وصف الشيخ محسن آل عصفور المعارضة التأزيمية في البحرين بأنها "فئات من أشباه البشر ممن يكفر بكل ذرة من تراب هذا الوطن ويعيث في الأرض الفساد من عصابات الترهيب والتخريب المنتشرة هنا وهناك تحت مسمى معارضة سياسية طائشة”.وقال في كلمة ألقاها بمناسبة ليلة الإسراء والمعراج في جامع الفاتح أمس إن هذه المعارضة "تقودها قيادات معتوهة مفلسة باطلة زائفة لا تفقه شيئاً من أبجديات القيم والدين قد عشش الشيطان في أدمغتهم، وسلك بهم مسالك البغي والفساد والكفر والعناد والتنكر لكل ما هم فيه من نعمة وبحبوحة العيش الكريم لا تعرف غير لغة التخريب والترهيب والتأجيج والعجيج والضجيج تؤجج نار الفتنة وتدفع بالمغرر بهم من المهوسين والمغرمين بالظهور الإعلامي في قنوات الفتنة في نار فتنها وأتون جحيمها وجهنمها تلك القنوات التي تستعرض جرائمهم يومياً بالتمجيد والإشادة وتحثهم على ارتكاب المزيد منها والتمادي في غيّهم في مشهد مزر مخز يتنافى مع أبسط قيم المهنة الإعلامية، ناهيك عما يزعمونه من الانتماء الديني والهوية الإسلامية”. وعبر العصفور عن أسفه لسماعه "شنشناتٍ تدعو إلى توسيع الشرخ بين مكونات الشعب للاستمرار في إشعال فتيل الفتنة بين الحين والآخر، وقال: "هناك من يستغل أجواءَ التأزيم ومظاهرَ التوتر بين بعض الفئات لتعميمها على طائفة بأكملها للإضرار بها لمصالح آنية ومقاصد فئوية شخصية للقفز عليها”.وأكد أن الشعب صوّت بكل فئاته "بنسبة 98.4 بالمائة على ميثاق العمل الوطني. وأما المعارضة التأزيمية فنجد بحسب الإحصائيات الرسمية أن أقصى ما استطاعت حشده ممن غررت به بمن فيهم كبار السن والعجزة هو 26 بالمائة من مجموع من يحق لهم التصويت لشعب البحرين في أول مشاركة في انتخابات برلمانية أي أن هناك غالبية تفوق هذا العدد من أبناء الطائفة الشيعية هي بمنأى عن دائرة نفوذها”.وتساءل: كيف يتهم هؤلاء الذين سجلوا موقفهم المشرف في تأييد ميثاق العمل الوطني المرحلة التاريخية الفاصلة وما بعده لعهد الإصلاح الذي نعيش فيه بخانات من يعمل على هدم الوطن وضرب كل مقدرات الحياة للشعب؟وقال العصفور: "إني في الوقت الذي أكذب فيه تلك التهويلات الشيطانية أؤكد وأكرر أن الثقة بين أبناء الطائفتين الكريمتين مازالت قائمةً وراسخةً رسوخَ الجبال، وأن الغالبية من الشيعة في خندق واحد مع إخوانهم السنة لا غنى لأحد عن الآخر في كل مواقع الحياة، وأن ما ننعم به من انسجام وتجانس وتلاحم هو الذي فوت الفرصة على المتآمرين حتى الآن وحمى الوطن من شرّ مكائدهم وكيدهم ومؤامراتهم ولا يحتاجون إلى إثبات على ذلك، فالواقع أكبر شاهد ودليل”.قوى التأزيم والسلمية الزائفة ودعا العصفور المنظمات الدولية ووسائل الإعلام المختلفة إلى زيارة البحرين ليلمسوا الحقائق بأنفسهم، وقال: "ما يتعلق بالسلمية الوهمية الخيالية التي نسجتها قوى المعارضة التأزيمية عبر فبركاتها وتزعم أنها أبهرت العالم وضحكت بها على ذقون المنظمات الدولية ووسائل الإعلام المختلفة فإنا ندعو جميع من ينتسب إلى تلك المنظمات ليأتوا إلى مملكتنا المتآمر عليها وينظروا إلى وجه تلك المعارضة الكاذبة عن قرب وكثب ويقفوا على حقيقتها وواقعيتها وما تقوم به من ممارسات جاهلية وغوغائية وبربرية ووحشية في مختلف المناطق في مسيراتهم الليلية التي هي أشبه شيء بحرب العصابات وسيندهشون مما سيرون بأم أعينهم”.