أكد رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الأمير تركي الفيصل، أن ايران لم تثبت في يوم من الايام انها دولة مسالمة وتريد التعاون، وهو ما يؤكده زيادة نشاط تدخلاتها في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، والتصريحات العدائية العلنية والصريحة التي تصدر من مختلف القيادات الايرانية من قبيل "أنها تتحكم في اربع عواصم عربية، وأن هناك 200 الف عسكري إيراني منتشرون في العالم العربي، وأن بغداد هي العاصمة التاريخية للدولة الفارسية". وأضاف الفيصل خلال "حوار المنامة" الذى انطلقت أعماله الليلة الماضية بمملكة البحرين "أنه ليس من المصلحة أن يمس الاتفاق النووي مع إيران في المرحلة الحالية، لأنه سيمنع طهران من الحصول على السلاح النووي لمدة 15 عاماً، لكن على دول المنطقة اتخاذ التدابير والاجراءات لما بعد فترة انتهاء الاتفاق".واشار الفيصل إلى أن الطموحات الإيرانية لا حد لها؛ حيث تعمل ايران ليصبح العالم تحت سيطرة الامام الغائب، وهذا الأمر ليس شعارات بل ما يجري تنفيذه الآن.واعرب الفيصل عن أمله بأن يستخدم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الاتفاق النووي مع إيران كخطوة أولى لتطبيق ما تم الاتفاق عليه في مؤتمرات عدم انتشار الأسلحة النووية، والتي عقدت في العام 2010 والعام 2015، والتي تعهدت بأن تكون منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية.ونبه إلى أنه وبعد 15 عاماً من الآن لا أحد يشك في أن تستمر مساعي إيران في تطوير أسلحة نووية، لذلك فإن السبيل الوحيد لتفادي ذلك هو حظر هذا النوع من الأسلحة في المنطقة، موضحاً أن لدينا أمل لبناء إقليم متصالح ومتعافي يشمل إيران وتركيا، منوها بأن هناك أمران لا يمكن تغييرهما في المنطقة، وهما الإقليم الجغرافي والبعد الديني، حيث أننا نعبد إله واحداً ورسولنا واحد وقرآننا واحد، ورغم اختلافنا المذهبي إلا أن هناك الكثير مما نتفق عليه.وفي الشأن العراقي أوضح الفيصل أن العراق والدول العربية لم تعادي إيران في يوم من الأيام، موضحا أن مجلس التعاون الخليجي رفض غزو العراق للأراضي الإيرانية في بداية الحرب بين الدولتين، ولكن عندما بدأ الخميني يغزو الأراضي العراقية وقفنا ومعنا العالم كله بجانب العراق.وفي المسألة السورية، أوضح الفيصل إلى أن سوريا تعرضت لغزو إيراني متمثل في المليشيات المسلحة والحرس الثوري، حيث قُتل ما يقرب من 500 ألف سوري منذ 5 سنوات، مشيراً إلى أن إيران شريكاً مباشرا فيما يجري على الساحة السورية، وهي مساهم حقيقي في قتل وتشريد شعب بأكمله، حيث أن هناك ما يزيد عن 6 ملايين سوري مهجرين من وطنهم، منهم مليونان ونصف المليون استقبلتهم المملكة العربية السعودية، عدا عن ملايين آخرين يتوزعون في دول الجوار السوري وأوروبا.وأضاف الفيصل أنه لا يمكننا تجاهل ما تقوم به إيران ضد دول المنطقة وأن نتعاون معها في أمور أخرى، موضحاً أن المقصود هو الحكومة الإيرانية وليس الشعب، فهناك روابط شعبية بيننا وبين الإيرانيين، وهو أمر يجب أن يكون منطلقاً لتفاهمات مستقبلية.وطالب الفيصل أن تتوقف المليشيات المدعومة إيرانياً عن تدمير العراق حتى نعتبرها دولة يمكن التعامل معها.