إن بيانات الاستفتاءات التي يقوم بها علماء الاجتماع تشير بوضوح إلى أن كل رابع شخص في أوروبا يخشى العدد (13)، وكل خامس شخص لا يشعر بالارتياح إذا صادف هذا العدد يوم جمعة. أما في الولايات المتحدة الأمريكية فإن هذا الشعور يلازم كل ثالث شخص! ويعتقد علماء النفس أن الأمر لا يتعلّق بالعدد السحري، بل بالناس أنفسهم، إذ أنهم أنفسهم يتهيؤون للتوجّس والهلع، وقد يكون هذا الخوف نابعاً من معتقدات دينية تمتد إلى العصور الغابرة، وقد يكون مجرّد أوهام زرعها الإنسان في ذهنه، وترسّخت في ذاكرته طويلة الأمد. وفي كلتا الحالتين فإن توقّع المكروه، وحدوثه لاحقاً، يعزِّز الاعتقاد بالفأل النحس الملازم لهذا العدد. إن الأمر المثير هو أن كبار الأدباء والقادة التاريخيين كانوا أيضاً يتوجّسون من يوم الجمعة الذي يصادف الثالث عشر من الشهر، فالأديب يوهان جوته (1749-1832)، وهو أحد أشهر أدباء ألمانيا المتميِّزين، كان يقضي يوم الجمعة المشؤوم مستلقياً في فراشه، أما نابليون بونابرت، القائد العسكري الهمام، وإمبراطور الفرنسيين في العقد الأول من القرن التاسع عشر، فقد كان يمتنع عن القتال في ذلك اليوم، مثلما كان أوتوفون بسمارك (1815-1898)، مؤسِّس الإمبراطورية الألمانية، يرفض إمضاء أي ورقة، مهما كانت تافهةً. وينضم إلى هذه النخبة فرانكلين روزفلت (1884-1945)، الرئيس الأمريكي الثاني والثلاثون، والذي يعتبر أحد أعظم ثلاثة رؤساء لأمريكا، حيث عاصر الحرب العالمية الثانية وقاد الحلفاء إلى النصر رغم إصابته بالشلل، فقد كان يؤجل سفره في اليوم الثالث عشر من الشهر حتى لو لم يصادف يوم جمعة! والسؤال: ماذا يستطيع الإنسان أن يفعل للتخلّص من الشعور المرضي بأن الرقم (13) يعّد رمزاً للحظ التعيس؟ ينصح علماء النفس الأشخاص الذين يعانون من عقدة الرقم المذكور أن يسخَروا من اعتقادهم بحتميّة وقوع المكروه، والانشغال عن التفكير في هذا الموضوع بممارسة أنشطة تجلب السعادة والمرح، وتذكّر بعض الحقائق الهامّة والمفيدة، ومنها مثلاً أن هذا الرقم كان عند المصريين القدماء رمزاً للعطاء والخير، وأن الحوادث المؤسفة قد تقع في أية لحظة، وأن إلغاء الطابق (13) في المبنى قد يقلِّص أرباح صاحبه، بالأخّص إذا كان المبنى في وسط البلد!
ما سبب التشاؤم من الرقم «13»؟
27 مايو 2012