كل ما ينتهك قدسيتها أو يمس الثوابت الدينية والوطنية، مشدداً على ضرورة احترام الأنظمة والقوانين والأعراف بما يحفظ للشعائر مكانتها ويوفر لها البيئة الآمنة.وأضاف أن موسم عاشوراء من المواسم الدينية الحيوية التي تعبر عن هوية شعب البحرين المسالم والمتعايش بسلام، ولها دور تاريخي مهم في تعزيز الوحدة بين المسلمين وتقوية الروابط الاجتماعية، وترسيخ ثقافة العيش المشترك والمسؤول.ورفع «الأعلى للشؤون الإسلامية» أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى بمناسبة منح جلالته جائزة «الإنجاز مدى الحياة» من قبل منظمة «C3» الأمريكية، تكريما لجلالته على جهوده الدؤوبة وإنجازاته المتواصلة في جميع المجالات، وخاصة في مجالي التنمية واحترام تعدد الأديان بمملكة البحرين، وحرص جلالته الدائم على تعزيز حرية الأديان.وأكد المجلس في جلسته الاعتيادية التي انعقدت أمس، برئاسة رئيس المجلس سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، وبحضور نائب الرئيس الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة، أن هذا التكريم الدولي الكبير هو اعتراف عالمي بما يضطلع به عاهل البلاد المفدى من دور حضاري وريادي في دعم مجالات التنمية وتعزيز الحريات الدينية والوسطية والسماحة، لافتاً إلى أنَّ هذا التكريم باعث على الاعتزاز ووسام فخر لمملكة البحرين وشعبها الوفي.وبمناسبة قرب دخول السنة الهجرية الجديدة، رفع المجلس تهانيه وتبريكاته إلى عاهل البلاد المفدى، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وإلى حكومة البحرين والعائلة المالكة الكريمة، وشعب البحرين الوفي، وإلى عموم الأمة الإسلامية، سائلاً الله تعالى أنْ يجعله عام خير وبركة على جميع المسلمين في العالم.ورحب المجلس بانعقاد الاجتماع الثامن لمجلس حكماء المسلمين في مملكة البحرين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، حيث أشاد بمخرجات الاجتماع، مقدرا في الوقت نفسه دعم مجلس حكماء المسلمين لمملكة البحرين وقيادتها وجهودها في الدفاع عن قضايا الأمة ومواجهة التحديات والتدخلات الخارجية التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار.ونوه «الأعلى للشؤون الإسلامية» بدور مجلس حكماء المسلمين وجهوده المخلصة في خدمة الإسلام والمسلمين، خصوصا في ظل التحديات المحدقة والأحداث المتسارعة التي تمر بها الأمة الإسلامية بما يضع الأمة أمام اختبار حقيقي لصون رصيدها الحضاري وهويتها السمحة، معربا عن ثقته في قدرة علماء المسلمين الأعلام الأوفياء على التصدي لهذا الدور المهم.وأكد المجلس أنَّ مملكة البحرين بقيادة عاهل البلاد المفدى، تدعم جميع الجهود المخلصة والرصينة الرامية إلى جمع الكلمة ووحدة الصف الإسلامي، مبديا اعتزازه وفخره بأن تكون البحرين أحد المراكز لمجلس حكماء المسلمين.ودعا المجلس إلى صون وحدة المسلمين وتماسك صفوفهم واجتماع كلمتهم تحت راية التوحيد، محذرا من الانسياق وراء المشروعات السياسية المشبوهة التي تريد النيل من وحدة المسلمين وتمزيق صفوفهم، وتشتيت كلمتهم.وشدد «الأعلى للشؤون الإسلامية» على حرمة الدماء والأموال والأعراض، مؤكدًا أنّ الإسلام حَفِظ للإنسان ضرورياته الخمس التي لا تقوم الحياة إلا بها، فحرم الاعتداء على دينه ونفسه وماله وعرضه وعقله ليعيش آمناً مطمئنّاً يعمل لدنياه وآخرته، وليعيش المجتمع كله في تماسك كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، فيصلح بذلك حال الناس وتستقيم أمورهم.وهنأ المجلس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة وحكومته، وشعبه الوفي، باليوم الوطني السعودي والذكرى الـ86 لتوحيد المملكة.