شدد الرئيس التنفيذي لمجموعة «نور» الاستثمارية وبنك نور الإسلامي، حسين القمزي على أهمية التعاون بين المؤسسات المالية الإسلامية بالشرق الأوسط والتخلي عن التنافس فيما بينها كضرورة أساسية لتقديم بديلاً حقيقياً يحل محل البنوك التقليدية والدولية العاملة في المنطقة. وأضاف القمزي في كلمته أمام مؤتمر الشرق الأوسط للتمويل والاستثمار الإسلامي الثاني 2012 في دبي: «المصارف الإسلامية في المنطقة ليس لديها القوة المالية الفاعلة التي تمكنها من منافسة منافسيها الأكبر حجماً من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والشرق الأقصى». وتابع: «إذا ما أردنا أن ننافس المكانة الراسخة للبنوك التقليدية في الصفقات المالية الدولية الكبيرة، يجب علينا تطوير قدراتنا على هيكلة معاملات دولية بعملات متعددة وإرساء الأسس والمعايير الخاصة بها».وأضاف: «ولكي نستطيع عمل ذلك، يجب علينا بناء علاقات تعاون وثيقة بين الأسواق الرئيسة من جانب وبين البنوك بعضها البعض من الجانب الآخر. حين ذلك فقط، سوف نكون في وضع أفضل للمنافسة على الساحة الدولية».وأردف: «قام البنك بتطبيق نموذج للتعاون مع عدد من البنوك في تركيا بنجاح، حيث تعاون البنك مع البنوك الأخرى هناك في إدارة وترتيب عدد من صفقات أسواق تمويل رأس المال تقدر قيمتها بحوالي ملياري دولار والتي شارك فيها أكثر من 55 مؤسسة مالية من 15 دولة من أوروبا وأسيا وأفريقيا والشرق الأوسط».وحث القمزي الحضور من مفكرين وقادة ومشرعين ومستثمرين وتنفيذيين في صناعة الاستثمار والتمويل الإسلامي، على العمل سوياً للتغلب على الفروق في تفسيرات الالتزام بالشريعة وعلى تطوير وابتكار منتجات وخدمات مصرفية جديدة والتي ستمكن المصارف الإسلامية من تقديم بديلاً حقيقياً للبنوك التقليدية. وأضاف: «حان الوقت لكي نتوقف على التركيز على خلافاتنا كأسباب تمنعنا من التعاون والعمل سوياً.. إنه الوقت المناسب لمناقشة كيف يمكن للتمويل الإسلامي أن يساهم في تحقيق نمو اقتصادي شامل وعادل ومستدام ليس فقط في الشرق الأوسط ولكن في جميع دول العالم».وأكد أن عجلة التطوير والابتكار تمضي بخطى متثاقلة.. وما لم يكن العاملين على هذه الصناعة على استعداد لتحدى الجهات التنظيمية سواء كانت مصارف مركزية أو هيئات قانونية أو علماء شريعة، فإن أداء التمويل الإسلامي على الساحة الدولية سيستمر في تحقيق نتائج دون المستوى المطلوب ولن يتبوأ المكانة المرجوة له».