منذ عام 1840 وحتى 2016 أثبتت شعارات المرشحين للانتخابات الرئاسية الأميركية أهميتها في تحريك مشاعر الناخبين وتوجيه أصواتهم، خاصة إذا كانت تجمع بين الواقع والمستقبل، فتعبر عن الشعب بشكل بسيط وجذاب وفي نفس الوقت تحمل قيمة معينة لرؤية المرشح ومؤيديه للمجتمع الذي يريدونه.واتسمت الانتخابات الأميركية على مدار التاريخ بشعارات مميزة، كان أبرزها "نعم نستطيع" للرئيس الحالي باراك أوباما، "من أجل الشعب، من أجل التغيير" لبيل كلينتون، و"ألف نقطة من الضوء" لجوج بوش الأب، و"السلام والرخاء" لدوايت أيزنهاور.وتاريخيا أثبتت نتائج الانتخابات أن الشعار الأقوى بين المرشحين يرجح كفة صاحبه، فيما يبدو أن كلا من المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون صاحبة شعار "معا أقوى"، ومنافسها الجمهوري دونالد ترامب وشعاره "إجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" لم يعيرا أي اهتماما لذلك.فها هو شعار حملة ترامب يتم استخدامه للمرة الثانية في تاريخ الانتخابات الأميركية، فسبق أن استخدمه الرئيس الجمهوري السابق رونالد ريغان في انتخابات عام 1980، وإن اختلفت بعض الأحرف، فجاء شعار ريغان يقول "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى".ويبدو أن ترامب استغل ذلك الاختلاف القليل، زاعما عدم سرقته لشعار ريغان، وقال المرشح الرئاسي الجمهوري لجمع انتخابي بمدينة أتلانتا، في يونيو الماضي، إن شعاره مختلف عن شعار ريغان.ولم يتوقف انتقاد شعار ترامب عند "سرقته"، لكنه وصل إلى جدال مفتوح بينه وبين الرئيس باراك أوباما الذي قال في كلمة ألقاها في مؤتمر الحزب الديمقراطي، في يوليو الماضي: "أميركا قد أصبحت الآن عظيمة وقوية. وأعدكم بأن قوتنا وعظمتنا لا تتوقفان على دونالد ترامب".كما علقت كلينتون على شعار منافسها، قائلة في "خطاب النصر" الذي ألقته بعد فوزها في الانتخابات التمهيدية لحزبها في ولاية كارولينا الجنوبية، في فبراير الماضي: "نحن لا نحتاج إلى جعل أميركا عظيمة مجددا، أميركا لم تكن يوما غير عظيمة".ومن "العظمة" إلى "الوحدة" برزت رؤية هيلاري "الباهتة" في اختيارها لشعارها "أنا معها- أقوى معا" فقد استخدم الكثير من المشاهير، ممن أعلنوا عن ترشيحهم لها، الجزء الأول من الشعار على حساباتهم الجماعية.ويبدو أن كلينتون لم تكترث بأهمية شعارها الانتخابي، بقدر اهتمامها بانتقاد شعار ترامب، فقد قالت في حوار مع مجموعة من الصحفيين الأميركيين، في مايو الماضي: "كما تعلمون فإن الشعارات تأتي وتذهب".وأضافت "ولكن عندما أنظر إلى ما نحن فيه في بلدنا معا، أجد أننا بحاجة لجعل أميركا موحدة".