كتبت - عايدة البلوشي: قال رئيس قسم الإعلام بجامعة البحرين د. حاتم الصريدي إن معدل مستخدمي فيسبوك في مملكة البحرين بلغ في الأشهر الثلاثة الأخيرة 351 ألف مستخدم أغلبهم من الشباب إذ إن 64% من المستخدمين هم بين الثامنة عشر والرابعة والثلاثين، في حين أن عدد المستخدمين من الإناث (61%) وهي نسبة تتجاوز بقليل عدد المستخدمين الذكور (39%)، بحسب الإحصائيات الصادرة عن موقع socialbakers.com المتخصص في إحصاءات مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم. وأكد د. الصريدي مساهمة شبكات التواصل الاجتماعي في تغيير أنماط السلوك الاجتماعي من خلال خلق وعي جديد بأهمية الصورة والفيديو في التواصل بين الأفراد والجماعات، ومساهمة المعلومات والبيانات المنشورة بصورة دورية على مواقع شبكات التواصل الاجتماعي من خلق رأي عام جديد «إلكتروني»، لا يقل أهمية عن الرأي العام الذي تقوم بتشكيله الصحف وقنوات الإذاعة والتلفزيون، بل يمكن أن يكون أخطر بسبب عدم التمكن من التأكد من مصداقية المعلومات المتواترة عبر الشبكات الاجتماعية، وبالتالي خلق رأي عام موجّه أو أقلها خطأ، حيث سجلت البلدان العربية في السنوات الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في عدد مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، نتيجة ارتفاع عدد شبكات الإنترنت وانتشارها في البيوت ومواقع العمل والفضاءات العامة. وبين د. الصريدي أن الحديث عن شبكات التواصل الاجتماعي بلغة الأرقام، يلزمنا أن نتحدث عن زخم معلوماتي لا مثيل له على الإطلاق منذ عقود، فشبكات التواصل الاجتماعي تمثّل 152 مليون مدونة إلكترونية و25 مليون تغريدة و600 مليون مستخدم لفيسبوك و30 بليون مضمون إلكتروني (صورة، صوت، فيديو، أخبار) ينشر ويتقاسم شهرياً على فيسبوك. وتمثل هذه الشبكات أيضاً 2 بليون فيديو يشاهد يومياً على يوتيوب، و25 ساعة فيديو ترفع كل دقيقة على يوتيوب، وهي أيضاً 5 بليون صورة مخزّنه على فليكر، و 3000 صورة ترفع كل دقيقة على فليكر. وهذا الكم الهائل من المعلومات والبيانات، يمثّل في واقع الأمر مضامين إعلامية وثقافية كانت ومازالت وستبقى محل صراع بين الشعوب في إطار سياق التثقف الطبيعي بينها الذي تطور على مرّ الزمن باستخدام أدوات ثقافية وإعلامية مختلفة. لذلك لا يمكن تجاهل القوة الكبيرة التي تكتسيها مواقع التواصل الاجتماعي لأنها تمثل أدوات تواصل جديدة فعّالة من ناحية سرعة الانتشار وقوّة الإقناع بفضل استخدامها للصورة والفيديو. كما لا يمكن تجاهل إيجابياتها في مساعدة المنظمات والمؤسسات والحكومات في تواصلها مع جمهورها. لكن يمكن القول إن شبكات التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدّين، يمكن للجانب الإيجابي منه أن يساهم في دعم التواصل بين الأفراد والمجموعات ويقرّب الشعوب والثقافات فيما بينها. ويمكن من جهة ثانية أن يخلق نوعاً من الفوضى في ظل غياب تام للقواعد والتشريعات المنظمة لهذا المجال على المستويين المحلي والدولي.