خلص المنتدى الأول للابتكار في البحرين إلى أهمية تطوير النظام التعليمي لصقل الشخصية المبدعة القادرة على التفكير المستقل والبحث، وذلك لما له أثر على تنمية القدرات البشرية الابتكارية في المستقبل، والاهتمام بمراكز الأبحاث في الجامعات بصفتها الجسر الذي تعبر منه المشاريع الإبداعية نحو المؤسسات الصناعية لتنتقل إلى مرحلة الابتكار.وأكد المشاركون في المنتدى أهمية دعم مبادرات مؤسسات المجتمع المدني، وتبني المبادرات الشبابية التي من شأنها أن تحفز البيئة الابتكارية في المجتمع وتدفع بعجلة التنمية البشرية.وكان قسم إدارة الابتكار والتقنية بجامعة الخليج العربي قد نظم منتدى الابتكار الأول في البحرين بمشاركة نخبة من الأكاديميين والشخصيات القيادية بهدف تعزيز ثقافة الابتكار في البحرين، حيث ناقش المنتدى العديد من المحاور التي سعت لمعرفة الخطوات اللازمة للتحول إلى اقتصاد الابتكار في البحرين، ودور الجامعات والقطاع العام والخاص في تحفيز الابتكار، وتقييم مستوى الاهتمام بالابتكار في دول مجلس التعاون الخليجي، واقتراح السياسات العامة لتعزيز ثقافة الابتكار في المنطقة وفي القطاعين العام والخاص.وفي مستهل المنتدى قال مدير المنتدى ورئيس قسم إدارة الابتكار والتقنية الأستاذ الدكتور عودة راشد الجيوسي إن جامعة الخليج العربي ستبدأ العام الجديد (2017)، بالمزيد من الخطوات الجادة والعملية في تشجيع الطلبة على الابتكار، إلى جانب التعاون مع مختلف الجهات والأفراد المختصين في الابتكار والإبداع.وخلال حديثها أكدت وزيرة التنمية الاجتماعية السابقة الدكتورة فاطمة البلوشي أن الابتكار يحتاج إلى بيئة محفزة للعقول البشرية، وسياسات عامة تسهل عملية الابتكار وتشجع الارتباط بين الطاقات المبدعة والقطاع الخاص، بما يكفل تحويل المبادرات الإبداعية إلى مشاريع ابتكارية تسهم في رفد الاقتصاد الوطني.وأعربت الدكتور فاطمة البلوشي عن سعادتها بخروج قمة دول مجلس التعاون الخليجي التي عقدت مؤخراً في المنامة بقرار إنشاء مجلس خليجي للتنمية الاقتصادية، فالاقتصاد هو المفتاح لتطوير العديد من القطاعات المساهمة في ترسيخ الابتكار.من جانبه أكد مؤسس المعهد الدولي لاقتصاد الإلهام، الدكتور محمد بوحجي، أن مؤسسات المجتمع المدني لديها قدرة ودينامية كبيرة على الابداع والابتكار والإبداع؛ وذلك أن المجتمعات سريعة التغيير والتحويل، بخلاف الحكومات، مؤكداً الحاجة إلى تطبيقات عملية للابتكار في الدول العربية والخليجية.وذكر الدكتور بوحجي أن البحرين تمتلك مقومات وعناصر للابتكار، أولها المرأة، والعمل التطوعي، إلى جانب أنها تزخر بالشباب القادر على العمل والابتكار والإبداع، كما إن المجتمع المدني بسيط ويأخذ طريق المخاطر، مؤكداً أن المجتمع المدني أسهل في التغيير من الحكومات.بدوره أكد عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي، الأستاذ الدكتور محمد الدهماني فتح الله، إن جامعة الخليج العربي وضعت الابتكار على رأس الاستراتيجية الجديدة لها للأعوام الخمسة المقبلة، وقال ان الجامعات تلعب دوراً أساسياً في بناء الكوادر البشرية وإصدار الأبحاث والاكتشافات العلمية التي تعتبر مفتاح الابتكار.ولفت الدكتور الدهماني فتح الله الى ان جامعة الخليج العربي أسست بشكل رسمي أول برنامج أكاديمي في إدارة الابتكار لإعداد كوادر قيادية في الخليج العربي قادرة على إدارة التطورات الاجتماعية والاقتصادية التي تمر بالمنطقة بوسائل مبتكرة.إلى ذلك لفت أستاذ إدارة الموارد المائية في جامعة الخليج العربي الأستاذ الدكتور وليد زباري، ان الابتكار من المواضيع المتشعبة والمتعددة الجوانب والمجالات، ومقاييس الابتكار المعتمدة في دولة ما قد لا تكون مناسبة في دولة أخرى.وشدد الدكتور زباري على دور الجامعة في تشجيع الابتكار، من خلال اعتماد الأساليب المختلفة في تعليم وتنمية الطلبة، مشيراً إلى أن جامعة الخليج العربي من الجامعات التي تتميز بالتخصصات المتداخلة التي تسعى لرفد الطلبة بنظرة شمولية لا تنظر إلى المواضيع الاستراتيجية من إطار تقني ضيق وانما برؤية واسعة تراعي الجوانب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتقنية وهو الأمر الذي يكفل ببناء رؤية قيادية لطلبة الجامعة في معالجاتهم لشتى المواضيع.وفي جانب متصل، شهد منتدى البحرين للابتكار اعلان الفائزين بجوائز جامعة الخليج العربي للابتكار للعام 2016، حيث فاز بها كل من الطالب محمد الصفار والطالبة رانيا البداح.