أكدت وزارة الصحة دعمها التام للشعار الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية تحت عنوان "اتخاذ موقف ضد التمييز ضد كبار السن"، مؤكدة رفضها وبقوة جميع أشكال التمييز ضد كبار السن.واشارت في بيان اصدرته اليوم الاحد بمناسبة اليوم العالمي للمسنين والذي يصادف الأول من أكتوبر، إلى أنها ماضية للعمل على تمكين كبار السن من أجل تحقيق وتوفير أفضل خدمات صحية وتهيئة حياة كريمة تكفل فيها حقوقهم داخل المجتمع.وبينت وزارة الصحة تأييدها لكلمة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون، والذي دعا للاحتفال باليوم الدولي لكبار السن حيث اتخذ هذا العام 2016م موقفا ضد التمييز ضد كبار السن من خلال لفت الأنظار إلى الصور النمطية السلبية والمفاهيم الخاطئة حول كبار السن والشيخوخة وتحديها.وتشكل الدعوة التي أطلقتها الجمعية العامة للأمم المتحدة وحددت الأول من أكتوبر يوما دوليا للمسنين فرصة لجميع دول العالم والجهات ذات العلاقة للوقوف على موضوع كبار السن والاهتمام به من خلال توفير وتطوير خدماتهم، ولفت الانتباه إلى هذه الفئة العمرية التي قد تكون من اقاربنا أو جيراننا او نحن مستقبلا، والتي ساهمت في تنمية المجتمعات وقدرتها على مواصلة المساهمة. والسعي لتحقيق الاهداف المرجوة من خلال إحياء هذه الأيام الدولية عبر التوعية بأهمية الرعاية الوقائية والعلاجية لكبار السن، وتعزيز الخدمات الصحية والوقاية من الأمراض، وتوفير التكنولوجيا الملائمة و التأهيل، إلى جانب تدريب الموظفين في مجال رعاية كبار السن. وكشفت الإحصائيات في مملكة البحرين في العام 2013م ارتفاع متوسط العمر المتوقع للإناث من 69.5 إلى 77.3 سنة، بينما ارتفع عمر الذكور من 65.6 إلى 73.1 سنة وذلك ما بين عام 1975 إلى 2013 ويُعتبر عيش حياةٍ أطول وأكثر صحة أحد أكثر الإنجازات المحتفى بها للتنمية البشرية، وهي شهادة للقدرة على تحسين وضع الإنسان من جيل إلى آخر ونتيجةً لذلك، يزداد عدد المسنين بسرعة في جميع البلدان النامية.وعالميا أشارت التقارير إلى توقع أن يتضاعف عدد المسنين فوق 65 عاماً في العالم ثلاث مرات بحلول العام 2050م. وبحسب معطيات هيئة الأمم المتحدة يعيش حالياً في العالم حوالي 700 مليون شخص تجاوزوا الـ 60 سنة، وان عددهم بحلول عام 2050 سيصل الى ملياري شخص. أي سيشكلون أكثر من 20 بالمائة من سكان الارض.ونتيجة إلى الزيادة المتوقعة في اعداد المسنين تم التركيز بوزارة الصحة على توفير سياسات صحية واجتماعية مناسبة في هذه المرحلة من العمر لتمكينهم من التمتع بسنين وهم بموفور الصحة، ولقد سعت الوزارة إلى تقديم خدمات صحية مناسبة من خلال وضع الدراسات الدقيقة والتقييم الشامل والتعرف على الاحتياجات ثم التخطيط الجيد والبناء للخدمات المناسبة، ووضعت الاستراتيجية الصحية لكبار السن لوزارة الصحة وإدراجها ضمن استراتيجية الوزارة العامة لضمان توفير الرعاية طويلة الأجل للمسنين وإمكانية حصولهم على خدمات صحية مستدامة. ودأبت وزارة الصحة بمملكة البحرين بتوجيهات من الحكومة الرشيدة والقيادة العليا والذين يضعون صحة الانسان في هذا الوطن والاهتمام به على قائمة اولوياتهم، بتوفير أفضل الخدمات الصحية لإفراد المجتمع وضمان استمرارية حصولهم على الرعاية الصحية المطلوبة، وبوضع خدمات صحية ذات جودة عالية لهذه الشريحة من المجتمع فخرا واعتزازا بما قدموه خلال حياتهم، وإكراما لهم في هذه المرحلة العمرية والتي يحتاجون فيها للكثير من الدعم والمساعدة، ولقد تنوعت هذه الخدمات الصحية لتشمل الرعاية الصحية الأولية والثانوية وتتمثل في وجود فرق متعددة التخصصات في كل من مجمع السلمانية الطبي ومستشفى المحرق للعجزة ومركز ابراهيم خليل كانو ومستشفى الطب النفسي والمراكز الصحية المنتشرة في محافظات البحرين الاربع، حيث تغطي هذه المستشفيات والمراكز جميع النواحي الوقائية والعلاجية والتأهيلية والنفسية والخدمات الاجتماعية. إلى جانب ذلك هناك خدمات صحية عبر الوحدات المتنقلة وخدمه ممرضات المجتمع اللذين يقدمان الرعاية اللازمة لكبار السن في المنزل.وكشفت التقارير الصادرة من وزارة الصحة إلى أن الأمراض الأكثر انتشارا بين كبار السن هي ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري وأمراض القلب والكلى، إضافة إلى ازدياد نسبة الالتهابات والأمراض المعدية. وتعتبر الخدمات الصحية المقدمة بالبحرين للمسنين من أفضل النظم الصحية مقارنة بدول العالم، وتسعى وزارة الصحة لتحقيق رعاية أفضل للمسنين ومنها منع أو تقليل أو تأخير ظهور الأمراض المزمنة والشائعة، والوصول إلى مرحلة الشيخوخة بأمان وصحة، وتسهيل رعاية المسنين واعتمادهم على الغير وتقليل العبء على من يرعى المسن، بالإضافة إلى تعزيز النظرة الإيجابية للشيخوخة وتوعية المجتمع حول كيفية الوصول إلى شيخوخة آمنة ، وتهيئة بيئة داعمة للأفراد والأسر على اتباع أسلوب صحي في الحياة.وشعار هذا العام لليوم العالمي للمسنين يسلط الضوء على الصور النمطية والمفاهيم السلبية للمسنين والشيخوخة وكيفية تحدي هذه السلبيات، وتأييدا لقرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي وهو "الاعتراف بأن التمييز ضد المسنين هو السبب الرئيسي والدافع القوي والمبرر للتمييز العمري"، حيث شكل هذا التمييز وجسّد كيفية التعامل مع المسنين والشيخوخة والنظرة الخاطئة لهم في المجتمع بما في ذلك الخدمات الطبية ومجالات العمل وإيجاد بيئات تحد من إمكانيات المسنين تؤثر على صحتهم ورفاهيتهم. إن الفشل في معالجة التمييز ضد المسنين يشكل تحديا أمام جهودنا التي نبذلها، حيث يضعف حقوق المسنين ويعيق ويهمش مساهمتهم في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية. لذلك يجب العمل وتوحيد الجهود بتحدي الصور النمطية السلبية للمسنين والشيخوخة في العادات الاجتماعية والثقافية وفي مجال الإعلام وغيرها من المجالات المختلفة التي تعطي تصوراً خاطئاً عن الشيخوخة والمسنين. وعلينا جميعا الوقوف يدا بيدا لتعزيز الصورة الإيجابية عن المسنين والشيخوخة من خلال تبادل الممارسات والسلوكيات الجيدة والإيجابية التي تعالج التمييز العمري وتهميش المسنين.