«الغارديان» تفضح البريد الإلكتروني للأسد.. تلقى نصائح من إيران للتعامل مع الأزمةعواصم - (وكالات): ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن 76 شخصاً قتلوا برصاص قوات الأمن في حمص وإدلب ودرعا، فيما سيطر الجيش السوري سيطرة كاملة على مدينة إدلب شمال غرب البلاد، بعد انسحاب الجيش السوري الحر منها، في وقت ردت دمشق على مقترحات الموفد الدولي الخاص كوفي عنان، الذي أوضح مع ذلك أنه لايزال ينتظر «إجابات» أخرى على مقترحاته التي قدمها إلى الرئيس السوري بشار الأسد للخروج من الأزمة في سوريا. كما أعلنت السعودية إغلاق سفارتها بدمشق وسحبت كافة الدبلوماسيين والعاملين فيها. وانتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موقف لافت الرئيس السوري بسبب «التأخير الكبير» في تطبيق الإصلاحات. وأعلنت الأمم المتحدة أن عنان تلقى رداً من السلطات السورية على المقترحات التي قدمها للرئيس السوري، إلا أنه لايزال ينتظر المزيد من الإجابات على أسئلته.من جهته أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي إرسال الرد السوري، موضحاً أن سوريا ردت على مقترحات عنان «بطريقة توضيحية تبين رؤيتها» لتطبيق هذه المقترحات. وسيعرض عنان غداً أمام مجلس الأمن الدولي أُولى نتائج مهمته في سوريا، وذلك عبر دائرة فيديو مغلقة من جنيف، بحسب ما ذكر دبلوماسيون. وأبدى العديد من الدبلوماسيين العاملين في مجلس الأمن تشاؤمهم إزاء الرد السوري.وفي تطور ميداني جديد دخلت القوات السورية النظامية مدينة إدلب. وقال نور الدين العبدو من المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة في إدلب «توقفت المعارك، والجيش السوري الحر انسحب، والجيش النظامي اقتحم كل المدينة وفتش كل البيوت بيتاً بيتاً». وانتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الرئيس السوري بسبب «التأخر الكبير» في تطبيق الإصلاحات. وقال خلال جلسة أسئلة وأجوبة في مجلس الدوما «البرلمان» إن «جميع نصائحنا للأسف لم تترجم بأفعال، ولم تطبق في الوقت المطلوب» معتبراً أن نظام الأسد «اعتمد إصلاحات جيدة من شأنها تجديد النظام والانفتاح على التعددية، ولكن ذلك تأخر كثيراً».وفي دفاعه عن موقف روسيا من الملف السوري قال لافروف «إننا لا ندافع عن النظام بل عن الحق، عن حق السوريين السيادي في تقرير خيارهم بأنفسهم بطريقة ديمقراطية». من ناحية أخرى، أعلنت أمس استقالة هيثم المالح وكمال اللبواني وكاترين التلي من المجلس الوطني السوري المعارض.وحمل اللبواني على رئيس المجلس الوطني برهان غليون، واصفاً إياه بأنه «مستفيد وغير ديمقراطي»، وعلى الإخوان المسلمين متهماً إياهم بأنهم يحاولون «احتكار التسليح والإغاثة» لتوسيع قاعدتهم الشعبية.وأعلن مسؤول في وزارة الخارجية السعودية أن المملكة أغلقت سفارتها في دمشق وسحبت كافة الدبلوماسيين والعاملين فيها، وفقاً لمصدر رسمي.ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن المسؤول قوله «نظراً لتطور الأحداث في سوريا، قامت المملكة العربية السعودية بإغلاق سفارتها في دمشق وسحب كافة الدبلوماسيين والعاملين فيها». وقررت الحكومة الإيطالية إغلاق سفارتها في دمشق احتجاجاً على أعمال «العنف غير المقبولة» التي يقوم بها النظام السوري، وسحبت قسماً من موظفي بعثتها الدبلوماسية كما أعلن مصدر رسمي.