سيطرت قوات "عمليات البنيان المرصوص" التابعة لحكومة الوفاق الوطني الليبية على منطقة العمارات الستمئة في مدينة سرت معقل تنظيم "داعش" الإرهابي في البلاد.وقال المكتب الإعلامي لغرفة عمليات تحرير سرت في إيجاز صحافي إن القوات الحكومية تقدمت باتجاه منطقة الجيزة البحرية حيث تتمركز فلول "داعش".آخر خطوةويمثل الوصول إلى منطقة الجيزة البحرية "آخر حي باق تحت سيطرة داعش" المرحلة الأخيرة من معركة تحرير مدينة سرت التي استغرقت عدة أشهر.وخسر التنظيم المتطرف جميع أحياء المدينة في المعارك التي يشارك فيها الطيران الأمريكي بشكل فاعل. وكثف الجيش الأمريكي خلال الأيام الثلاثة الماضية ضرباته الجوية على أهداف للتنظيم في منطقتي العمارات الستمئة والجيزة البحرية؛ حيث شنت المقاتلات الأمريكية سبع غارات على الجيزة البحرية.وتقول غرفة عمليات تحرير سرت إن معركة التقدم نحو الجيزة البحرية كلفت التنظيم حياة عشرين مسلحا، وأن الجيش تمكن خلالها من تحرير عدد من الرهائن المدنيين بينهم رجال ونساء من جنسيات مختلفة كانوا في قبضة "داعش". كما عثرت القوات الحكومية على أنفاق وممرات تحت الأرض، كان التنظيم يستخدمها للربط بين مقاتليه.واستخدم الجيش الليبي الزوارق الحربية والمدفعية الثقيلة لاستهداف قناصة "داعش" المتحصنين في الجيزة البحرية المطلة على البحر الأبيض المتوسط.ويتوقع المسؤولون الليبيون أن تكتمل العمليات العسكرية في سرت في غضون أيام؛ وهي المعركة التي دامت أكثر من خمسة أشهر وكبدت القوات الحكومية خسائر كبيرة. ويعتقد مراقبون أن معركة سرت أربكت حسابات حكومة الوفاق سياسيا وعسكريا؛ وهو ما انعكس على الوضع في العاصمة طرابلس.توحيد الجيشإلى ذلك، اتفقت الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة على ضرورة وجود قوات عسكرية موحدة في ليبيا.وفي ختام اجتماع ثلاثي في العاصمة المصرية القاهرة، اتفقت الأطراف على ضرورة توحيد وحدات الجيش والأمن الليبي طبقا لمقتضيات الاتفاق السياسي الموقع في مدينة الصخيرات المغربية برعاية الأمم المتحدة.وجاء في بيان صدر عن اجتماع القاهرة أن هذه القوات يجب أن تعمل بمهنية وانضباط وتحت قيادة موحدة.ولم تحدد الأطراف المشاركة في اجتماع القاهرة الجهة التي تدعم كي تتولى قيادة الجيش وتوحيده، واكتفى البيان بالإحالة إلى اتفاق الصخيرات؛ وهو ما يعني أن هذه الأطراف تساند تولي حفتر قيادة الجيش تحت إدارة حكومة الوفاق.وقد شددت أطراف الاجتماع على ضرورة إيجاد "مقاربة دولية وإقليمية متناسقة وتكاملية لمساندة ليبيا في التعامل مع التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي تواجهها".واتفقت الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة على تنسيق جهودها من أجل البحث عن مخرج للمأزق الليبي من خلال تشجيع المصالحة ودفع الأطراف نحو الحوار وفقا لمقتضيات اتفاق الصخيرات.وقد دانت هذه الأطراف بشكل صريح سيطرة حكومة الإنقاذ على المقرات الحكومية في طرابلس واعتبرته عرقلة للعملية السياسية والانتقال الديمقراطي.إلى ذلك، أعلنت الجامعة العربية عزمها تسمية مبعوث عربي إلى ليبيا على غرار الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي. وصرح الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بأن هناك اسما عربيا مطروحا للتعيين كمبعوث للجامعة في ليبيا، لكنه رفض الكشف عنه في الوقت الحالي.
International
ليبيا..البنيان المرصوص على بعد خطوة من تحرير سرت
26 أكتوبر 2016