جوبا - (أ ف ب): استعاد السودان السيطرة على منطقة هجليج الحدودية المتنازع عليها إثر معارك عنيفة، فيما تحدثت دولة جنوب السودان عن انسحاب طوعي تحت ضغط دولي. وأعلن وزير الدفاع السوداني عبدالرحيم محمد حسين في الخرطوم أن "قواتنا تمكنت من تحرير مدينة هجليج بالقوة واستعادتها أمس”. وقبل ساعتين من ذلك، أعلن رئيس جنوب السودان سالفا كير أنه أصدر الأمر لجيشه بالانسحاب على الفور من منطقة هجليج التي سيطر عليها في 10 أبريل الجاري مما وضع البلدين على شفير الحرب. لكن كير أكد في بيان قرأه متحدث باسم الحكومة في جوبا أن الانسحاب تقرر استجابة لنداءات مجلس الأمن الدولي وعدد من مسؤولي المجتمع الدولي وكذلك لإشاعة "أجواء تسهم في استئناف الحوار مع السودان”. في المقابل، اعتبر الرئيس السوداني عمر البشير أمام تجمع في الخرطوم احتفاء بإعادة السيطرة على منطقة هجليج النفطية، أن قواته هزمت جيش جنوب السودان. وقال البشير مرتدياً الزي العسكري أمام آلاف من أنصاره تجمعوا أمام مقر رئاسة أركان الجيش في العاصمة السودانية "ليس هناك انسحاب، نحن ضربناهم عنوة وقوة، هم بدؤوا القتال ونحن الذين نعلن متى ينتهي القتال والزحف لن يقف. الحرب بدأت ولن تنتهي”. وأشارت تقارير في بنتيو في أراضي جنوب السودان إلى أن المعارك كانت متواصلة في هجليج وأن العديد من جنود جنوب السودان عادوا جرحى من الجبهة. وقال المتحدث باسم حكومة جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين وهو يقرأ البيان الرئاسي أمام الصحافيين إن "جمهورية جنوب السودان تعلن أن قوات الجيش السوداني الجنوبي تلقت الأمر بالانسحاب” من هجليج، مضيفاً أن "انسحاباً منظماً سيبدأ على الفور وسيكتمل في الأيام الثلاثة” المقبلة. وأكد كير مع ذلك أنه لايزال يعتبر هجليج جزءاً لا يتجزأ من أراضي جنوب السودان. وتعتبر منطقة هجليج الحدودية التي يطالب بها الجانبان استراتيجية بامتياز وهي تؤمن حتى الاشتباكات الأخيرة نصف الإنتاج النفطي للشمال. وقد كثفت الولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والمجتمع الدولي في الأيام الأخيرة الدعوات إلى انسحاب قوات جنوب السودان كما دعت الطرفين إلى ضبط النفس بغية تجنب حرب جديدة.