وأعلنت السلطات السورية أنها ألقت القبض على مرتكبي «مجزرة كرم الزيتون» في حمص التي أودت بحياة 50 امرأة وطفلاً، وقالت المعارضة إنها من صنع قوات النظام بينما اتهمت دمشق «مجموعات إرهابية مسلحة» بها. كما ذكرت الوكالة أن «مجموعات إرهابية مسلحة» ارتكبت مجزرة في حي كرم اللوز في حمص أودت بحياة 15 شخصاً بينهم امرأة وأطفالها الأربعة. في المقابل، أفاد عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله عن وجود «عشرات الجثث المشوهة والمحروقة» في شوارع كرم الزيتون، متهماً قوات النظام بارتكاب العديد من المجازر في المدينة لم يكشف عنها بعد. وروى أحد الناجين من مجزرة حي كرم الزيتون في حمص المجازر الرهيبة التي ارتكبتها قوات الأسد والشبيحة في حق أبناء الحي.ونقلت صحيفة «الشروق الجزائرية» عن ضابط مخابرات سابق انشق عن الجيش النظامي، أنهم وجدوا أحد الناجين من الجريمة النكراء مغمى عليه، ونقلوه إلى مستشفى ميداني، وهناك استفاق الناجي وقال «داهمتنا فرق للجيش النظامي والشبيحة وأفراد المخابرات السورية، جمعونا في مكان واحد بعد إرغامنا على الخروج من منازلنا، ثم قاموا بتقسيمنا إلى قسمين، الأطفال والنساء والعجائز في قسم، والذكور البالغين في قسم آخر، وبعدها قاموا بإطلاق وابل من النار على الذكور البالغين أمام مرأى ومسمع من النساء والأطفال». وأضاف الناجي «كنت تحت جثث القتلى، ورغم الإصابات التي تعرضت لها خلال جراء إطلاق النار أثناء الإعدام الجماعي، كنت أسمع صرخات النساء والأطفال عند اغتصابهم أمام مرأى بقية الضحايا، وبعدها سمعت استجداء الأطفال للمعتدين من الشبيحة وعناصر الجيش، بالعفو عنهم «ارحمونا لا تقتلونا» هذه هي العبارات التي كانت تعلو صيحات الضحايا موجهة للمجرمين».وحذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في مؤتمر صحافي في واشنطن من وقوع «حرب أهلية وثورة» إن «استمر» الرئيس السوري بشار الأسد في سياسة القمع. وقال كاميرون إلى جانب الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض «ما نريده هو السبيل الأسرع لوقف المجزرة. أي العملية الانتقالية بدلاً من الثورة أو الحرب الأهلية. لكن إن استمر الأسد فإن النتيجة ستكون الحرب الأهلية والثورة».من جهته رأى أوباما أن بشار الأسد سيرحل مهما حصل. وقال أوباما «في الوقت الذي يستمر فيه النظام وقوات الأمن بتسجيل عمليات انشقاق، تزداد قوة المعارضة أكثر فاكثر. بشار الأسد سيترك الحكم». من جهتها، أكدت منظمة «العفو» الدولية في تقرير أن التعذيب يمارس على نطاق واسع يصل إلى «مستويات غير مسبوقة» في مراكز الاحتجاز في سوريا منذ سنة.من جانبه، اعتبر النقيب عمار الواوي المسؤول الثاني في الجيش السوري الحر، أن الرئيس بشار الأسد يستحق مصيراً «أسوأ» من مصير الزعيم الليبي معمر القذافي الذي قتله الثوار الليبيون بعد أسره.من جهة أخرى، نشرت صحيفة «الغارديان» البريطانية مراسلات الرئيس السوري بشار الأسد عبر بريده الإلكتروني. وكشفت الصحيفة أن «دولة خليجية قدمت للأسد وعائلته عرضاً للجوء». وقالت إن «الأسد تلقى نصائح من إيران بكيفية التعامل مع الأزمة». وأضافت الصحيفة أن «الأسد أمر بتشديد القبضة الأمنية على حي بابا عمرو في حمص». وأفادت أن «الأسد اعتمد على بريده الإلكتروني الشخصي للتواصل مع مساعديه».وذكرت أن «الأسد سخر من الإصلاحات التي وعد بتقديمها لحل الأزمة». وقالت إن «الأسد شكّل دائرة من المساعدين الموثوقين الذين يتبعونه مباشرة».وقالت الصحيفة إن لديها أكثر من 3000 وثيقة من البريد الإلكتروني للأسد وزوجته أسماء، تم اعتراضها من قبل مجموعات في المعارضة السورية.وتابعت «أن زوجة الرئيس أنفقت آلاف الدولارات عبر الإنترنت على شراء سلع، فيما تبادل الرئيس السوري روابط لمواد ترفيهية مع أصدقائه عبر جهاز آيباد. كما قام بتنزيل ملفات موسيقى عبر برنامج آي تيونز».