كتب – إيهاب أحمد وإبراهيم الزياني: أكد الناشط الحقوقي عطية الله روحاني أن من يدعون الحقوقيو يعملون على تنفيذ أجندات منظمات وجهات خارجية بهدف تحقيق مكاسب ومصالح خاصة وشخصية، وذلك تحت غطاء حقوق الإنسان”، محذراً من أن “هناك منظمات تنتهج مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، ولا تعنيها المبادئ الإنسانية، وتجند أشخاصاً بعينهم لتنفيذ أهداف محددة”.وشدد روحاني على أن “هناك ازدواجية واضحة من قبل منظمات دولية محل ريبة في التعامل مع القضايا الحقوقية، خاصة وأنها لا تلتفت إلا لأصحاب الانتماءات السياسية، وخير دليل على ذلك أنها تلتزم الصمت تجاه الجرائم والانهاكات الإنسانية الواقعة في سوريا، في حين تشوه صورة البحرين عبر المبالغات، وتضخيم الأكاذيب، ونشر أمور تخالف الواقع”.واعتبر روحاني أن “نجاح البحرين في الاستعداد وإقامة سباق فورمولا واحد يثبت للمنظمات كذب المبالغات التي تحرص على بثها قنوات التحريض الفضائية ووسائل إعلامها المضللة”، مشيراً إلى أن “تنفيذ توصيات تقرير تقصي الحقائق قطع الطريق أمام كل من يستهدف البحرين، ويتعمد تشويه صورتها”. وأكد روحاني “صمت المنظمات عن الزج بالأطفال في السياسية واستغلالهم لتحقيق مصالحها”، معتبراً أن “دخول الجمعيات المهنية في العمل السياسي حكم عليها بالإعدام”، داعياً إلى “حوار بمطالب واقعية يشمل الجميع للخروج من الأزمة”.

مصالح خاصة وشخصيةوقال الناشط عطية الله روحاني أن “بعض من يدعي العمل في المجال الحقوقي يهدف لتحقيق مصالح شخصية وتلميع صورته في الخارج أكثر مما يهتم بالدفاع عن الحقوق الإنسانية التي يتشدق بها ليل نهار”، مضيفاً أن “ من يدعو العمل لحقوق الإنسان يعملون لتحقيق أجندات المنظمات الأجنبية التي تسعى لتحقيق أهداف بدول المنطقة، ويدعون أنهما حقوقيان لكن عندما تقدم لهما أية قضية للعمالة الأجنبية في البحرين لا يلتفتان إليها، رغم أنها تشكل جزءاً من حقوق الإنسان التي يدعون الدفاع عنها ما يدل أن لديهم أهداف محددة”، محذراً من أن “منظمات دولية تجند أشخاصاً لتحقيق أهدافها في الأماكن المهمة وتنفيذ أجنداتها الخاصة كما هو الحال في البحرين، كما تتجاهل المنظمات التي تدعي الحفاظ على حقوق الإنسان أماكن لا مصالح لها فيها”، منوهاً إلى أنه “لم نسمع أن تلك المنظمات طالبت بتطبيق الديمقراطية في الدول الأفريقية، أو أن ناشطيها اهتموا بملفات هذه الدول كما يفعلون بالبحرين، وذلك لعدم وجود مصالح لهم”. وذكر روحاني “نعاني من ازدواجية بعض المنظمات في التعامل، لقد حاولنا التواصل مع بعض المنظمات لطرح القضايا ذات العلاقة بعملها، إلا أن الاستجابة كانت غير مشجعة، ورغم أننا نعمل على الساحة بشكل جيد، إلا أن عدم وجود انتماءات سياسية لنا تجعلهم يرفضون التعامل معنا لأننا لا نخدم مصالحهم، إذ يجب أن يقع الاختيار على شخصيات معينة”، متسائلاً عن “الرحلات الكثيرة التي يقوم بها من يدعي العمل في مجال الحقوق وعن تمويلها، خاصة وأن علامات استفاهم كثيرة تحوم حول زيارات من يدعون خدمة حقوق الإنسان لم نحصل لها جواب، أي ناشط حقوقي لا يستطيع السفر إلا بدعوات من المنظمات، إلا أن ما يقدم للناشطين دعوتين كأحد أقصى سنوياً”. وحل التواصل المستمر