عواصم - (وكالات): التقت اللجنة الوزارية العربية بشأن سوريا بمشاركة وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى دمشق كوفي عنان في الدوحة، وأكد الوزراء مساندتهم لخطة عنان للسلام رغم اعترافهم بأن نجاحها سيستغرق بعض الوقت. وأكد رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في افتتاح اجتماع اللجنة أمس في الدوحة أن بلاده لا ترى أي تقدم في تنفيذ خطة المبعوث الأممي العربي كوفي عنان لحل الأزمة السورية.وقال الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الذي يرأس اللجنة بحضور عنان ونائبه ناصر القدورة إضافة إلى باقي وزراء خارجية دول اللجنة “نحن ندعم كوفي عنان في خطته المكونة من النقاط الست والتي نأمل أن تستجيب لها الحكومة السورية”.إلا أنه أضاف “للأسف، مما نراه الآن، لا نرى أي تقدم في التنفيذ”. وخلص إلى القول “نحن في الجامعة واللجنة سنكون دائماً متابعين وندرس الوضع والتحرك لوقف نزيف الدم في الشقيقة سوريا بالتنسيق مع المجلس الوطني وسيكون هناك تدارس لهذا الوضع بعد الاستماع لكوفي عنان، إلا أني لا أرى أنه لم يتغير شيء ماعدا قبول الخطة لكن التنفيذ أهم”. من جانبه، اعتبر الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن مهمة عنان تتطلب “الوقت والمثابرة”.وقال عنان لديه “تجربة دبلوماسية طويلة وثرية نرجو ان يستثمرها في وقف نزيف الدم” في سوريا.وأضاف “لابد من العمل على ضمان تنفيذ خطة عنان ومن المهم التنفيذ الكامل والفوري لوقف إطلاق النار”. إلا أنه قال إن مهمة المبعوث الأممي العربي المشترك “مهمة سياسية قد تأخذ بعض الوقت ويلزمها المثابرة ولنا التأييد الكامل لهذه الخطة”. وقال مندوب رفض نشر اسمه إن من المقرر أن يسلم عنان تقريراً عن الأوضاع في سوريا للجامعة العربية التي علقت عضوية دمشق ومن المتوقع أن تركز المناقشات على كيفية تعزيز المهمة.وتواصلت أعمال العنف الدامية في سوريا أمس وأسفرت عن مقتل 53 شخصاً، رغم وجود فريق المراقبين الدوليين لوقف إطلاق النار الهش والذي وصف رئيسه مهمته بأنها “صعبة”. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الحكومة السورية إلى ضمان حرية حركة كاملة للمراقبين الأجانب في سوريا واقترح توفير الاتحاد الأوروبي مروحيات أو طائرات لبعثة مراقبة وقف إطلاق النار المقبلة في البلاد. وقال بان كي مون على هامش زيارة رسمية للوكسمبورغ “إن من مسؤولية الحكومة السورية ضمان حرية حركة المراقبين” في سوريا.وأضاف أن المراقبين الذين وصلت طلائعهم مساء الأحد الماضي “يجب أن يسمح لهم بالتحرك بحرية في أي مكان لكي يكونوا قادرين على مراقبة وقف أعمال العنف”. ومن المنتظر أن يرتفع عدد المراقبين الستة الذين وصلوا إلى 30 خلال أيام، كما سيتم تعزيز القوة لتصل إلى نحو 250 مراقباً، إلا أنه للمضي قدماً في هذه الخطوة لابد من قرار جديد من مجلس الأمن. وتابع الأمين العام للأمم المتحدة أن “مجلس الأمن طلب مني تقديم اقتراح رسمي بشأن بعثة مراقبة للأمم المتحدة وسأفعل ذلك بحلول الأربعاء”.وأقر بان كي مون بأن الوضع على الأرض في سوريا “لايزال هشاً”. ووصف رئيس فريق المراقبين الدوليين الموجود في سوريا الكولونيل المغربي أحمد حميش في تصريح مقتضب للصحافيين مهمة البعثة بأنها “صعبة”. وقال “لابد من التنسيق والتخطيط والعمل خطوة خطوة. الأمر ليس سهلاً ولابد من التنسيق مع جميع الأطراف، مع الحكومة بالدرجة الأُولى ثم مع جميع الأطراف”. وأفادت لجان التنسيق المحلية أن “سيارات المراقبين وصلت إلى درعا المحطة ترافقهم سيارات جيش النظام”.ووصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وقف إطلاق النار في سوريا بأنه “هش”، مشيراً إلى أن عدداً من الدول تتمنى أن تفشل خطة كوفي عنان.وقال لافروف في مؤتمر صحافي في موسكو “فعلياً، وقف إطلاق النار هش نسبياً”. وأضاف “هناك من يريد أن تفشل خطة كوفي عنان وعبروا عن هذا الموقف حتى قبل الإعلان عن الخطة”. ويزور موسكو وفد من هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديمقراطي السورية المعارضة. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن هيثم المناع، عضو الهيئة التي لا تنتمي إلى المجلس الوطني السوري، دعوته روسيا للضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد لوقف أعمال العنف.واستبقت بعض الصحف القطرية الاجتماع الوزاري العربي بالدعوة إلى تدخل عربي عسكري في سوريا.وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إن العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا حرمت نظام الأسد من نصف احتياطيه المالي، مؤكداً ضرورة تشديد تلك العقوبات.وقال آلان جوبيه في بداية اجتماع لمسؤولين من 50 دولة تدعم فرض عقوبات على نظام الأسد بسبب حملة القمع التي يشنها ضد مناهضيه “يجب علينا إبقاء الضغط على النظام السوري”. ميدانياً، واصلت القوات السورية النظامية عمليات القصف وإطلاق النار في عدد من المناطق، ما أسفر عن سقوط 53 من القتلى، في درعا وإدلب وحمص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. من جهته، قال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله إن حركته اتصلت بالمعارضة السورية لتشجيعها على الحوار مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد لكنها رفضت