وأكد المجلس، اعتزازه بالدور المحوري والريادي الذي تقوم به المملكة الشقيقة في الذود عن القضايا الإسلامية والدفاع عن الدين الحنيف، وإعلاء قيمه السمحة، وصون وحدة المسلمين، وتوثيق عرى الأخوة بينهم، وتعزيز مسيرة الخير والعطاء، وترسيخ الوحدة والتضامن في الأمتين العربية والإسلامية.وأعرب المجلس عن تقديره العميق للمساعي السعودية لتحقيق الصالح العام للأمة ونشر السلام في ربوعها، بما يرسِّخ ثوابتها وقيمها، ويصون وحدتها وقوتها وتلاحمها، باعتبار بلاد الحرمين تمثل عمق العالم الإسلامي وحاضنته.كما هنَّأ المجلس المملكة العربية السعودية الشقيقة بنجاح موسم الحج، معربا عن تقديره للجهود الجبارة التي تبذلها القيادة السعودية في خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وفي رعاية حجاج بيت الله الحرام وتأمين طريقهم وتذليل الصعاب التي تواجههم.وأكد أن التنظيم المحكم والمسؤول للموسم هذا العام، يأتي استمرارا للنجاحات المتواصلة طيلة السنوات الماضية في رعاية الحرمين الشريفين وشؤونهما، ويؤكد جدارة السعودية الشقيقة واقتدارها الكامل على إدارة شؤون الحج والعمرة بما يوفر الأمن والطمأنينة واليسر للحجاج والمعتمرين والزائرين.وأشاد «الأعلى للشؤون الإسلامية» بالرعاية الكبيرة التي قدمتها مملكة البحرين لحجاجها هذا العام، شاكرا الجهود التي بذلتها بعثة البحرين للحج لتذليل العقبات أمام الحجاج البحرينيين.ونوه المجلس بحرص البحرين على صون الحريات والشعائر الدينية في البلاد وتأكيدها الدائم على رعاية التعددية البحرينية البنَّاءة وسط أجواء التعايش السلمي الآمن التي عُرفت بها البحرين على مر العصور، لافتًا إلى أن هذه الحريات المرعيَّة تعكس الثوابت والقيم البحرينية الأصيلة في التآخي والتلاحم والاحترام والوسطية.وأبدى المجلس ترحيبه بمبادرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بعقد الملتقى الحكومي، منوها بالرعاية الكريمة التي حظي بها الملتقى من لدن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء.وأكد هذا الملتقى يجسد القيم الإسلامية والبحرينية الأصيلة بالعمل المشترك والتعاون على البر والتقوى، ويدفع بمسيرة التنمية إلى الأمام في ظل المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى.فيما أكد المجلس، بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد، أهمية دور المعلم ومكانته في الإسلام وما أنيط به من دور محوري في تربية الأجيال، وبناء مستقبل الوطن والأمة، داعياً المعلمين إلى أخذ دورهم الريادي في التربية والتعليم، وتجنيب البيئة التعليمية من كل ما ينتقص من مخرجاتها المنشودة، حاثًّا الطلاب على بذل جهدهم في التحصيل العلمي، لافتًا إلى أنَّ واجبهم ودورهم المطلوب هو التعلم والتحصيل لخدمة بلادهم وبناء مستقبلهم المشرق.وبحث «الأعلى للشؤون الإسلامية» الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال، حيث اعتمد مشروع ميزانية المجلس للأعوام الأربعة القادمة «2017 - 2020» التي أعدتها الأمانة العامة للمجلس. واطلع على آخر المستجدات الإدارية والفنية لتشغيل معهد القراءات وإعداد معلمي القرآن الكريم، واعتمد مشروع الميزانية للمعهد.كما ناقش المجلس مشروع مصحف البحرين الإلكتروني والتطبيق الخاص به للأجهزة اللوحية الذكية، مؤكدا أهمية العمل على تدشينه في أسرع وقت ممكن لخدمة كتاب الله العزيز وليكون في متناول الجميع.وبحث المجلس، خطته بشأن المشاركات الخارجية في المؤتمرات والاجتماعات والفعاليات، والعضويات العالمية في المنظمات الإسلامية، مؤكدًا اهتمامه الكبير بتمثيل البحرين في جميع المحافل ذات العلاقة بما يدعم الدور الريادي للمجلس في إعلاء قيم الإسلام السمحة، وما يبرز الوسطية البحرينية.