عواصم - (وكالات): سجلت سلسلة جديدة من أعمال العنف الدامية في سوريا أمس رغم مرور 6 أيام على وقف إطلاق النار، وفي ظل وجود وفد المراقبين الدوليين الذي أعلن أن مهمته تحتاج إلى “وقت وبناء ثقة”. وحصدت أعمال العنف المتفرقة 33 شخصاً، وذلك في عمليات إطلاق نار وقصف مصدرها قوات النظام، وتفجيرات استهدفت قوات النظام، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتثير الخروقات المستمرة لوقف النار قلق المجتمع الدولي. وفي أنقرة، أفاد مصدر دبلوماسي تركي أن تركيا اعترضت سفينة شحن ترفع علم انتيغوا وبرمودا يشتبه بأنها تنقل أسلحة إلى سوريا وستقوم السلطات التركية بتفتيشها في وقت لاحق في خليج إسكندرون. وفي موازاة أعمال العنف في سوريا، خرجت سلسلة تظاهرات تندد باستمرار العنف وتطالب بإسقاط النظام، أبرزها في الركايا والتمانغة وجبل الزاوية في إدلب، وفي بلدتي انخل وإبطع في محافظة درعا، وفي حلب، ودمشق، ودير الزور وغيرها من المناطق. ورأت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن سوريا تقف “عند منعطف حرج” بين التقدم نحو السلام أو تعميق النزاع، مؤكدة أن استمرار العنف مع انتشار المراقبين الدوليين “أمر مقلق للغاية”. وحذرت كلينتون الرئيس السوري بشار الأسد من مزيد من الإجراءات ضده إذا أهدر “الفرصة الأخيرة”، في إشارة إلى خطة الموفد الدولي الخاص كوفي عنان ومهمة المراقبين. واعتبر البيت الأبيض أن أعمال العنف الجديدة التي سجلت في سوريا تكشف “عدم صدق” نظام الرئيس بشار الأسد بشأن الالتزام بخطة المبعوث الأممي والعربي كوفي عنان ووعد بالعمل على اتخاذ إجراءات جديدة حيال ذلك. وذكر دبلوماسيون في مقر الأمم المتحدة في نيويورك أن الشروط لم تتوفر بعد لتمكين طليعة المراقبين التابعين للأمم المتحدة الذين وصلوا إلى سوريا الأحد من القيام بعملهم في مراقبة وقف إطلاق النار. وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس التي ترأس بلادها مجلس الأمن “نعتقد أن أي بعثة للأمم المتحدة في سوريا أو في أي مكان آخر، يجب أن تكون قادرة على العمل باستقلالية وأن تتمتع بحرية حركة وحرية في إجراء اتصالات”. وأكد رئيس وفد المراقبين الدوليين إلى سوريا الكولونيل أحمد حميش أن إتمام مهمة بعثة المراقبين يحتاج إلى وقت وبناء الثقة مع جميع الأطراف في البلاد. وقال للصحافيين لدى عودته إلى الفندق الذي ينزل فيه المراقبون في دمشق إن “مهمتنا تقضي بإقامة ارتباط مع الحكومة السورية والقوى الأمنية السورية ومع الأطراف الأخرى كذلك. وللقيام بها، نحتاج إلى الوقت وإلى بناء الثقة مع كل الأطراف من أجل إنجاز المهمة”. وشهد المراقبون حادث إطلاق نار خلال زيارتهم بلدة عربين في ريف دمشق، ما تسبب بموجة ذعر بين متظاهرين في المكان، بحسب ما أظهر شريط فيديو بثه ناشطون على موقع “يوتيوب” الإلكتروني. في المقابل، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي إن “المحادثات التي جرت بين الحكومة ووفد المراقبين في دمشق كانت بناءة”، وأسفرت عن “الاتفاق على 90% من بنود البروتوكول” الذي ينظم عمل المراقبين. ونقل مسؤول صيني عن وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي يزور العاصمة الصينية أن سوريا ستواصل “احترام وتنفيذ” خطة عنان. وقال وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي نقلاً عن نظيره السوري إن دمشق “ستواصل تطبيق التزاماتها في مجال وقف إطلاق النار وسحب القوات”، وستواصل التعاون مع بعثة المراقبين الدوليين. وقال المعلم إن وجود 250 فرداً في قوة المراقبة الدولية بسوريا أمر معقول. وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن 14 وزير خارجية سيصلون اليوم إلى باريس للمشاركة في اجتماع دولي يتناول الوضع في سوريا بدعوة من وزير الخارجية آلان جوبيه. وفي موسكو، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المعارضة السورية المسلحة بأنها تسعى إلى إثارة أعمال عنف لإفشال الخطة السلمية التي وضعها كوفي عنان. وأجرى وفد من المعارضة السورية في الداخل مباحثات “بناءة ومثمرة” مع المسؤولين الروس في موسكو، بحسب ما أفادت هيئة التنسيق الوطنية. وحث وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي سعد الدين العثماني روسيا على الضغط على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد للالتزام بوقف إطلاق النار وسحب القوات من المدن وفقاً لخطة عنان. من جهته، دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الرئيس السوري إلى إعادة الدبابات إلى ثكناتها لإثبات أنه يطبق تماماً خطة عنان. وعرضت لقطات أذاعها التلفزيون السوري للرئيس السوري وزوجته أسماء وهما يعدان مساعدات غذائية في محاولة على ما يبدو لتحسين صورتهما بعد أن تعرضتا للسخرية لسعيهما إلى شراء سلع فاخرة عن طريق الإنترنت بينما احترق بلدهما. وأعرب الآلاف عن تأييدهم لشريط فيديو أعد بمبادرة من زوجتي السفيرين البريطاني والألماني في الأمم المتحدة ويحمل نداء إلى السيدة الأولى في سوريا لتتخذ موقفاً ضد العنف.