لتلك المنظمات مع ممثليها، قال روحاني إن “هؤلاء يرتبطون بشبكة اتصالات غير عادية، إلا أن اللافت ليس التواصل غير العادي بينهم لكن كم المبالغات التي تحاط بالمعلومات التي تنقل لهم، فهم يتبعون قاعدة الغاية تبرر الوسيلة، وهذه سياستهم وإن اضطروا لتغيب المعايير المهنية والإنسانية، وإذا أردت أن تنجح في تعاملك مع هذه المؤسسات فلا بد أن تنقل لهم ما يريدون لا ما يدور على أرض الواقع، وإن خالف الواقع والمعايير المهنية وهو ما يشوه عملها ويفقده المصداقية”. وأشار روحاني إلى “مشاركة ناشطين بحرينيين في مؤتمر حقوقي بإسبانيا ضم ناشطين من 130 دولة، تعرضوا خلالها لهجوم بسبب الصورة المغلوطة التي نقلت لهم عن دخول قوات درع الجزيرة للبحرين”، مبيناً “ أوضحنا الصورة لحقيقة لدور قوات درع الجزيرة ومبررات دخولها وما قامت به ووجدنا تجاوباً من بروفيسور كندي لفت نظرنا إلى أن المشكلة تكمن في أن الحضور يسمعون لجهة أخرى وأن زيارة الحقوقيين للبحرين ستكشف لهم حقيقة الأمر”، مشيراً إلى “صمت المنظمات عما يدور من انتهاك حقوق الإنسان في سوريا، والاهتمام المبالغ بالبحرين وببعض الشخصيات المعينة التي تثير حولها ضجة إن حاول أحد الاقتراب منها”. وبيّن روحاني أن “تقرير تقصي الحقائق لعب دوراً كبيراً في إيضاح حقيقية ما يجري في البحرين لكثير من المنظمات”. كما اعتبر أن “البحرين حققت إنجازاً كبيراً بالإبقاء على سباق الفورمولا واحد، إذ أثبتت أن الوضع في البحرين بخلاف ما تدعيه الجهات الأخرى”.وعن تطبيق الداخلية لعدد من المعايير الجديدة، قال روحاني إن “وزارة الداخلية اتبعت أعلى معايير حقوق الإنسان رغم محاولات تشويه صورة رجال الأمن المستمرة”، مضيفاً أن “استعانة وزارة الداخلية بخبراء من أكثر الدول تقدماً في مجال حقوق الإنسان والاستفادة من تجربتهم لها انعكاسات إيجابية على أداء رجال الأمن”. قنوات التأجيج والتضليل وفيما يتعلق بدور قنوات التأجيج والكذب والتضليل، قال روحاني إن “هناك قنوات تتعمد تضخيم ما يدور في البحرين، وكانت لي تجربة مع أحد الزائرين النيوزيلنديين الذي استغرب مما شاهده في وسائل الإعلام وبين ما يدور على أرض الواقع وأكد لي حجم التضليل والكذب الذي تنقله وتبثه تلك القنوات”، داعياً إلى أن “يتكاتف كافة أبناء الشعب لإنهاء الأزمة، إلا أنه أكد وجود من الطرف الآخر من يخشى التهديدات”. واعتبر أن “الحل في الدخول في حوار حقيقي يشمل الجميع وأن تطرح فيه مطالب واقعية”. وأوضح روحاني “طالبنا المنظمات بأن تدعو لإبعاد الأطفال عن العمل السياسي إلا أنها تجاهلت الأمر، فالمنظمات الحقوقية ترى ما يقوم به اتباعها من انتهاك حقوق الطفل بالزج بهم في أعمال التخريب، لكنها لا تلفت إليه؛ لأنها تريد أن تحقق مصالحها وإن سيست الأطفال”. وأكد “وجود محاولات لاستغلال الشباب وتحريكهم لتنفيذ أجندات وهو ما يعد مساساً واضحاً بحقوق الإنسان، داعياً أولياء الأمور لإبعاد أبنائهم عن أعمال العنف والتخريب”.واعتبر روحاني أن دخول الجمعيات المهنية في العمل السياسي حكم بالإعدام على الجمعيات لتغييب دورها الحقيقي وخروجها عن سياق عملها”، مشدداً على “ضرورة تأهيل جيل من الحقوقيين، وألا يتعدى الدور ورش تنظمها المؤسسات الحكومية”.