منعت المليشيات الموالية لنظام بشار الأسد نحو 90 ألف محاصر من الخروج إلى المناطق الآمنة، وفق اتفاق لإجلاء المحاصرين من المدينة، بعد عمليات إعدام جماعية طالت عشرات الأسبوع الماضي.وكان المدنيون ومسلحو المعارضة السورية يستعدون للخروج من حلب الشرقية، بموجب اتفاق قد يعني نهاية لأكثر من 4 سنوات من القتال الشرس في المدينة.وشملت عمليات الإجلاء أقل من 10 آلاف من أهالي المدينة المحاصرين، وفقاً لإحصائيات رسمية روسية ومحلية، في حين زعمت عديد من التقارير الروسية والموالية لنظام الأسد قبيل الاتفاق وجود أكثر من 100 ألف محاصر يرغبون بالخروج من المدينة.وأكدت حركة أحرار الشام، في بيان نشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الجمعة، عجز روسيا عن ضبط المليشيات الإيرانية التي تعرقل خروج المحاصرين من أحياء حلب، في حين أشارت وكالة "الأناضول" إلى احتجاز تلك المليشيات أكثر من 800 شخص من سكان المدينة، ثم إطلاقها سراحهم وإجبارهم على العودة إلى الأحياء المحاصرة.ونقلت "رويترز" عن ناشطين قولهم إن المليشيات الإيرانية موجودة في المنطقة تمنع خروج حافلات تقل مدنيين من أحياء حلب. وأكدوا أن 33 حافلة متوقفة على الطريق الرئيسي إلى خارج حلب، في انتظار إجلاء أشخاص من شرقي المدينة.وفي هذا السياق زعم الإعلام التابع لمليشيات "حزب الله"، الجمعة، أن عملية إجلاء المدنيين من شرقي حلب توقفت بسبب عدم إجلاء المصابين من قريتين شيعيتين محاصرتين في محافظة إدلب السورية.وقال في بيان له: إنه "توقفت عملية إجلاء المسلحين من الأحياء الشرقية لمدينة حلب؛ بسبب الإخلال بالاتفاق عبر قصف المجموعات المسلحة معبر السقيلبية (الذي كان يفترض أن تسلكه الحافلات التي ستنقل المصابين من القريتين الشيعيتين)، وإخراج المسلحين عدداً من الأسرى معهم خلافاً للاتفاق، وعدم الالتزام بالبند المتعلق بإجلاء الحالات الإنسانية والمدنيين من الفوعة وكفريا"، بحسب "رويترز".وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أفاد ناشطون من المدينة عن سريان وقف إطلاق النار على أحياء حلب الشرقية. إلا أن المليشيات التي تقاتل إلى جانب نظام الأسد وحزب الله عرقلت عملية الإجلاء، وأطلقت حملة اعتقالات وإعدامات طالت العشرات من المدنيين ممّا قد يُشكل عائقاً أمام سلامة المدنيين.ومع تأكيد مندوب روسيا في مجلس الأمن، فيتالي تشوركين، قبل يومين، "توقف كل العمليات العسكرية في شرقي حلب"، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بعدم وضوح خطوات عملية الإجلاء من مدينة حلب السورية، وتأخرها لأسباب غير واضحة.وعمليات الإجلاء تأتي بعدما توصلت أنقرة مع مقاتلي الفصائل المعارضة إلى "وقف لإطلاق النار"، يسري في حلب منذ مساء الثلاثاء الماضي، بعد اتفاق يهدف إلى إجلائهم مع مدنيين من شرقي المدينة الذي سيطرت قوات النظام على معظم أنحائه.ولم تشرف منظمات حقوقية أو مراقبون دوليون على عملية إجلاء المدنيين من حلب، في حين قالت الأمم المتحدة إنها "لا علاقة لها" بخطط إجلاء المدنيين والمسلحين من حلب الشرقية، ولكنها تقف على أهبة الاستعداد للمساعدة في أي عملية إجلاء، حسبما جاء في تصريح أصدره مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للمنظمة الدولية.ومع غياب دور المجتمع الدولي في عملية الإجلاء، أكد وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرولت، الأربعاء الماضي، أن هناك تشوشاً يحيط بعملية إجلاء المدنيين ومقاتلي المعارضة من شرقي مدينة حلب السورية؛ الأمر الذي يظهر ضرورة وجود مراقبين من الأمم المتحدة على الأرض لإدارة العملية.وقال إيرولت للقناة الثانية بالتلفزيون الفرنسي: "فرنسا تريد وجود مراقبين من الأمم المتحدة على الأرض، كما ينبغي أن تتدخل منظمات إنسانية مثل الصليب الأحمر".وكانت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة أكدت، مساء الثلاثاء الماضي، أمام اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي بشأن حلب، ضرورة وجود مراقبين دوليين حياديين لمراقبة عمليات الإجلاء. في حين أعلنت منظمة الصليب الأحمر الدولي، مساء الثلاثاء بعد إعلان الاتفاق، استعدادها للإشراف على عمليات الإجلاء كجهة دولية محايدة.