خاص للأسرة:شاركت استشارية علاج نفسي وسلوكي بمركز بتلكو لرعاية حالات العنف الأسري الدكتورة شريفة عبدالحميد سوار في أعمال ورشة ختان الإناث، التي أقيمت في السودان قبل أيام، إذ تعدّّّّ هذه المشكلة من أكبر الآفات الاجتماعية الصحية، التي تعاني منها المرأة الأفريقية عموماً والسودانية، خصوصاً لما لها من آثار سلبية للأنثى بحرمانها، مما أحله الله من متعة، والتسبب في أحيان أخرى بموتها.هذه المشاركة للدكتورة سوار جاءت تلبية لدعوة الإعلامية السودانية الدكتورة نعمات حماد لزيارة جمهورية السودان الشقيق، تمَّ خلالها تبادل خبرات البلدين في مجال المرأة، والاطلاع بشكل مفصّل على دور الاتحاد الداعم للمرأة السودانية، وحول جوانب الزيارة تحدثت سوار لأسرة الوطن قائلة: حظيت خلال الزيارة بمقابلة سفير جمهورية السودان عبدالله أحمد عثمان لدى مملكة البحرين، وتمَّ التأكيد على الدور الذي لعبته المرأة السودانية عبر الحقب على الصعيد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، وأوضح أنَّ إسهامها مقدراً في التاريخ القديم (الملكة الكنداكة) خلال فترة الحضارة النوبية (500-1500 ق.م)، وأيضاً خلال مراحل الثورات والمقاومة والحروب ضد المستعمرين، والغزاة على مر التاريخ (مهيره بنت عبود)، وكذا دورها البارز خلال التاريخ الحديث للدولة السودانية في فترة النضال الوطني ضد الاستعمار الانجليزي للسودان.وفي السياق نفسه تمَّ توضيح خلال اللقاء مشاركة المرأة السودانية في صياغة الواقع الراهن للدولة السودانية، حيث كان لها حق التصويت في أول انتخابات في تاريخ السودان الانتخاب الجمعية التشريعية 1953، والتي سبقت إعلان استقلال السودان في 1956م وتواصل دورها في العمل العام، خلال فترة الحكم الوطني عقب الاستقلال، وبرزت أسماء العديد من الشخصيات النسائية الرائدة أمثال (فاطمة أحمد إبراهيم)، (د.فاطمة عبدالمحمود- وزير الصحة 1975م مرشح لرئاسة الجمهورية 2010م) وتبوأت المناصب الوزارية والدستورية في كافة الحكومات ما بعد الاستقلال، وكذا دورها في القوات المسلحة وقوات الشرطة، حتى وصلت رتبة اللواء في عام 2006م ومناصب قيادية في الجامعات والخدمة المدنية والعمل الدبلوماسي، وحالياً تشغل المرأة العديد من المناصب الرفيعة في الدولة منها (2 مستشار رئيس الجمهورية) (8 وزير ووزير دولة في الحكومة الاتحادية) (96 نائبــــــــــــة في البرلمان) من أصــــــــــل 350 عضويـــــــة البرلمان الاتحادي، حيث ينص القانون على تخصيص نسبة 25% من المقاعد للمرأة في إطار مفهوم (التمييز الإيجابي للمرأة) زائداً ما تحصل عليه عبر القوائم الحزبية ودوائر المستقلين وتتولى المرأة حالياً مناصب سفراء السودان لدى (إيطاليا السويد أسبانيا) بجانب عدد أخر من السفيرات وعشرات الدبلوماسيات.الحراك الأهلي النسويوخلال جولات د.سوار في السودان تمَّ توضيح مكانة المرأة التي تؤدي الدور الأعظم، من خلال منظمات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية والطوعية لخدمة المجتمع، وخاصة الشرائح الضعيفة مثل الأرامل والأيتام والأطفال المشردين والمتأثرين بالحروب والكوارث الطبيعية، كما إنَّ للمرأة أدوار مقدرة على مستوى العمل بالولايات والمحليات، حيث تسهم في تسيير دفة العمل الإداري والتنفيذي بفعالية واقتدار، وما زال السودان ينتظر من حواء الكثير، لما لها من إمكانات وقدرات ودأب واجتهاد، مما يُعد خيراً على الوطن والمواطن.