رفض وزير الخارجية العماني، «يوسف ابن علوي»، وصف العلاقة بين بلاده وإيران بأنها «مميزة»، واختار لها وصف «علاقات طبية»، نافيا وجود أي علاقة خاصة بين مسقط وأي فريق يمني، ومن ضمن ذلك الحوثيين.جاء ذلك في مقابلة خاصة أجراها مع صحيفة «عكاظ» السعودية ونشرت اليوم الخميس، ونفي خلالها ما تردد من أنباء بشأن عبور أسلحة إيرانية إلى الحوثيين عبر أراضي بلاده، وبرر عدم مشاركة مسقط في التحالف العربي باليمن بأنها تعتبر أن الحرب «مدمرة».وقال «بن علوي» إن علاقات بلاده بإيران «لا نقول عنها علاقات (مميزة)، ولكن علاقات (طيبة) مع إيران، وغير إيران».وحول عدم انتقاد بلاده الإيراني للتدخل في شؤون اليمن، قال: «في عالم اليوم اختلطت الأوراق كلها، ولم يعد هناك أحد لا يتدخل في شأن غيره».ونفى أن تكون تصريحاته دفاعا عن إيران، قائلا: «أنا لا أدافع عن إيران ولا عن أحد، حتى أكون واضحا في هذه القضية».وأكد أن علاقة بلاده بإيران «ليست على حساب أحد، ولن تكون على حساب أحد».وعن علاقة مسقط بالحوثيين، قال «ابن علوي»: «علاقتنا مع الحوثيين كعلاقتنا مع الآخرين، ليست لدينا علاقات خاصة أبداً».وقال إن الحوثيين يقيمون في مسقط أكثر من صنعاء؛ «لأن هناك من لا يسمح لهم بالذهاب إلى صنعاء» في إشارة إلى حظر الطيران الذي يفرضه «التحالف العربي» على مطار صنعاء الدولي.ودافع الوزير العُماني عن من يقولون إن الحوثيين يماطلون ولا يريدون الوصول إلى حل في اليمن، قائلا إن «جماعة الحوثي تريد الحل، وهذه المسألة عندنا قطعية».ولفت إلى أن هذا الحل هو «توافقي بين الحوثيين وبين الآخرين المتحاربين».وأوضح أن بلاده تؤيد خريطة الطريق لحل الأزمة في اليمن التي تم الاتفاق عليها في لقاء مجلس التعاون وبريطانيا وأمريكا، والتي تقترح تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الحوثيين.وقال: «هذه خريطة طريق تضع خطة يمنية للتنفيذ، وفي أحسن الأحوال خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع تكون منتهية».«صالح» لم يتواصل معيوتعقيبا حول ما يتردد بشأن تواصل الرئيس اليمني السابق، «علي عبدالله صالح» معه شخصياً، قال «ابن علوي» إن «هذا ليس صحيحاً»، لكنه أضاف أنه سيرد على صالح إذا حاول التواصل معه.واعتبر أنه ليس من حق بلاده أن تطلب من «صالح» الخروج من اليمن للمساهمة في حل الأزمة، وتساءل مستنكراً: «لماذا نعرض عليه الخروج من اليمن وهو لا يريد أن يخرج؟».وأضاف: «إن أراد (صالح) الخروج فمتاح له، وإن أراد البقاء فتلك بلده».وبرر «ابن علوي» عدم مشاركة عمان في «عاصفة الحزم» بأنها لا تريد الدخول في حرب مع أحد.وأضاف: «الحرب قاتلة، ومدمرة (...) نحن لسنا مع أي حرب في أي مكان. الحروب لا تحل المشكلات».ونفى ما تردد من اتهامات لبلاده بشأن السماح بمرور أسلحة إيرانية عبر أراضيها إلى الحوثيين، وقال: «لا صحة لذلك، ولم يعبر عبر حدودنا سلاح. ونحن مستعدون إن حصلت أي شكوك أن نوضح. وقد وضحنا، ومستعدون للتوضيح للأشقاء في المملكة العربية السعودية».الحل في سورياوفي الشأن السورية، ذكر أنها «في أزمة ومأزق كبير»، ملقياً اللائمة على العرب أجمعين، لكنه قال إن الحل في سورية أضحى بيد «اللاعبين الكبار»، وهما أمريكا وروسيا.وعن الانتقادات التي توجه إلى بلاده بشان استمرار عمل سفارتها في دمشق، قال: «كلنا في الجامعة العربية تسببنا في هذه المأساة. وهذه المأساة ليست لها علاقة بسفارتنا في دمشق موجودة أو غير موجودة».