القيود لا تفيدمن ناحيتهم أكد متفاعلون مع مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك وتويتر، صعوبة وضع أنظمة وتشريعات تحد من استخدام هذه الوسائل، لافتين إلى أهمية استبدال ذلك بالرقابة الذاتية كخيار أمثل، خصوصاً وأن عدد مستخدمي هذه المواقع ارتفع في السنوات الأخيرة بشكل مهول. وقالت الطالبة مرة عبدالله إن مواقع التواصل الاجتماعي صارت ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها، ووسيلة لتلقي المعلومات والأخبار بسرعة فائقة، مشيرة إلى أنه في ظل عصر السرعة لا يمكن للإنسان الانتظار لليوم الثاني من الخبر (الحادث) ليقرأ تفاصيله في الصحف المحلية في اليوم الثاني، لذلك أصبحت هذه المواقع أداة أو وسيلة يمكن الاعتماد عليها للحصول على المعلومات والأخبار بسرعة وفي كل وقت. وأضافت عبدالله بشأن من يقول أو يشكك في مصداقاية تلك المعلومات والأخبار: نحن اليوم ندرك أو نفرق بين المصدر الذي قد ينشر الأخبار الصحيحة وبين تلك المصادر المضللة، ومن هنا أصبحت هذه المواقع (التويتر والفيسبوك) من أكثر الوسائل المستخدمة سواء للأشخاص الذين يبحثون عن الأخبار أو الطلبة الذين يبحثون عن المعلومات والحقائق، أو حتى أولئك الذين يستخدمون هذه المواقع كأداة للترفيه والتواصل الاجتماعي الذي قرب المسافات بين الشعوب والثقافات. وتابعت: لا يمكن الاستغناء عن مواقع التواصل الاجتماعي بأي صورة من الصور، وشخصياً أتواصل بشكل يومي مع الأصدقاء والأهل عبر هذه المواقع من ناحية، ومن ناحية أخرى أجد الفائدة الكبيرة في استخدامها حيث مهدت لي الطريق في التعرف على أصدقاء جدد والحصول على معلومات كثيرة والاستفادة منها في الحياة العامة أو الحياة العملية وذلك في إعداد البحوث المدرسية، لذلك أصبحت هذه المواقع جزء من حياتي اليومية.مشاركون مختلفو الأعمارورأى الشاب خالد علي أن تصنيف هذه المواقع (الفيسبوك والتويتر..) كمواقع سلبية أو إيجابية يعتمد على الشخص نفسه وكيفية استخدامه لهذه الوسائل والأدوات الحديثة، مؤكداً صعوبة وضع أنظمة وتشريعات، سوى أن الرقابة الذاتية تعد الخيار الأمثل في تنظيم استخدام هذه المواقع، خصوصاً وأن عدد مستخدمي أو مشاركي هذه المواقع ارتفع في السنوات الأخيرة وهو دليل على زيادة انتشار المواقع، من بين ذلك ارتفاع أعداد الموجودين في موقع الفيسبوك إلى 800 مليون مستخدم حتى نهاية 2011، بينهم 42 مليون مستخدم عربي، حيث يشكل المستخدمون للأعمار ما بين 25 سنة نحو 75% من مستخدمي الفيسبوك، وبلغت الإحصاءات الأخيرة لموقع (التوتير) نحو 200 مليون مستخدم، وهناك نحو 250 تغريدة يومياً، كما إنه من الملاحظ أن المشاركين في هذه المواقع هم من مختلف الفئات والأعمار، فتجد رجال الدين والرياضي والنواب والمسوؤلين. ولفتت السيدة فايزة إبراهيم إلى أهمية مواقع التواصل كفرصة للإعلان عن البيع والشراء، مشيرة على سبيل المثال إلى قيام عدد من الشباب بعرض سياراتهم وحتى الهواتف النقالة للبيع عبر هذه المواقع، وكذلك الفتيات يحاولن معرفة آخر صيحات الموضة وأفضل الصالونات، من خلال السؤال عبر هذه المواقع، وبالتالي هناك استفادة من هذه المواقع، مؤكدة أن مواقع التواصل الاجتماعي باتت تشكل اليوم الرأي العام وصنع القرار، وأصبحت محطة للتعبير عن مكنونات الفرد وآرائه سواء السياسية والاجتماعية وحتى النفسية، لذلك يستخدمها الصغير والكبير والطفل والمراهق. وأشارت إبراهيم إلى اختلاف أساليب الاستخدام والموضوعات وأسلوب الطرح، ففي كثير من الأحيان تدور في هذه المواقع طرح جميل ومفيد كالحديث عن موضوعات محلية والاستماع إلى مختلف الآراء تحت مبدأ «اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية» دون الإساءة إلى الآخرين، وهذا ما لمسناه خلال الأحداث التي مرت بها المملكة، وفي المقابل هناك «فئة قليلة» حاولت تأجج الطائفية من خلال استخدام هذه الوسائل، مشددة على تعزيز مفهوم الرقيب الذاتي للفرد وتحمل المسؤولية، واستخدام هذه الوسائل بالشكل الصحيح وليس للهدم الاجتماعي، بل لضرورة التزام الفرد باحترام القيم الدينية والاجتماعية واحترام وجهات النظر الأخرى، لأن الحرية تعني الالتزام.جرائم محدودة من ناحيته بين المحامي موسى البلوشي أن وجود عدة قضايا في المحاكم حول الجرائم الإلكتيرونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لا يعني تحولها إلى ظاهرة منتشرة في المجتمع البحريني، ربما نتيجة الوعي ووجود القوانين والتشريعات التي تنظم هذه العملية، مبيناً أن هذه الجرائم مثلها مثل جرائم القذف والتشهير الأخرى وسوء استخدام الهاتف، وضع المشرع البحريني لقوانين والتشريعات للحد منها وانتشارها حتى لا تكون ظاهرة في المجتمع تترتب عليها آثار سلبية نفسية واجتماعية جمة ومن الصعب علاجها. وأوضح البلوشي أن عقوبة المجني (الفاعل) إما الحبس أو غرامة مالية حسب الضرر، فإن وقع الضرر بصورة كبيرة هنا يكون الحبس، وفي حال إن كان الضرر بشكل أخف تكون العقوبة غرامة مالية وهو يعتمد حسب تقديرات القاضي، مشيراً إلى أنه في إحدى القضايا التي وصلت لي ذات العلاقة بمواقع التواصل الاجتماعي، أن شخصاً اكتشف من خلال البحث والتصفح عبر الإنترنت وجود اسمه واتهم بالرشوة وهو موظف في القطاع الحكومي، بالتالي رفع قضية في هذا الصدد واستطعنا التوصل إلى الفاعل. أيضاً من خلال الوقائع والقضايا المتعلقة بمواقع التواصل الاجتماعي نجد في كثير من الأحيان أن الفاعل مجهول، لأنه يستخدم حيل كثيرة لإخفاء شخصيته الحقيقية، فقد يستخدم هذه المواقع من خلال اسم مستعار وجهاز شخص آخر أو محل إنترنت، بالتالي يصعب تحديد هويته، لكن في المقابل استطاعت الجهات المعنية معرفة وتحديد هوية هؤلاء الأشخاص.الظاهرة الأبرز تعد مواقع التواصل الاجتماعي الظاهرة الإعلامية الأبرز في عالمنا اليوم، كونها تستقطب شريحة كبيرة من المجتمع، خصوصاً الشباب باعتبارهم الأكثر تأثيراً واستخداماً لهذه المواقع الاجتماعية في العالم. وتشير الإحصاءات إلى أن موقع الـ»فيسبوك» يضم أكثر من 900 مليون مستخدم ناشط يتصل أكثر من نصفهم بالموقع مرة في اليوم على الأقل، وأكثر من نصف مستخدمي الإنترنت في العالم يستخدمون «فيسبوك» ويخصصون دقيقة من أصل 7 دقائق يمضونها على الإنترنت، لتصفح هذا الموقع بالذات، وفق إحصائية شركة «كومسكور». وتضم الولايات المتحدة أكبر عدد من مستخدمي «فيسبوك» في العالم (169 مليوناً في العام) بحسب شبكة التواصل الاجتماعي التي تفيد بأن الهند (51 مليوناً)، والبرازيل (45 مليوناً) هما مركزا نمو رئيسيان للموقع. ويضم فيسبوك أيضاً 20 مليون مستخدم في المكسيك و11 مليوناً في إندونيسيا وفق «كومسكور». ويحتل «فيسبوك» المرتبة الأولى على لائحة مواقع التواصل الاجتماعي في البلدان كلها تقريباً مع استثناءات قليلة مثل روسيا، حيث يتقدم عليه موقعا «أودنوكلاسنيكي» و»فكونتاكتيه» والصين حيث إنه ممنوع هناك، وتتغلب عليه مواقع أخرى في اليابان وكوريا الجنوبية وفيتنام وبولندا، بحسب شركة «كومسكور».