حوار يوسف علي:أكد مدير المكتبة الوطنية بمركز عيسى الثقافي الدكتور منصور سرحان تدشين مشروع معجم المؤلفين البحرينيين خلال الفترة المقبلة ضمن فعاليات مهرجان المنامة عاصمة الثقافة العربية.وأوضح د. منصور سرحان في حوار مع «الوطن» أن مشروع أرشيف الصحافة الوطنية يواجه بعض الصعوبات في جمع الأعداد القديمة من الصحف لعدم توفرها واحتفاظ الأسر التي تمتلكها لنفسها، مؤكداً عدم اختفاء أعداد للصحف القديمة لأنهم لا يمتلكون هذه الأعداد أساساً.وأشار سرحان إلى أنه تم إصدار 1750 عنوان كتاب منذ تولي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حتى 2009م مقارنة بأول القرن العشرين إلى نهايته؛ إذ تم إصدار 1502 عنوان كتاب، مبيّناً أنه يتم حالياً تأليف ما بين 85 إلى 100 كتاب سنوياً.وأكد أن الثقافة مزدهرة في عهد حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، وأن الكتّاب والمؤلفين يصدرون كتباً ذات مواضيع مختلفة ومتنوعة وخاصة في السياسة في ظل الانفتاح السياسي.وقال سرحان إن «المكتبة تحاول جاهدة لتقديم أفضل الخدمات لزوار ومرتادي المكتبة»، وأوضح أن الموروث الفكري للمرحوم إبراهيم حميدان مهم جداً للمكتبة وأثرى المكتبة بشكل كبير، مؤكداً ضرورة تعاون المواطنين مع المكتبة لإنجاح المشاريع المقبلة.وفيما يلي نص الحوار مع الدكتور منصور سرحان.^ أين وصلتم في مشروع أرشيف الصحافة الوطنية؟ وهل هناك أي صعوبات تذكر في تنفيذ هذا المشروع؟- في الواقع إن مشروع أرشيف الصحافة الوطنية ليس مشروعاً جديداً، إذ شرعت في محاولة إنجازه منذ أكثر من عشرين عاماً عندما كنت مديراً للمكتبات العامة ولا زلنا نحاول إنجازه. ولله الحمد أن معظم الأعداد قد جمعت إلا الأعداد القديمة والسبب في ذلك يرجع إلى حب الأسر التي تمتلكها الاحتفاظ بها في مكتباتها الشخصية. إن السنوات التي كان فيها ازدهار الصحف بين سنة 1950 إلى سنة 1954م والصحف التي كانت تصدر في تلك السنوات كصحيفة «صدى البحرين» و»القافلة» و»الميزان» و»الخميلة» لم نستطع الحصول إلا على عدد واحد لصحيفة «الميزان» وآخر لـ»الخميلة» الموجودين في بيت عبدالله الزايد وقد قمت أنا والأستاذين علي السيار وخالد البسام بطبع نسخة مطابقة للأصلية ووضعها في المكتبة ولكن للأسف إننا لا نمتلك أعداداً أخرى منهما، المشروع لم ينضج حقيقة إلا عندما قام عبدالرحمن الغتم وكان وزيراً للداخلية في ذلك الوقت، بمقابلتي واطلاعي على امتلاكه لأعداد كبيرة من مجلدات وجرائد كأخبار الخليج والأيام والمواقف وصدى الأسبوع، وبالفعل وصلتني كل الأعداد في 3 شاحنات كبيرة مملوءة بهذا الموروث الفكري القيم. إن هذا المشروع بتوجيه من رئيس مجلس أمناء مركز عيسى الثقافي سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة وتأكيده على ضرورة إنجاح هذا المشروع، يحتاج أيضاً إلى دعم المواطنين لإنجاحه، ليتوفر للصحافيين والباحثين والمطلعين كل الأعداد وإمكانية الاطلاع عليها والاستفادة منها.^ هل صحيح أنه قبل فتره اختفت أعداد لصحيفة «الميزان» و»الخميلة» من المكتبة؟- لقد استغربت بالفعل سماع مثل هذا الكلام خاصة كما قلت لك مسبقاً إننا لا نمتلك أعداداً لهذه الصحف فكيف في الأساس سوف تضيع منا. كل الذي نمتلكه هو عدد واحد للصحيفتين لا أكثر.^ توجه بعض الانتقادات إلى المركز حيث انه يمنع على أي احد أن يستعير الكتب من المركز. فما هي السياسة المتبعة بخصوص هذا الموضوع؟- عندما افتتحنا المكتبة الوطنية، كنا نستخدم نظام اسمه «أفق» في الفهرسة لكننا غيرنا النظام إلى آخر اسمه «السيمفوني» ولذلك فقد احتجنا إلى إجراء عملية جرد كاملة للكتب الموجودة، ولله الحمد فقد انتهينا من هذه العملية وسوف يتم إصدار استمارة جديد للاستعارة. ونحن لم نمنع أي أحد من استعارة الكتب في قسم الكتب العامة وهي متوفرة للجميع. أما بالنسبة للمراجع والدوريات فلا يمكن لأحد استعارتها.^ ما هي البدائل التي توفرها المكتبة لمثل هذه الكتب التي لا يمكن استعارتها؟- المكتبة تتيح لكل من يريد الاستفادة والانتفاع منها بتصوير نسخ لهذه المراجع والدوريات وبأسعار رمزية، وهذه الخدمة تتاح للكتب التي لا يمكن استعارتها من المراجع والدوريات.