جاء تدشين كليّة البحرين للمعلمين بجامعة البحرين في سبتمبر من عام 2008م ليعكس الرغبة العارمة لدى الدولة في إصلاح التعليم بمملكة البحرين، وإعداد المعلِّم بناءً على معايير دولية واضحة وشفافة، ووفق استراتيجية شاملة لتطوير التعليم وتحسين مخرجات التعلّم بالمملكة. 

وفي هذا الصدد، يشير البروفيسور إيان هاسلم، عميد الكلية، إلى أن ثروة البلاد الحقيقية تكمن في أبنائها، وأن المعلمين يساعدون على تشكيل مستقبل البلاد، وأن كلية البحرين للمعلمين تتولّى تدريب المعلمين وإعدادهم لمهنة التدريس وللمستقبل. إنه ليس من السهل، برأي البروفيسور هاسلم، أن يكون المرء معلماً، فلا بّد له أن يكون قادراً على جذب خيال الصغار، وتشجيع التعطّش للمعرفة والإبداع في حياتهم؛ وكونك معلماً يعني أنه ينبغي عليك أن تعلِّم الأطفال أن يظلّوا متمسِّكين بقيمهم ومعتقداتهم الروحية، وتحفِّزهم باستمرار على الاهتمام بجيرانهم ووطنهم. في كلية البحرين للمعلمين، كما يتصوّر الأستاذ الدكتور هاسلم، يتعلم الطالب كيف يساعد التلاميذ على اكتساب مهارات القراءة والحساب، وكيف يجعلهم على درايةٍ تامةٍ بالنماذج العلمية التي ما فتئت تغيِّر عالمنا المعاصر، وكيف يندمجون في القضايا المحلية والإقليمية والعالمية، ويعينهم على إدراك حقيقة أن الحرية في القيام بذلك كله لا يمكن تحقيقها إلا في ظل مستويات متقدمة من المسؤولية الاجتماعية. وفوق ذلك كله، فإن المعلِّم سيعلِّم الأطفال أن يكونوا على قدرِ عالٍ من الأخلاق والأمانة، وذلك عن طريق نمذجة (محاكاة) الدور الاجتماعي. وسيتعلّم تحقيق تلك الأهداف من خلال التنمية المهنية التعاضدية، والتدريس الفريقي، أي ضمن فريق العمل، والبحث الإجرائي الموجّه لحّل المشكلات العملية التي تنشأ في الصف المدرسي، وكذلك عبر الممارسة الميدانية التأملية في إطار المجموعات الصغيرة، وسوف يتعلم المعلِّم كيف يستطيع حل مشكلات التعليم والتعلّم، ويعمل أيضاً على تحسين مستوى تحصيل طلبته في المواد الدراسية، وبذلك يستطيع أن يغيّر حياة تلاميذه جذرياً. أعتقد أن تحقيق هذه الأهداف كفيل بإعداد المعلّم الكفء الذي تتطلّع المدرسة البحرينية لمساهمته في تجويد أدائها وتطويره نوعياً!