عواصم - وكالات: قتل ما لا يقل عن 22 شخصاً في سوريا أمس، بينهم اثنان نتيجة إطلاق القوات النظامية السورية النار على مشاركين في تظاهرات جمعة "الاستعداد التام للنفير العام” التي شارك فيها الآلاف في مناطق مختلفة، بحسب مراقبين وناشطين.وسقط المتظاهران إثر إطلاق رصاص من القوات النظامية لتفريق تظاهرة في حي صلاح الدين في مدينة حلب (شمال)، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. كما أصيب عدد من المواطنين بجروح في إطلاق نار من القوات النظامية على تظاهرة في مدينة الباب في ريف حلب.وأعلنت لجان التنسيق المحلية أن قوات النظام حاولت تفريق التظاهرات بإطلاق النار في دمشق وريفها ودير الزور (شرق)، حيث سقط جرحى أيضاً. كذلك تعرضت معظم تظاهرات مدينة حماة لإطلاق نار، بحسب أبوغازي الحموي من المكتب الإعلامي للمدينة.وأفاد المرصد عن خروج آلاف المتظاهرين في أحياء عدة من مدينة حماه (وسط)، وبلدات عدة من المحافظة احتجت على الموقف الروسي الداعم للنظام السوري.وسجلت تظاهرات عدة في مدن وبلدات في ريف دمشق ومدينة دير الزور ومحافظتها ومحافظة درعا (جنوب)، ومحافظة إدلب (شمال غرب) حيث بدا متظاهرون في معرة النعمان في أحد أشرطة الفيديو وهم يرفعون لافتة كتب عليها "بكاؤنا على السلاح أشد من بكائنا على أطفالنا”.ودعت المعارضة السورية إلى التظاهر من أجل أن يعد السوريون "العدة مادياً ومعنوياً”، و«أن يتأهبوا لخوض أحلك معارك التحرر من العبودية وآخرها”، أي "أن نجهز ونحشد كل ما يمكننا جمعه من أموال وسلاح ورجال وحناجر ولافتات وخطط واستراتيجيات”.وفي مسلسل أعمال العنف، قتل تسعة أشخاص في محافظة درعا أحدهم برصاص القوات النظامية في بلدة نامر بريف درعا وثمانية إثر انفجار قذيفة أمام مسجد خالد بن الوليد بمدينة بصرى الشام. وقتل ثلاثة مواطنين بينهم طفلة جراء القصف على بلدة الغجر بريف حمص. كما قتل مواطن في عندان في محافظة حلب في إطلاق نار.وفي محافظة ريف دمشق، قتل مواطنان أحدهما برصاصة في الرأس في حي العجمي بحرستا، بالإضافة إلى مقتل مدني من حي الصالحية بدمشق برصاص القوات النظامية، بحسب المرصد. وفي محافظة إدلب قتل مواطنان أحدهما من قرية معشمارين جراء سقوط قذيفة هاون على منزله، وآخر إثر استهداف سيارته قرب بلدة كفرومة.ودعا المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أمس المراقبين الدوليين إلى الرحيل عن سوريا إذا لم يستطيعوا تطبيق خطة المبعوث الدولي كوفي أنان لحل الأزمة السورية. وعلى صعيد متصل، أكد رئيس بعثة المراقبين الدوليين روبرت مود أمس أن أعمال العنف تحد من عمل البعثة المكلفة بالتثبت من وقف إطلاق النار. وأشار إلى تصاعد وتيرة العنف خلال الأيام العشرة الأخيرة "بإرادة الطرفين ما تسبب في خسائر لدى الجانبين ومخاطر كبيرة على المراقبين”.كما عثر على تسع جثث مساء الخميس لأشخاص "بعضهم قتل ذبحاً” في بلدة حمورية في ريف دمشق، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأكد ناشطون أن "المجزرة” ارتكبتها قوات النظام السورية "على أساس طائفي”، بينما لم يجزم المرصد بالجهة المنفذة.ومن جهتها، اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش” في تقرير نشر أمس القوات النظامية السورية بممارسة "العنف الجنسي” بما فيه الاغتصاب، في حق المعتقلين من الرجال والنساء والأطفال الذين اعتقلتهم على خلفية الاحتجاجات.سياسياً، عقد ممثلون عن المعارضة السورية أمس اجتماعاً في إسطنبول يتواصل حتى اليوم بهدف العمل على "توحيد” رؤية المعارضة لمستقبل سوريا، التي تقول الأمم المتحدة إنها تشهد حرباً أهلية. وقال الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري برهان غليون لوكالة فرانس برس، قبيل بدء الاجتماع "سنعمل على توحيد رؤيتنا”.وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين سيتناقشان في "خلافاتهما” حول الموقف من سوريا على هامش أعمال قمة العشرين في المكسيك بعد غد الاثنين. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند "هناك خلافات لاتزال قائمة بشأن سوريا، وستكون مناسبة جيدة للرئيسين للالتقاء والنقاش”.وعلى صعيد متصل، أعلنت مصادر أميركية متطابقة أن الولايات المتحدة تقدم "للمعارضة السلمية” في سوريا وسائل اتصال خصوصا وسائل تستعمل لجدولة "الفظاعات” التي ترتكب في البلاد. وقالت نولاند إن هذه المساعدة الى معارضي نظام الأسد تندرج في إطار الجهود التي تبذلها واشنطن للمساهمة في الحرية على الانترنت في العالم.كما اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس ان فرنسا تعتزم تزويد المعارضة السورية بوسائل اتصال يمكن أن تساعدهم في التفوق على قوات النظام السورية. وصرح فابيوس لإذاعة "فرانس انتر” أنه وعلاوة على المبادرات الدبلوماسية فإن الحل الآخر للنزاع يمكن أن يكون من خلال "انتصار صريح وواضح للمعارضة”. من جهتها، نفت روسيا أمس مشاركتها في أي محادثات مع الغرب حول تغييرات سياسية تتضمن رحيل الأسد. وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف "قرأت أن المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية قالت إن بلادها وروسيا تبحثان في تغييرات سياسية بعد رحيل الأسد”. وأضاف "إذا قيل ذلك حقاً، فإنه غير صحيح. لم تعقد مثل هذه المحادثات ولا يمكن أن تعقد، هذا يتناقض تماماً مع موقفنا”.
السوريون يتظاهرون في «جمعة النفير العام» و22 قتيلاً بأسلحة الأسد
16 يونيو 2012