^ هناك الكثير من زوار ومرتادي المركز ممن يشتكون من سوء معاملة الموظفين وعدم توفير أجواء مريحة لهم؟ هل وصلتكم أيا من هذه الشكاوى؟- لقد حصل منذ فترة أن أحد المواطنين اشتكى من سوء معاملة الموظفات في المكتبة وقد أوصل شكواه إلى جميع الصحف وكنا قد أرسلنا الخطاب نفسه والرد إلى كل جريدة تنشر شكوى هذا المواطن. أنا أؤكد أن بابي مفتوح دائماً لأي شكوى أو ملاحظات حول تنظيم عمل المكتبة أو حتى شكوى على الموظفات والعاملين فيها، وفي نفس الوقت أنا واثق تماماً في الموظفات وإخلاصهن في عملهن وتفانيهن في خدمة الزوار ومرتادي المكتبة وحرصهن على تقديم أفضل وأرقى مستويات الخدمة للزوار.^ لقد قرأنا مؤخراً عن استلام المكتبة لمحتويات المكتبة الخاصة للمرحوم إبراهيم حميدان. ما هي أهمية هذه الكتب بالنسبة إلى المكتبة؟- المرحوم إبراهيم حميدان هو رجل للتاريخ، فقد كان رحمه الله عليه من الرجال المخلصين والمجتهدين في عملهم، فقد عمل محامياً ثم مدعياً عاماً وعيّن رئيساً لمجلس الشورى، كل هذه الإنجازات وعلى مدى سنوات حياته كوّن مكتبة قانونية تعبّر عن تجاربه وأفكاره. وقد اتصلت زوجة الفقيد بالمكتبة وتبرعت بهذه الكتب لصالح المكتبة حتى تشارك المواطنين ثروة الفقيد الفكرية ويتم الاستفادة من هذه الكتب، وهذه الكتب تعتبر إرث الفقيد الفكري.^ هل سيتم تخصيص ركن معين لكتب المرحوم إبراهيم حميدان؟- لقد جاء توجيه سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة إلى إبراز هذه الكتب في قاعة المجموعات الخاصة وتخصيص أفضل ركن لها ويبلغ عدد هذه الكتب حوالي 800 كتاباً.^ بما أنك عاصرت أجيال من المفكرين والمثقفين وقد تم تكريمك كواحد من رواد المكتبات في البحرين. فما هو رأيك في الحراك الثقافي في الفترة الأخيرة في البحرين؟- منذ تولي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى ازدهرت الثقافة بشكل عام في المملكة وقد تم إصدار 1750 عنوان كتاب حتى 2009م مقارنة بأول القرن العشرين إلى نهايته إذ تم إصدار 1502 عنوان كتاب، عندما تنظر إلى هذين الرقمين فإنك سترى الفرق الشاسع في الحراك الفكري في عهد الملك ويتم حالياً تأليف ما بين 85 إلى 100 كتاب سنوياً. ومما نرى أن المواضيع التي تطرح تتماشى مع العصر وخصوصاً في الجانب السياسي في عهد ميثاق العمل الوطني بالتنوع الكبير في الكتابة ليشمل الطب والهندسة وغيرها من المجالات.^ ما هو رأيك في الفعاليات الثقافية التي تحتضنها البحرين بشكل عام وخصوصا بعد حادثة وزيرة الثقافة الشيخة مي آل خليفة مع النواب؟- عندما نتعاطى مع الثقافة بشكل عام فإننا سنرى أنها تشمل الكتب والفن والموسيقى الراقية والرقص الإبداعي، وهي فنون وثقافات حديثة جداً. لذلك قامت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بتعريف الشعب البحريني على هذه الثقافات المتنوعة، واستضافت معارض الكتب والتي لاقت نجاحاً منقطع النظير إلى جانب هذه المعارض أقيمت العديد من الورش والمحاضرات الثقافية، وتم إحياء الفنون كمعارض فنية غنية بالفكر الثقافي وكلها مكملات للبانوراما. في اعتقادي أن الشيخة مي آل خليفة أثرت المجتمع البحريني بمنظور ثقافي متنوع وجديد، وللشيخة مي مؤلفات أثرت بها الثقافة بشكل عام والفكر البحريني بشكل خاص، وهي التي أثبتت في كتاب لها أن المدرسة الإرسالية أنشئت سنة 1899م، لكن وكما قال أبو حامد الغزالي «من لم يحركه الربيع وأزهاره، والعود وأوتاره، فهو فاسد المزاج ليس له علاج».^ هل هناك أي فعاليات أو مشاريع قادمة في أجندة المكتبة؟- سوف يقوم مركز عيسى الثقافي بتدشين مشروع «معجم المؤلفين البحرينيين» في الفترة المقبلة، ويتزامن إطلاق هذا المشروع مع اختيار المنامة كعاصمة للثقافة، ويهدف المشروع إلى توثيق كل المؤلفين البحرينيين وسير حياتهم وذكر جميع مؤلفاتهم. وأنا أوجه دعوة إلى جميع المؤلفين والكتّاب إلى إرسال سيرهم الذاتية ومؤلفاتهم وأن يتعاونوا معنا بهذا الصدد لما فيه من مصلحة للمملكة، وأنا شخصياً عملت على جمع معلومات عن المؤلفين والكتّاب الراحلين وتوثيق سيرهم الذاتية، حيث أن هذا المشروع سيكون نقلة نوعية في المؤلفات البحرينية وانتعاش للفكر الثقافي للمملكة.