في ظرف أيام معدودات انضم سامي الجابر مدرب الشباب إلى بيب غوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي وجوزيه مورينيو مدرب مانشستر يونايتد، بعدما أسفرت مواجهات الثلاثي مع فرقهم السابقة عن خسائر قاسية في بطولات دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي الممتاز وكأس ولي العهد السعودي.وخسر غوارديولا أمام برشلونة برباعية، وهي ذات النتيجة التي انتهت بها مواجهة مورينيو أمام تشيلسي، فيما خرج سامي الجابر وفريق الشباب من بطولة كأس ولي العهد بعد خسارته أمام فريقه القديم الهلال بهدفين. الجابر، أسطورة هلالية ونجم جماهيري وجد طريقه إلى قلوب مشجعي الأزرق منذ بدايته الأولى عندما كان شاباً نحيلاً يلعب على الطرف الأيسر من الملعب، وعزز ذلك العشق ببطولات حققها بقميص الأزرق قبل أن يتحول إلى قائد وبعد ذلك مدير والانتقال إلى عالم التدريب في موسم وحيد، خرج منه الجابر والأزرق بلا ألقاب.وحتى قبل لقاء الاثنين، لم يتخيل الجابر أنه سيواجه الفريق الذي أمضى حياته الرياضية بأكملها في صفوفه بأدوار مختلفة، وحتى عندما كان قريباً من مواجهة الهلال في دوري أبطال آسيا 2015، ساعده القدر في تجاوز معركة العقل والعاطفة عندما خرج الوحدة الإماراتي (تحت قيادة سامي) أمام السد القطري في الملحق المؤهل إلى دور المجموعات، ويصعد الأخير لملاقاة هلال دونيس مرتين في البطولة.قصة الجابر والهلال لم تكن الوحيدة، ففي مساء الأحد، عاد "سبيشل ون" إلى ملعب ستامفورد بريدج برأس يكسوه الشيب، بعدما وصل إلى ذات الملعب قبل 12 عاماً بحيوية شاب يخطو خطواته الأولى في أقوى دوري في العالم، ورحل وعاد من جديد قبل الرحيل الأخير بذكريات عاطفية لم ينسها أنصار الأزرق اللندني.نصف دقيقة كانت كافية لأن يستوعب مورينيو أن الذكريات تبقى مكتوبة في الدفاتر وأوراق الجرائد وبعض المقاطع على "يوتيوب" عندما كانت جماهير الدوري الإنجليزي تنتظر تصريحاته على أحر من الجمر، عندما سجل بيدرو رودريغيز، اللاعب الذي اتصل به مورينيو مطلع الموسم الماضي ليقنعه بالانضمام إلى فريقه السابق، وحتى الدقيقة 70 كان المشهد أكثر وضوحاً عندما سجل نغولو كانتي الهدف الرابع في ثاني أقسى هزيمة دورية يتعرض إليها الرجل البرتغالي في مسيرته التدريبية.وعلى الجانب الآخر من مانشستر، كان بيب غوارديولا أكثر منطقية عندما تحدث عن خطورة ميسي وبرشلونة، الفريق الذي صنعته يدا بيب قبل 6 مواسم، وحتى عندما عاد إلى كامب نو الذي وطئت قدماه على عشب الاستاد المهيب قبل 26 عاماً، كان كل الذكريات تدور في ذهن المدرب الأغلى أجراً في الدوري الإنجليزي، البطولات، الحزن الذي رسم على وجهه في آخر مباراة أوروبية عندما تعادل فرناندو توريس لتشيلسي في الدقيقة الأخيرة، ويخرج برشلونة من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2012.كان غوارديولا شبه مستسلم لما سيقابله، وبالفعل كان ليونيل ميسي على قدر التوقعات عندما سجل 3 أهداف، تاركاً الخيبة لغوارديولا، وبعض التصفيقات والذكريات التي صنعها في هذا الملعب والتي حولته من شاب نحيل إلى أربعيني تساقط شعره ولحيته السوداء تصارع اللون الأبيض الذي بدأ بالسيطرة عليها.مورينيو وغريمه بيب ويضاف إليهم سامي الجابر، جمعهم القدر خلال أقل من 5 أيام في معركة بين العاطفة والعقل، انتهت بخسائر مؤلمة على الصعيد الرياضي، وخرجوا منها ببعض الدروس للمستقبل، وذكريات جميلة ومؤلمة أسهمت الأيام بنسيانها قبل أن تعود من جديد لتذكيرهم بها خلال 270 دقيقة.