بيان الوفاق وتوابعها يتهم الإعلام الرسمي بتشويههم وتشويه خطابهم وتشويه نواياهم وتشويه أفعالهم.لا بأس؛ الإعلام الرسمي ابن ستين في سبعين غير منصف وكاذب ومفبرك، لكنني وأعلم ما ستجره هذه الدعوة عليّ من جدل أتمنى حقيقة من أهل المحرق أو الرفاع أو المنامة أن يعقدوا ندوة مفتوحة ويدعوا علي سلمان وخليل مرزوق أو رئيس تحرير صحيفتهم وكاتب بياناتهم ليقولوا لهم ما في خاطرهم وجهاً لوجه.أن يسمعوهم ما هو رأيهم فيما فعلت الوفاق كجمعية أو ما فعل أعضاؤها فرداً فرداً، ما هو تعليقهم على خطابات وبيانات الوفاق وما تكتبه صحيفتهم وما جره إعلامهم على البحرين كلها.أعلم أن هذه الدعوة ستعود عليّ بعواقب وخيمة، لكنني أعلم أيضاً أن قيادات الوفاق ومعهم جريدتهم يعتقدون أنه لا مشكلة بينهم وبين الشعب البحريني، المشكلة موجودة فقط عندنا نحن الكتاب (المرتزقة) أو المؤزمين، كذلك عند العاملين في الإعلام الرسمي وفي الصحف الصفراء الذين يستفيدون من مواقعهم في إثارة الفتنة ويفعلون ذلك لكسب الغنائم! المشكلة موجودة فقط بسبب الإعلام الأصفر المريض، أما أهل البحرين فهم سَمن على عسل مع قيادات الوفاق. الوفاق في غيبوبة اليوم، في عزلة شديدة وحراكها أصبح محصوراً في دائرة التيار الولائي من الشيعة، وبعيداً جداً عن الدائرة الأشمل؛ دائرة البحرين الأم الجامعة الشاملة، إعلامهم داخل وخارج البحرين من مواقع ومن صحف ومن محطات تلفزيونية كله يدور ويلف حول مكاسب التيار الولائي وخسارته، بعده أو قربه من أهدافه الخاصة أما ممارسة -لا قولاً- فإعلام الوفاق لا ينظر إلى البحرين الأم الكبيرة البيت الأكبر العائلة البحرينية الاسم البحريني الشاب البحريني المستقبل البحريني، إلى هذه اللحظة ليس هناك محاولة جادة من قبل الوفاق إلى النظر خلفها لترى ما خلفته من دمار بينها وبين الشعب البحريني، وليس هناك تفكير في الجلوس أمام البحرينيين والاستماع لهم وجهاً لوجه.المشكلة الأكبر التي تواجههم ليست مع التعديلات الدستورية وليست مع الحكم وليست مع توصيات لجنة بسيوني، المشكلة الأكبر هي مع أهل البحرين، مع من قسمهم رمزهم الأكبر واقعياً وفعلياً إلى معسكرين، هذا الذي ستسمعه الوفاق من أهل البحرين إن تجرؤوا وقبلوا الدعوة وجهاً لوجه دون إعلام أصفر أو أخضر أو كتاب مرضى.لقد دفعها طموحها السياسي ورغبتها للوصول لأهدافها بسرعة أن تلغي الوفاق من حسابها أي اعتبار آخر، وأن تدوس على من حولها وتمادت هذه المرة فسالت دماء بينها وبين الآخرين، هذه المشكلة التي تدير الوفاق وصحيفتها وإعلامها المجيش إلى هذه اللحظة بصرها عنها وتشيح بوجهها وتدعي عدم وجودها وتتجاهلها، المشكلة في النظر إلى خسائرها وحدها والأضرار التي وقعت عليها وحدها، وفي إثارة شكواها وحدها بعين عوراء ناقصة لا تقف لحظة أمام نفسها وتواجهها بما فعلت، وليكن هذا الاتهام هو صحيح مائة بالمائة عن الإعلام الآخر، إنما الوفاق وإعلامها طعنوا البحرينيين وخانوهم وتمادوا في غيهم ولم يفكروا لحظة بالنظر لما فعلوه هم ومسؤولوهم، إنهم أجبن من يواجهون خوفاً المسؤولية، هذه هي أكبر معاضلها وأكثرها أثراً، كل ما يحتاجه أعضاء الوفاق للتأكد من حجم المشكلة هو الخروج من معازلهم والتحدث مع أهل البحرين وجهاً لوجه ليعلموا ما الذي أحدثوه في نفوسهم، لذلك أتمنى أن يتجرأ أعضاء الوفاق ورئيس التحرير وكتاب ومسؤولو إعلامهم الرسمي ويخاطبوا وينقلوا وجهات نظر أهل البحرين.