وأضاف: «سورية دولة عضو في الأمم المتحدة وتحضر اجتماعاتها، وحتى من قال إن الرئيس بشار (الأسد) فقد شرعيته، لكنه في الوقت نفسه يتعامل مع نظامه في الأمم المتحدة فلا يجب أن نكون عاطفيين».وبشأن عدم خروج موقف واضح عن مسقط يستنكر إحراق السفارة السعودية في طهران، وقنصليتها في مشهد ، قال: «البيان ظهر عن طريق أمانة مجلس التعاون الخليجي وبموافقة كل الدول الأعضاء بما فيها سلطنة عُمان، فلا تستطيع الأمانة إصدار البيان إلا بموافقة دول المجلس، ونحن قمنا بالإدانة أيضاً».وعن علاقة عُمان بالإخوان المسلمين: «قال ليست لدينا علاقة مع الإخوان المسلمين كتنظيم».وأضاف: «القياس عندنا في السلطنة هو الولاء للوطن، وعدم الخروج على قوانين البلاد، أما ماذا في عقلك أو بماذا تفكر أو ماذا تقرأ، فهذا لا نعلم عنه ولا نحاسب عليه».وعن التباين في العلاقات الخليجية – الخليجية، قال: «العلاقة بين دول الخليج طيبة، والتباين هذا ليس تنافسياً، إنما كلنا بعد مضي هذا الزمن نريد أن نجد مخرجاً للأزمات في المنطقة، وقدرنا أن تلك الأزمات نحن من يتحمل عبئها، لأن دول الخليج كتلة متماسكة ومعروفة، سواء الأوضاع في سورية أو العراق وليبيا واليمن ومصر.. ودول الخليج لها قيم وتعمل على مساعدة تلك الدول بقدر ما تستطيع، ولن تتخلى عن دعم العرب. والاختلاف من سنة الحياة، ونحن مكملون لبعضنا بعضاً. وقادرون على أن نعبر عن أنفسنا بطريقة صحيحة، ولكن نقول الاختلاف رحمة».العلاقات مع السعوديةوعن علاقه بلاده مع السعودية، قال «ابن علوي» إنها علاقة «طيبة، وليس عندنا أي شك في صفاء الأشقاء في السعودية، وليس بيننا وبينهم إلا كل خير، وعلى المستويات المهمة نحن معهم على اتصال مستمر، ونحن مستعدون إن حصلت شكوك بشأن السلاح أن نوضح».ووصف العلاقة مع الإمارات بأنها «جيدة»، وقال: «نحن إخوة أشقاء وجيران. حتى وإن كنا دولتين، فنحن أشقاء، ولدينا مع الإمارات نحو أربعة أو خمسة مداخل ومخارج».كما وصف العلاقة مع قطر بأنها «طيبة منذ البداية، والحكومة القطرية لديها استثمارات عندنا».وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت علاقة السلطة مع إيران أهم من العلاقات مع دول الخليج، أجاب: «العلاقة مع الجميع مهمة، والعلاقات ليست للقياس، نعمل على أن تكون علاقاتنا مع الجميع طيبة، وفيها مصالح ومودة. وليس كما قال أحد المثقفين الإماراتيين في محاضرة في واشنطن إن عمان ليست من دول الخليج، وإن أهلها من الباكستان أو الهند».ونفي أن تكون بلاده تداهن أو تجامل إيران على حساب دول الخليج، وقال: «لا نجامل أحداً، وهذا ليس ضعفا أو قوة، مصالحنا مع إيران أقل بكثير من مصالح بعض إخواننا في دول الخليج مع إيران».نقل السلطة في السلطنةوتطرق إلى الشأن الداخلي، وقال إن السلطان قابوس «بنعمة، والحمد لله بصحة طيبة».ومبددا التخوفات حول من يخلفه، قال: «الأمور مرتبة بشكل واضح، وهذا مسجل في النظام، ومكتوب ومعروف عند العمانيين، والدولة صارت على هذه الحال منذ 260 عاما، وقلق الناس في الخارج أكثر من قلق الناس في الداخل، وهذا غريب».وأوضح أن «بحسب المادة السادسة من النظام الأساسي للدولة يقوم مجلـس العائلة المالكة، خلال ثلاثة أيام من شغور منصب السلطان، بتحديد من تـنتـقل إليه ولاية الحكم. فإذا لم يتـفق مجلس العائلة المالكة على اختيار سلطـان للبلاد يقوم مجلس الدفاع بالاشتراك مع رئيسي مجلس الدولة ومجلس الشورى ورئيس المحكمة العليا وأقدم اثنين من نوابه بتثبيت من أشار به السلطان فـي رسالته إلى مجلس العائلة. وكل ذلك مسجل قانونياً وفقا للنظام الأساسي للدولة».