أوصى المؤتمر العشرون لوزراء الثقافة العرب بتونس بضرورة تعزيز التعاون الثقافي العربي المشترك وتفعيل المبادرات ذات الصلة بحماية الخصوصيات التراثية والتاريخية العربية بالإضافة الى العمل على تطوير الاعلام الثقافي العربي.ودعا المؤتمر الذي شارك فيه 20 وزير ثقافة عربي وبدأ أمس الأول، واختتم أعماله الليلة الماضية إلى ضرورة العمل على تفعيل جملة من برامج العمل المشتركة والبرامج والانشطة الثقافية الثنائية ومتعددة الاطراف بين الدول العربية والهيئات الاقليمية المختصة ومنها "العقد العربي للحق الثقافي" الذي يكرس مجموعة من المبادئ الاساسية على علاقة بضمان الحق في النفاذ للثقافة بالنسبة للمواطن العربي.كما دعا المؤتمر إلى مساندة كل المبادرات الهادفة لحفظ رموز الثقافة العربية والتعريف بأعمالهم وابداعاتهم على نطاق واسع، مع الاشارة الى أهمية تفعيل العديد من التظاهرات العربية الثقافية والابداعية المختصة على غرار "اليوم العربي للشعر" و"الجائزة العربية للإبداع الثقافي" وتعميق التفكير حول سبل تطويرها في اتجاه توسيع قاعدة المشاركين فيها، فضلا عن ضرورة إقرار خطط عمل عربية وإقليمية لتطوير بعض هذه المجالات الابداعية على غرار المسرح المدرسي والفنون المعاصرة وتخصيص اعتمادات اضافية لها.وحظي قطاع التراث العربي باهتمام المشاركين في المؤتمر الذين شددوا على ضرورة مضاعفة الجهود العربية في هذا المجال وتنسيقها بهدف حماية المواقع التاريخية والاثرية المهددة في العديد من البلدان العربية وخاصة في مناطق النزاعات والحروب وتفعيل الاتفاقيات ذات العلاقة وكذلك تعبئة كل الجهود المتاحة للتصدي للتهديدات التي تطال التراث الفلسطيني وللاعتداءات المتكررة التي تمارسها سلطات الاحتلال الاسرائيلي على المعالم التاريخية والاسلامية بمدينة القدس والتشهير بها في التظاهرات الثقافية الدولية.وفى سياق دعم الاعلام الثقافي الرقمي العربي اقترحوا جملة من التوصيات العملية ومنها دعم البوابة الالكترونية للتراث الثقافي العربي في الدول العربية خاصة من حيث تحيين البيانات الموجودة بها.وأصدر المشاركون في المؤتمر بيان تونس حول "الاعلام الثقافي في الوطن العربي في ضوء التطور الرقمي" أكدوا فيه أهمية صياغة تكامل عربي في المجال الثقافي خاصة مع توفر الارادة والرؤية الاستراتيجية التي تضع هذه الارادة في سياق التطور العلمي والتقني.وأشار البيان الى أن التواصل الثقافي المتزايد بات يفرض التعريف بالثقافة العربية بل بالثقافات العربية من خلال الوسائل الرقمية الحاملة لكل المضامين الثقافية المحلية وأن الجدل العالمي والمحلي بات من أهم ما يشجع على مخاطبة الثقافات الاخرى من خلال الاعلام الثقافي الرقمي بمختلف المضامين وخاصة في التعريف والترويج للهوية الثقافية العربية في مجالات التراث المادي وغير المادي والتعابير الثقافة المختلفة وثقافة الاطفال والشباب.وأكد ايضا أهمية وضع خطة عمل لتطوير الثقافة الرقمية في البلدان العربية من خلال رصد واقع المشهد الاعلامي الرقمي الاقليمي والعالمي بهدف إحكام توجيه التشريعات والنظم الاعلامية، ولا سيما في مجالات الحقوق وتطوير المؤسسات الثقافية والعمل على تعزيز التكامل فيما بينها.