أشار الدكتور زهير الدلال أخصائي التغذية إلى أن هناك العديد من العوامل التي تؤثر في نمط التغذية في المجتمع البحريني كالسلوكيات والممارسات ، والمفاهيم والاجتهادات الشخصية ، موضحا ان الفيتامين (د) أصبح في الفترة الأخير محل اهتمام شريحة كبيرة من كافة أفراد المجتمع ، باعتباره أحد اهم عناصر التغذية والتي يطلق عليها "المغذيات الدقيقة" ، حيث ان فيتامين ( د ) عبارة عن مجموعة من الفيتامينات المرتبطة مع بعضها البعض والتي لها أهمية كبيرة في تعزيز وامتصاص عنصر الكاليسوم في الجسم من الأمعاد الدقيقة . واضاف الدكتور زهير الدلال خلال المحاضرة التي نظمها مركز عبدالرحمن كانو الثقافي بعنوان "دور فيتامين (د) في الصحة العامة" ، وقدمها الأستاذ جعفر الدرازي ، أن نقص فيتامين (د) لدى الأطفال الرضع يؤدي الى التقليل من تقوية وتصلب العظام والأسنان بصورة طبيعية في مراحل النمو ، واذا استمر هذا النقص لدى الأطفال الرضع خلال مرحلة النمو فان عظام الجسم لا تستطيع تحمل وزن الجسم لأن الجسم ينمو ولكن العظام لا يوجد بها كمية كافية من فيتامين (د) والكاليسوم لتستطيع حمل هذا الوزن فتتقوس العظام ويضعف القفص الصدري والعمود الفقري والحوض ، وكل هذه العوارض تسمى بــــ "كساح الأطفال" ، مشيرا الى ان النساء أيضا عرضه لنقص فيتامين (د) والذي يسبب لهن هشاشة العظام . وذكر الدكتور زهير الدلال ان فيتامين (د) قد أكتشف في الغرب منذ أكثر من 300 سنة في بريطانيا وبعدها في باقي دول أوروبا وأمريكا ، وقد ولوحظ ان الاصابات بنقص فيتامين (د) توجد بشكل أكبر في المناطق الشمالية والوسطى الصناعية وذلك بسبب قلة توفر أشعة الشمس ، موضحا ان فيتامين (د) يذوب في الدهون وهو من العناصر المضادة للاصابة بمرض الكساح ، ويتم تصنيعه داخل الجسم ثم ينقل بواسطة الدم من الكلية الى الأنسجة الأخرى . وذكر الدكتور زهير الدلال ان وظائف فيتامين (د) هي المساعدة على امتصاص الكالسيوم والفوسفور من الأمعاء والمحافظة على مستواهما في الدم واعادة امتصاصهما من الكليتين ، كما أنه له دور بارز في عملية تكلس أو تعظم العظام ، ويقلل من الاصابة بالالتهابات ، مشيرا الى أن هناك العديد من المصادر وهو يتواجد في أغذية معينة تتفاوت فيها نسبة الفيتامين (د) كالسلمون والتونة المعلبة في الزيت والبيض والكبد المطبوخة والبرتقال ، ويضاف كمادة مدعمة لبعض الأغذية التي تباع في السوق ، كما أنه يتواجد في أشعة الشمس . ، مضيفا انه للمحافظة على مستوى الطبيعي للفيتامين (د) في الجسم لدى البالغين يجب عليهم تناول 800 - 1000 وحدة دولية في حال عدم تعرضهم لأشعة الشمس بصورة كافية ، وتناول 5000 وحدة دولية 1-2 شهريا على هيئة حبوب "كبسولات" أي مكملات غذائية ، بالاضافة الى الأغذية المدعمة بفيتامين (د) كالحليب وعصير البرتقال وحبوب الافطار والزبادي ، والتعرض لأشعة الشمس ، كما ان لون الجلد الداكن يحتاج الى وقت اطول عند التعرض للشمس ، وأفضل وقت للتعرض لأشعة الشمس في الصباح الباكر مع شروق الشمس الى الساعة الخامسة والنصف صباحا ، وقبل الغروب بـــــ 45 دقيقة حيث تكون الشمس جدا مفيدة للاستفادة من فيتامين "د" وذلك بتعريض الوجة والرقبة والأيدي والأذرع والأرجل لأشعة الشمس . وحول مخاطر نقص فيتامين (د) ، قال الدكتور زهير الدلال ان نقصه لدى الأطفال يسبب الكساح ، وتاخر ظهور الأسنان وتطورها بشكل طبيعي ، ولدى البالغين فانه يصيب بلين في العظام وخصوصا لدى كبار السن والنساء الحوامل والمرضعات ، كما يؤدي الى الى الاصابة بتشنجات عضلية نتيجة انخفاض عنصر الكاليسوم ، مشيرا الى ان اعراض نقص فيتامين (د) في الجسم تتمثل في الشعور بالتعب العام وتعرق الرأس ، والاحساس بالكسل المستمر والكآبة والقلق ، والاحساس بالدوخه وعدم التركيز وعدم التوازن ، والآلام الشديدة في المفاصل ، ولدى النساء تسبب خلل في افراز الهرمونات واضطراب الدورة الشهرية .