كتبت - شيخة العسم: تعتبر لجنة «معاً لأجلهم» من المبادرات الشبابية التطوعية، تسعى لتفعيل دور ذوي الإعاقة بشكل حقيقي من خلال الشراكة المجتمعية، وخلق جيل واعٍ وخلاق يؤمن ويساهم في صناعة القرار. كما تطمح للمساهمة القانونية في تثبيت حقوق ذوي الإعاقة، وتوظيف السياسات الإعلامية في تسليط الضوء على قضايا ذوي الإعاقة وقضايا المجتمع، وتطوير وتعزيز مهارات الشباب وتوظيفها من خلال العمل التطوعي لتحقيق أهداف المجتمع، ونشر وتعزيز الثقافة القانونية، وفتح قنوات التواصل بين الجهات الرسمية والجهات الأهلية، وتنسيق أوجه التعاون فيما يتعلق بقضايا الإعاقة وقضايا الشباب.حول هذه المبادرة كان للوطن هذا اللقاء مع مؤسسة اللجنة ورئيستها عبير علي سلوم... ^ ما دافعك لتكوين هذه اللجنة؟ - إن ذوي الإعاقة جزء لا يتجزأ من المجتمع المدني، ومن الضروري السعى لضمان حقوقهم وحرياتهم الأساسية وتحقيق المساواة والكرامة الإنسانية من خلال ضمان مشاركتهم الحقيقية في المجتمع، وتعزيز الثقافة القانونية وتطوير قدرات ومهارات الشباب من أجل خلق رؤية جديدة وخلق جيل واعٍ وخلاق، يؤمن بالمشاركة من أجل تحقيق أهداف المجتمع. وقد جاءتني فكرة مبادرة «معاً لأجلهم» من خلال معاناتي الشخصية، إذ كنت معاقة سمعياً في صغري، ولا أستطيع النطق. واكتشف أهلي إعاقتي في وقت متأخر. كانت طفولتي صعبة إذ كنت وحيدة وموضع سخرية أهلي وأقراني. ورغم تفوقي الدراسي كنت وحيدة دون أصدقاء. فكان ذلك دافعي لتكوين مبادرة تعاون مع المعاقين، تجنبهم ما عانيت. حيث سعيت للالتقاء بالمعاقين، ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم. ^ ماذا عن عضوية اللجنة؟ - لقد بدأت وحدي العمل منذ عامين، حتى بلغ عدد الأعضاء اليوم 30 عضواً، من البحرين ومن خارجها وأغلبهم من المملكة العربية السعودية، يزودونا بأفكار نستفيد منها. وبالنسبة للأعضاء البحرينيين فإن أغلبهم من معارفي، تتراوح أعمارهم بين الخامسة عشرة والخمسين. وقد راسلني النائب محمد خليل، بعد ظهوري في برنامج «هلا بحرين»، وانضم إلى المبادرة وهو يعتبر من أنشط الأعضاء. أما عن الانضمام للجنة فلا يتطلب سوى ملء استمارة العضوية. ^ حديثنا عن أنشطة اللجنة؟ - اللجنة تشمل الإعاقة الحركية، وقريباً سندخل دورة في كيفية التعامل مع الصم والبكم، لكي نتوسع في التعامل مع المعاقين، أما بالنسبة للإعاقة الذهنية فهي بعيدة عن أنشطتنا حتى الآن. نحن نقدم دورات للأعضاء في كيفية التعامل مع المعاق، وننظم فعاليات وزيارات لجمعيات تعنى بالمعاقين مثل جمعية أصدقاء المكفوفين، كما نقوم بزيارة المعاقين. وقد نظمنا مؤخراً أمسية شعرية لثلاثة من المعاقين بمشاركة نجوم شعراء المليون منيرة سبت وعبدالله الخالدي، برعاية وزيرة التنمية الاجتماعية د. فاطمة البلوشي، في نادي «tea club» بجزر أمواج، وصاحبة النادي بادرت بالمكان دون مقابل. حتى إن أغلب لقاءاتنا كانت في النادي، وهدفت الأمسية إلى بيان مواهب المعاقين وحضرها كبار الشخصيات من نواب وشعراء.^ هل هناك داعمين للمبادرة ؟ - نتقدم بالشكر الجزيل لجميع الداعمين، وعلى رأسهم النائبة سمية الجودر، فهي الداعم الأول لمشروعنا، تنقل مقترحاتنا لمجلس النواب. ^ ما أبرز العقبات التي تواجهكم في أداء رسالتكم؟ - نعاني غياب الدعم المادي، فنحن نتكفل بجميع الفعاليات من جيبنا الخاص، كذلك ليس هناك مقر للجنة، ونجتمع في أماكن عامة.^ ما الأمل الذي يداعب خيالك؟ - آمل من جميع الناس تفهم وضع المعاق، ومساعدته ليتخطى إعاقته. لقد زرت في أحد الأعياد أصدقائي المعاقين، لأعايد عليهم، فتفاجأت بإحداهن تقول لي «كل عام وأنت بخير أمي»، كان عمرها ثلاثين سنة، وأنا في السابعة والعشرين ، فدمعت عيني وأحسست عندها بقيمة ما أقوم به، إذ كان المعاقون الذين أزورهم يعتبروني صديقة وأماً وأختاً، ويسعدون بي وبالأعضاء، وينتظرون زيارتنا بفارغ الصبر، وعندما نعتذر عن الذهاب يحزنون كثيراً. لقد تعلمت كيف أكون صادقة محبة أعطي دون انتظار المقابل. وأحمد الله تعالى على تيسيره أمورنا، وأشكر الأعضاء لتفهمهم أهمية العمل الخيري.
«معاً لأجلهم» مبادرة تسعى لتفعيل دور ذوي الإعاقة
09 يونيو 2012