عواصم - (وكالات): ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 89 شخصاً قتلوا برصاص قوات الأمن السورية، فيما لقي آخرون حتفهم في أعمال عنف واشتباكات في مناطق مختلفة من البلاد، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أفاد عن تجدد القصف على مدن تحاصرها قوات النظام في محافظتي حمص واللاذقية، بينما أكدت المتحدثة باسم بعثة المراقبين الدوليين في سوريا سوزان غوشة إنهم أبلغوا بوقوع هجمات بطائرات هليكوبتر على بلدتي الرستن وتلبيسة اللتان تسيطر عليهما المعارضة شمال حمص. والقتلى هم 89 مدنياً و23 من قوات النظام و7 من العناصر المنشقة والمقاتلين المعارضين. واستمر منذ صباح امس القصف على حي جورة الشياح في مدينة حمص، وأشار المرصد إلى أن القوات النظامية السورية "تحاول اقتحام الحي وحي الخالدية وأحياء أخرى في المدينة”. ومنذ سقوط حي بابا عمرو في حمص في الأول من مارس الماضي، تتعرض أحياء عدة في المدينة لقصف يشتد حيناً ويتراجع أحياناً، بينما نزح معظم سكان هذه الأحياء. واستأنفت قوات النظام القصف على مدينة الحفة والقرى المجاورة لها في محافظة اللاذقية. وقالت متحدثة باسم بعثة المراقبين الدوليين في سوريا سوزان غوشة إنهم أبلغوا بوقوع هجمات بطائرات هليكوبتر على بلدتي الرستن وتلبيسة اللتان تسيطر عليهما المعارضة شمال حمص. وأضافت "أبلغ مراقبو الأمم المتحدة عن وقوع معارك عنيفة في الرستن وتلبيسة إلى الشمال من المدينة استخدم فيها القصف بقذائف مورتر وإطلاق نار من طائرات هليكوبتر ومدافع رشاشة وأسلحة صغيرة.” وقال نشطاء سوريون أكثر من مرة إن الجيش السوري يستخدم طائرات هليكوبتر في الهجوم على أهداف للمعارضة المسلحة لكن تصريحات غوشة كانت أول مرة يبلغ فيها المراقبون عن استخدام تلك الطائرات في الصراع. واعرب مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي عنان عن "القلق البالغ” بشأن تصاعد العنف بين القوات الحكومية السورية والمعارضة، كما دعا إلى السماح "على الفور” للمراقبين الدوليين بدخول مدينة الحفة في منطقة اللاذقية، حسب ما افاد المتحدث باسمه. وقال المتحدث احمد فوزي في بيان ان عنان "يشعر بالقلق البالغ بشأن الأنباء التي وردت مؤخراً من سوريا حول العنف وتصاعد القتال بين القوات الحكومية والمعارضة”. ويشير فوزي في كلامه بشكل خاص إلى القصف الذي تعرضت له مدينة حمص مؤخراً، وإلى الأنباء عن استخدام مدافع الهاون والدبابات ومروحية في قصف مدينة الحفة في منطقة اللاذقية. وقال فوزي "توجد مؤشرات على أن أعداداً كبيرة من المدنيين محاصرون في هذه المدن”. وأضاف أن "المبعوث الخاص المشترك يطالب الأطراف باتخاذ خطوات لضمان عدم إلحاق الأذى بالمدنيين، كما يطالب بالسماح بدخول مراقبي الأمم المتحدة إلى مدينة الحفة فوراً”. واتهم المجلس الوطني السوري المعارض النظام السوري باعتماد "سياسة تهجير قسري على أسس طائفية”. وجاء في بيان صادر عن المجلس الوطني ان النظام السوري، "مطمئنا إلى ضعف وتردد الموقف العربي والدولي، يتمادى في تصعيد سياسة ترويع وإرهاب السوريين إلى مستوى لم يسبق له مثيل منذ انطلاق الثورة السورية المباركة، ويخص مدن حمص والحفة ومحافظات إدلب وحماة ودمشق ودرعا بأبشع أنواع التنكيل الوحشي لتنفيذ سياسية تهجير قسري على أسس طائفية”. وأعربت بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا عن قلقها إزاء تصاعد العنف في مدينة حمص، مشيرة إلى أنها بصدد التفاوض لإجلاء المدنيين. وذكرت البعثة في بيان أنه "يمكن سماع دوي القصف بالمدفعية الثقيلة وإطلاق النار من أسلحة رشاشة ورؤيتها فوق حي الخالدية في وسط المدينة”. كما تلقت البعثة "تقارير عن حصار عدد كبير من المدنيين، بمن فيهم نساء وأطفال، داخل مدينة” حمص، مشيرة إلى أنها "تحاول التوسط من أجل إجلائهم”. وأعربت الولايات المتحدة عن قلقها من أن يكون النظام السوري يستعد لارتكاب مجزرة جديدة إثر معلومات عن استخدام قذائف الهاون والمروحيات والدبابات في مدينة الحفة بمحافظة اللاذقية في غرب البلاد. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند للصحافيين إن "الولايات المتحدة تنضم إلى الموفد الدولي كوفي عنان للتعبير عن قلقها حيال المعلومات التي تصل من سوريا وتتحدث عن استعداد النظام لمجزرة جديدة”. وأضافت نولاند "نحرص على تذكير الضباط السوريين بإحدى العبر التي تعلمناها في البوسنة: المجتمع الدولي يستطيع تحديد الوحدات المسؤولة عن الجرائم ضد الإنسانية وستحاسبون جميعاً عن أعمالكم”. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أنه أجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس الجديد للمجلس الوطني السوري الكردي عبد الباسط سيدا، فهنأه بانتخابه رئيساً لهذا المجلس المعارض، وأكد له أن فرنسا تقدم "الدعم الكامل” للمعارضة السورية. من جهته، قال نائب رئيس الأركان الإسرائيلي يائير نافيه أن سوريا تمتلك "أكبر ترسانة أسلحة كيماوية في العالم”، مؤكداً إمكانية استخدام هذه الأسلحة ضد إسرائيل. من ناحية أخرى، يرى خبراء ومحللون أنه منذ بدء الاضطرابات في سوريا، توجه إلى "الشبيحة” اتهامات بارتكاب أكثر المجازر وحشية، مشيرين إلى أن هؤلاء أداة في يد النظام لتنفيذ "الأعمال القذرة” التي لا يقر بمسؤوليته عنها.
حمص واللاذقية تستغيثان العالم.. وقوات الأسد تبيد عشرات المدنيين
12 يونيو 2012