تقول د.سوار: جاءت زيارتي للاتحاد العام للمرأة السودانية، ضمن برنامج الدعوة واستكشفت إصرار ومثابرة المرأة السودانية، ففي الاتحاد العام للمرأة السودانية ثمة أكثر من اثني عشرة أمانة تحت إشراف الدكتورة إقبال جعفر الحسينين، وقد كان من ضمن الأمانات التي زرتها هي أمانة الشؤون السياسية التي وجدت أنها تقدم الدعم المؤسسي لوحدات المرأة والأسرة والطفل بالولايات، وتنظيم أنشطة بناء القدرات وتنمية المهارات لإدارة المرأة بالوزارات القطاعية والمؤسسات ذات الصلة، كما وتقوم أيضاً بإجراء الدراسات المسحية لتحديد فجوات النوع الاجتماعي في السياسات الكلية للدولة، كما تمَّ استنباط مؤشرات لتمكين المرأة بالولايات المختلفة، إضافة إلى توثيق التقارير الوطنية الخاصة بالمرأة وأنشطتها، إلى جانب محاربة الإيدز وسط النساء، ووضع السياسة القومية للمعاقين، والسياسة القومية لكفالة الأيتام. وتضيف سوار:»وعلى صعيد الشؤون الاجتماعية، فقد اهتم اتحاد المرأة السوداني بالفقر والتمكين الاقتصادي، وتمَّ إنشاء وحدة التمويل الأصغر بالبنك المركزي لتضع السياسات والاستراتيجيات في مجال التمويل، وينفذ المشروع بالتعاون مع الاتحاد العام للمرأة السودانية، في إطار اهتمام المصرف بالقطاع الاقتصادي غير المنظم، الغرض منه خلق فرص عمل وزيادة دخل المرأة في مناخ معافى ومتصالح مع البيئة.المستويات القاعدية النسويةوحول المجموعات النسوية في المستويات القاعدية، تقول سوار: «لفت نظري هذا التحرك الذي يستهدف النساء ربات الأسر بالأحياء السكنية، والنساء اللاتي يعملن داخل المنزل، وتمَّ إنشاء مراكز اجتماعية لتنمية المرأة والأسرة، كما تحوَّل بعض منها إلى كليات مجتمع بمبادرة من الوزارة بالتنسيق مع جهات الاختصاص، وأخرى كمراكز لتنمية المرأة والأسرة. وتقوم المراكز بتدريب النساء وزيادة الوعي الثقافي في المجالات المختلفة، وإيجاد فرص إنتاج وتسويق تسهم في تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي للأسرة وزيادة مساهمة المرأة في التنمية».وتردف سوار: «يهتم البرنامج التنفيذي للدائرة بتطوير التمويل الأصغر لإطلاق الطاقات الإنتاجية، وتأمين المنتجين ضد المخاطر الطبيعية، وتحديث وتطوير القطاع التقليدي، مما يدفع دخول المنتجين فيهن، كما تمَّ إيجاد برنامج القرية مركز للمعرفة والخدمات والتمويل الزراعي، والعمل على تمكين المرأة، وإيجاد فرص جديدة للشباب والخريجين.المرأة والتنمية الاقتصاديةاطلعت سوار أيضاً على جهود الاتحاد في تمكين المرأة وإدماج النوع الاجتماعي بالولايات، حيث استهدف البرنامج 1556 متدرباً من كافة الجهات ذات الصلة بعمل المرأة، ووضع مؤشرات لتحسين أوضاع المرأة بالولاية، وتمَّ إعداد ورش نوعية تهدف إلى إدماج قضايا النوع الاجتماعي في الخطط والبرامج، على أساس حقوق المرأة، إلى جانب عدد من ورش الامومة وبرامج دعم الأسرة والتواصل مع الأجيال، وبعض الدورات التدريبية في إعداد المشاريع وغيرها.لم يغفل الاتحاد أيضاً الاهتمام بالإحصاء والبحوث وجمع المعلومات، حيث تمَّ دعم إدارات المرأة والأسرة بالولايات، بعدد من أجهزة الكومبيوتر وملحقاتها، إضافة إلى وسائل حركة مثل الفاكسات، وسنَّت القوانين والتشريعات الداعمة لتمكين المرأة، إلى جانب تخصيص عدد من الآليات المؤسسية المعنية بالنهوض بالمرأة وهي 25 وحدة، كآليات مناط بها الارتقاء بأوضاع المرأة والأسرة، باتساق تام وتنسيق محكم مع الآلية الرسمية المعنية بأوضاع المرأة، ودعم الهياكل بكوادر مدربة، إضافة إلى دعم مؤسسي بأجهزة ووسائل اتصال ووسائل معينة للعمل، والنهوض بالتشريعات وحقوق الإنسان من جهة، والعمل على الجانب الثقافي وتقوية التنظيمات النسوية وشؤون المهنيات من جهة أخرى.دعم تعليم المرأة تقول د.سوار إنَّ أكثر ما شدَّ اهتمامها في هذه الجولة، هو دعم الاتحاد السوداني لكل امرأة تنوي لتكملة الدراسات العليا، بتشجيعها وتوفير كل احتياجاتها المادية والمعلوماتية مجاناً، في بلد رزح تحت معاناة الحروب لفترات طويلة، وأوضحت أنَّ الاتحاد يهدف حسب عضوات الاتحاد الدكتورة نعمات حماد والمهندسة إقبال جعفر إلى الارتقاء بالمرأة وتوجيهها، وتأصيل ثقافتها لتعبأتها بالمبادئ، من أجل القيام بالدور المطلوب منها في إصلاح الحاضر وبناء المستقبل.هذا ويقدِّم الاتحاد عدد من البرامج التي تهدف إلى رفع الظلم الذي تتعرض له المرأة، من أجل تساوي الحقوق وتأدية المرأة السودانية لواجباتها الخاصة والعامة ومحاربة التقاليد الضارة بالمرأة. تكريم النساء ومن خلال زيارتها التفقدية للاتحاد العام، تشير د.سوار إلى جانب آخر من الاهتمام بالمرأة، وهو تكريم بعض النساء، وتعليق صورهن في الاتحاد كلٍ في مجالها، والمثير في الموضوع أنَّ المرأة السودانية أبدعت في مجال العمل التطوعي منذ 1926، حسب صورة المرأة المعلقة، مما يدل على أنَّ قد يكون العمل التطوعي بدأ قبل ذلك بمراحل. وأوضحت المهندسة إقبال جعفر بأنَّ الاتحاد العام يسهم في النمو الشامل للمجتمع، ويبارك إقامة مشروعات التكافل والإنتاج الأسري الصناعي والزراعي، وترشيد الاستهلاك وحماية الأسرة من حاجات الفقر تحت مظلته، كما إنَّ الاتحاد يساعد على تيسير الزواج لتخفيف إرهاق تكاليفه، كما وعقَّبت الدكتورة نعمات حماد الإعلامية المشهورة، على دور الاتحاد في إنصاف المرأة وإحقاقها في ميراث مال الأسرة، وتعزيز عقد الأسرة والبيت بين الزوجين. بين الريف والسياسة:وتسترسل د.سوار في توضيح أبعاد أخرى جديدة بقولها: «يقوم الاتحاد بالتوغل في الريف، من أجل تقديم محاضرات توعوية عن الصحة الإنجابية، والتعليم ومحو الأمية والإيدز والأمراض المستوطنة، حيث يشاركن نساء الاتحاد العام بمطالبة السلطات المختصة بتمكين المرأة في المشاركة في الحياة العامة والسياسية، ويدعم الاتحاد المراكز والمؤسسات في التعليم والثقافة ومحاور التعاون الاقتصادي والاجتماعي التي ترتقي بالمرأة». وتزيد قائلة: «تكلمت المهندسة إقبال خلال إحدى الزيارات الميدانية عن الأمانة السياسية، وخصت بالذكر الدكتورة فاطمة عبدالمحمود، التي ترشحت للانتخابات الرئاسية مقابل الرئيس عمر البشير، والتي حظيت بمقابلتها لاحقاً في كرسي اليونيسكو، لأنها أول نائب لرئيس مجلس الوزراء على مستوى العالم العربي، والتي شغلت كذلك مركز وزير الصحة، كما التقيت أختها الدكتورة فتحية عبدالمحمود استشارية أمراض النساء والولادة، والتي تقوم طواعية بتثقيف سيدات الريف في الصحة الإنجابية والوقاية من مرض الإيدز.