استنكرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر زيارة مفتي مصر الشيخ علي جمعة للقدس الشريف والمسجد الأقصى, ضمن سلسلة ردود فعل غاضبة عبرت عنها قوى دينية في مصر، على رأسها عدد من شيوخ الأزهر الشريف, طالبوا بعزله.واعتبرت حماس أن الزيارة "خاطئة وما كان ينبغي لها أن تتم لأن مثل هذه الزيارات نوع من التطبيع يستغلها الاحتلال لشرعنة وجوده" وفقا لسامي أبو زهري المتحدث باسم الحركة. كما دعا "لعدم تكرار مثل هذه الزيارات".بدوره, قال رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر الشيخ رائد صلاح إن مفتي مصر كان سيرفض الزيارة لو علم بعض ممارسات الاحتلال الإسرائيلي هناك خاصة ضد أبناء المدينة.ونقلت قناة الجزيرة عن صلاح إن مناصرة القدس والأقصى يجب ألا تتم بمثل هذه الزيارات، وإنما بالعمل الفعلي على زوال الاحتلال.

سقطة

أما بمصر, فقد استنكر عدد من شيوخ الأزهر زيارة الشيخ جمعة للقدس ووصفوها بأنها سقطة لا يمكن القبول بها أو تبريرها. واستهجن مفتي الجمهورية السابق الشيخ نصر فريد واصل ما قام به جمعة قائلا إنه لا يمكن لقيادة دينية كبيرة مثل مفتي مصر أن يفعل ذلك.كما طالب واصل بعزل جمعة من منصبه "لكون زيارته تمت بإذن من الاحتلال الصهيوني الذي يسيطر على القدس". وأشار إلى أن موقف الأزهر واضح في تحريمه زيارة القدس وهي ترزح تحت الاحتلال.واستنكر الداعية الإسلامي د. صفوت حجازي الزيارة ودعا أيضا لعزل المفتي من منصبه. كما أفادت مصادر بالجامع الأزهر أنه لم يكن لدى مؤسسة الأزهر علم بهذه الزيارة واستغربت قيام المفتي بها دون إخطار الأزهر. وأشارت المصادر الأزهرية إلى أن القضية ستعرض على شيخ الأزهر حيث ستناقش وسيصدر بيان بشأنها.وكان مدير أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب, قال بوقت سابق أمس الاربعاء، إن الأمير غازي بن محمد وهو الممثل الشخصي لملك الأردن ومستشاره للشؤون الدينية، وصل المسجد الأقصى مع مفتي مصر وكانت زيارتهما "دينية تعبدية بحتة".

لدعم الأقصى

ورحب الخطيب بزيارة المفتي والأمير الأردني معتبرا أنها "لدعم الأقصى ودعم سكان مدينة القدس". وذكر أنها شملت المسجد المرواني، والمتحف الإسلامي والباب الذهبي ووقفية الأمام الغزالي, مع افتتاح مركز وقفية الإمام الغزالي للدراسات، وزيارة مقام الشريف حسين. كما قاما بزيارة كنيسة القيامة وبطريركية الروم الأرثوذكس بمدينة القدس.يُشار إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها مفتي مصر المسجد الأقصى، كما أنها الزيارة الأولى للأمير غازي بن محمد، وفق الخطيب.بدورها, دافعت وزارة الأوقاف الأردنية في بيان عن الزيارة, وقالت إنها "تأتي تشجيعا للمسلمين القادرين على الوصول للمسجد الأقصى المبارك للتواصل مع قبلة المسلمين وأحد أقدس ثلاثة أماكن في الإسلام".يُذكر أنه ومنذ بداية الشهر الجاري سجلت زيارات عدة للمسجد الأقصى، من بينها زيارة الأمير هاشم بن الحسين بالخامس من أبريل مع الداعية الحبيب الجفري، كما قام وزير الداخلية الأردني محمد الرعود بزيارة للأقصى قبل ثلاثة أيام.وينص اتفاق السلام بين الأردن وإسرائيل الذي وقع عام 1994 على المسؤولية الأردنية عن الأماكن المقدسة بالأراضي الفلسطينية المحتلة.وقد جددت الكنيسة القبطية يوم 14 أبريل منعها لاتباعها من زيارة القدس بعد وفاة البابا شنودة الثالث الذي أصدر أمر المنع، إثر قيام مئات المسيحيين المصريين بزيارة الأراضي المقدسة بمناسبة عيد الفصح.وفي عام 2009 دعا وزير الأوقاف بمصر في تلك الفترة محمد حمدي زقزوق المسلمين لزيارة القدس والأقصى بمئات الآلاف سنويا "حتى نؤكد للعالم أجمع أن القدس قضية كل المسلمين" مما أدى إلى اتهامه بـ"التطبيع" مع إسرائيل.يُذكر أن اليهود "المتشددين من اليمين المتطرف" كثفوا زياراتهم للأقصى خلال الفترة الأخيرة، حيث يحاول بعضهم إقامة شعائر دينية أو تلمودية فيه، ومن بينهم مجموعات تدعو لإعادة بناء ما يسمى هيكل سليمان مكان المسجد.