عواصم - (وكالات): وجّه خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالتنسيق مع قيادة قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة المملكة العربية السعودية، ومع الحكومة اليمنية الشرعية والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة لتسهيل ونقل جرحى حادثة القاعة الكبرى بمدينة صنعاء التي وقعت السبت الماضي، الذين تستدعي حالاتهم العلاج خارج اليمن. ويأتي هذا التوجيه الكريم امتداداً لأعمال المركز والمبادرات الإنسانية التي تقدمها المملكة العربية السعودية للشعب اليمني.في غضون ذلك، واصل المتمردون الحوثيون وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح اطلاق صواريخ باليستية باتجاه الأراضي السعودية، بينما شكلت الأخيرة منطلقاً لعملية قامت بها القوات الشرعية الموالية للحكومة، استعادت فيها منفذاً حدودياً وتحاول التقدم في محافظة صعدة، أبرز معاقل الحوثيين شمال اليمن، في حين كشف تسجيل حصلت عليه قناة «الجزيرة» لمكالمة هاتفية بين الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح ومحافظ عمران السابق كهلان مجاهد أبو شوارب، عن تهديدات كان يوجهها الرئيس المخلوع للقادة العسكريين بعد الإطاحة به لإجبارهم على عدم تنفيذ أوامر الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي. وتأتي هذه العمليات في أعقاب مقتل 140 شخصاً وإصابة 525، في قصف صالة كانت تقام فيها مراسم عزاء في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون وحلفاؤهم الموالون للرئيس السابق علي عبدالله صالح. وأوردت وكالة الأنباء السعودية أن خادم الحرمين الشريفين وجه مركز الإغاثة والأعمال الإنسانية الحامل اسمه «بالتنسيق مع قيادة قوات التحالف ومع الحكومة اليمنية الشرعية والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة لتسهيل ونقل جرحى حادثة القاعة الكبرى بمدينة صنعاء (...) الذين تستدعي حالاتهم العلاج خارج اليمن». ولقي تفجير الصالة الكبرى في صنعاء انتقادات واسعة.وأكدت مصادر يمنية أن التفجير الذي وقع في مجلس العزاء ناتج عن تصفية حسابات داخلية بين المتحالفين على إثر المجلس السياسي الجديد.وبحسب وكالة «سبأ» التابعة للمتمردين، كان من بين القتلى، عدد من الضباط البارزين الموالين للحوثيين وصالح.وشيع بعض هؤلاء أبرزهم «اللواء علي بن علي الجائفي قائد قوات الحرس الجمهوري واللواء الركن أحمد ناجي مانع عضو اللجنة العسكرية الامنية العليا». وكان الحرس الجمهوري يعد من تشكيلات النخبة في الجيش خلال عهد صالح، وبقي ضباطه الكبار على ولائهم له بعد خروجه من السلطة في 2012. كما كان الحرس مسؤولاً عن الترسانة الصاروخية.وللمرة الثانية منذ السبت الماضي، أعلن التحالف اعتراض صاروخ أطلقه المتمردون باتجاه جنوب المملكة. وقال إن «قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي، اعترضت صاروخاً باليستياً، أطلقته المليشيات الحوثية باتجاه مدينة خميس مشيط ودمرته». وكشفت مصادر يمنية موالية استعادة القوات الشرعية «منفذ البقع الحدودي مع السعودية بمساندة من طيران التحالف»، مشيرة إلى أن هذه القوات «تقدمت من الأراضي السعودية». ويقع المنفذ في محافظة صعدة شمالاً، المعقل التاريخي للحوثيين. ومنذ العام الماضي، مكن التحالف القوات الحكومية من استعادة 5 محافظات جنوبية. ويعمل التحالف على دعم الشرعية في مواجهة المتمردين الذين يتهمهم بتلقي دعم إيران. وفي تطور آخر، كشف تسجيل حصلت عليه قناة «الجزيرة» لمكالمة هاتفية بين الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح ومحافظ عمران السابق كهلان مجاهد أبو شوارب، عن تهديدات كان يوجهها الرئيس المخلوع للقادة العسكريين بعد الإطاحة به لإجبارهم على عدم تنفيذ أوامر الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي. ويظهر التسجيل الذي يعود تاريخه إلى يونيو 2014 الرئيس المخلوع وهو يطلب من أبو شوارب إبلاغ قائد قوات الاحتياط آنذاك اللواء علي الجايفي الذي قتل في حادثة تفجير عزاء صنعاء وقائد الحرس الجمهوري بعد انقلاب الحوثي وصالح، بأنه سيُحرقه إذا نفذ أوامر هادي بإرسال قوات إلى معسكر ريمة حميد التابع لصالح في مسقط رأسه بمنطقة سنحان. كما يظهر التسجيل طلب صالح إبلاغ اللواء عبد الرحمن الحليلي قائد اللواء الثالث حرس جمهوري سابقا وقائد المنطقة العسكرية الأولى في حضرموت حاليا مغادرة «منصة ميدان السبعين» والمسجد التابع له، بعد اتهام الرئيس هادي في ذلك الوقت صالح بتخزين أسلحة تحت المسجد الذي يحمل اسمه والمنصة المجاورة له وإصداره أوامر بتسليمه للقوات التابعة له.ويكشف التسجيل أكثر من حقيقة أهمها بقاء صالح مسيطرا على كثير من ألوية الجيش اليمني طوال الفترة الماضية رغم الإطاحة به من السلطة، وإصراره على تهديد الشخصيات العسكرية بالقتل إذا نفذت أي أوامر للحكومة الشرعية، وهو ما كان له أثر واضح في تورط هذه القيادات بالوقوف على الحياد أو عدم تنفيذ أوامر الرئيس هادي، خصوصا بعد استيلاء الحوثيين وقوات صالح على صنعاء خوفا من تهديده لهم بالقتل أو موالاته. ويُوضح التسجيل أيضاً مشاركة كثيرين من قادة الجيش اليمني في الانقلاب على السلطة الشرعية والرئيس هادي ومؤسسات الدولة، والسيطرة على المدن الرئيسة في البلاد من خلال الألوية العسكرية التي تتبعهم. كما يعيد التسجيل إلى الواجهة أسئلة حول الأدوار المشبوهة في عمليات الاغتيال التي استهدفت قيادات في الجيش والأمن اليمني في عدد من المحافظات والمدن اليمنية، بينها صنعاء وعدن وتعز وحضرموت.ويرى مراقبون أن دور الرئيس المخلوع سيظل السبب الأبرز في انقسام الجيش اليمني من خلال المؤامرات التي كان يديرها والتي تكشفت معالمها منذ بدء الانقلاب وحتى اليوم. من جهة أخرى، قال مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة ترى مؤشرات متزايدة على أن المقاتلين الحوثيين المتحالفين مع إيران وراء الهجوم على المدمرة الأمريكية «مايسون» قبالة سواحل اليمن.