تحاول ميليشيات الحشد الشعبي البحث عن أي نصر في معركة استعادة الموصل شمالي العراق من قبضة تنظيم داعش، إلا أن هذا البحث أوقع جهازها "الإعلامي الدعائي" في تناقضات ميدانية تجافي المنطق.فقد أعلنت هذه الميليشيات قبل يومين عن طرد داعش من عدد من القرى، ومحاصرة أخرى، واستعادة السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي في قضاء تلعفر غربي الموصل.إلا أن مصادراخرى أكدت أن ميليشيات الحشد لم تصل إلى تلعفر، التي تبعد عن الموصل نحو 50 كيلومترا، وأن تصريحات متحدثيها بهذا الخصوص لا يعدو أن يكون "تهويلا إعلاميا".ولأن ميليشيات الحشد قد أطلقت حملتها العسكرية من ناحية الحضر باتجاه الموصل، فإن هذا سيجعل وصولها إلى تلعفر ومن ثم الموصل محفوفا بكثير من العقبات، إذ يتعين عليها المرور بمناطق شاسعة وقطع عشرات الكيلومترات.ويتطلب تحرك هذه الميليشيات انطلاقا من الحضر، التي تضم موقعا أثريا تضعه اليونسكو على لائحة التراث العالمي، المرور بتل عبطة والبعاج، وهي طريق ليس من السهل سلوكها.وقد اضطرت ميليشيات الحشد إلى سلوك هذه الطريق، بسبب تحفظات كثير من الدول على مشاركته ضمن القوات العراقية في معركة استعادة الموصل، خشية ارتكاب أفراده انتهاكات بحق المدنيين.وتقع مدينة تلعفر، التي يقطنها عدد كبير من التركمان، على محور حيوي بالنسبة لتنظيم داعش، إذ يربط هذا المحور الرقة، التي تعتبر معقل التنظيم في سوريا، مع مدينة الموصل، التي تعد مركزا للتنظيم بالعراق.