وأضاف”إن قوى التأزيم المعارضة التي لا تؤمن بالوطن ولا بالشعب أصلاً دأبت على التفنن في اختلاق الأزمات تلو الأزمات على امتداد أربعة عقود واختلاق أجواء التوتر وتسببت في زج الكثير من المغرر بهم في السجون أو التسبب بالفتك ببعضهم والتطبيل بدمائهم في مؤامرة مفضوحة، وبرعت في حبك المصائد الخبرية واستغلت شبكات التواصل الاجتماعي أخيراً أسوأ استغلال وبأقذر الطرق والأساليب لمحاربة كل من لا يتفق معها في خططها الرامية إلى تدمير البلاد والإضرار بكل من فيه من العباد من خلال بث أكاذيبها وفبركاتها واختلاق الظلامات والتسبب بالمزيد من الضحايا ونشرها في وسائل الإعلام الإقليمية والدولية والتي أصبحت تعتمد عليها في استقاء معلوماتها المكذوبة والترويج لأهدافهم المشؤومة واستدرار عطف أبناء الشعوب وتضامنهم واستدراج بعض القادة السياسيين والدينيين والحقوقيين في مختلف الدول حتى جعلت من بعضهم أبواقاً لخططها ومكائدها وتأييد نهجها السياسي التدميري والدفع بالمزيد من العوام المغرر بهم لمساندتها في ظاهرة جنونية هزلية غريبة”.وروى العصفور: اتفق قبل فترة أن مررت بقريتي بوري وعالي وهما نموذج من الكثير من المناطق الأخرى المنكوبة بأيدي عصابات التأزيم المعارضة وهالني ما وجدت فيهما من آثار التخريب في الشوارع والأرصفة وجدران المنازل وأعمدة الإنارة والكهرباء وإشارات المرور وحاويات القمامة وغيرها. وسبق أن شاهدت ذات مرة كيف يلقون بقنابل المولوتوف على السيارات التي تعبر في الطرق السريعة أو ربط أعمدة الإنارة بسلاسل الحديد على طرفيها أو سكب الزيت فيها للتسبب في قتل المواطنين الأبرياء”.وقال: "لم أتصور أنه يوجد بشر يبلغ هذا الحد من الإجرام والانسلاخ من كل القيم والمبادئ ويعيث بما حوله من أموال خاصة وعامة بهذا الصورة الوحشية حتى واجهات المساجد شوهت بالكامل”.وطلب الشيخ العصفور من جميع المواطنين أن يترددوا إلى تلك القرى ليكونوا "شاهد تاريخ على النكسة التي ابتلي بها الوطن على يد أولئك بما لم نسمع عنه في أي دولة في العالم، وأتصور أنه سيذهل كل من يرى مظاهر التخريب والتعدي تلك من فظاعتها وفظاظة مرتكبيها”.وأضاف: إذا كانت أعمال التخريب والعنف التي يرتكبونها مفخرة وإنجازات تسطر في سجل الوطنيين الشرفاء بالمعايير المعكوسة المنكوسة الجديدة ومحل إشادة فاقترح عليهم أن يذهبوا بها إلى الدول التي تشيد وتبارك لهم اقترافها ويمارسوها بين أيديهم ليهنؤوا بها وينعموا بويلاتها ويكتووا بنارها”.وأعرب العصفور عن شكره لوزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد الذي "قبل بمناشدتي له لمنع قوات حفظ النظام من الامتناع عن استخدام سلاح الشوزن ضد فلول الإرهابيين وقطاع الطرق وعصابات التخريب والترهيب والتعدي حتى على دوريات الأمن ورجال الشرطة لعدة أشهر والالتزام بأقصى درجات ضبط النفس في التعامل معهم على الرغم مما ترتب على ذلك من ضحايا في صفوف الشرطة وخسائر جسيمة لدورياتهم والذي كان الغرض منه هو إفساح المجال لعقلاء القوم للإمساك بزمام المبادرة لكبح جماح أولئك وإصلاح الوضع والتهدئة والتي للأسف لم تكلل بالنجاح كما كنا نأمل له بسبب تمادي رؤوس الفتنة في غيّهم وإصرارهم على الاستمرار في نهج التأزيم والتخريب بلا مبرر ولا مسوغ شرعي أو وطني”. الدعوة لحوار وطني شاملوتطرق الشيخ العصفور إلى الحوار الوطني الشامل، فقال "أما ما يتعلق بدعوة بعض الرموز الوطنية لعقد حوار وطني شامل فإنا نقول لقوى التأزيم التي نحن على ثقة بأنها لن تدخل فيه أو تخرج منه بشكل مشرف لأنه ليس في أجندتها ولا يخدم أهدافها وخططها التدميرية من قريب أو بعيد.. نقول لها إن هذا الحوار لو تحقق فإنه سيكون في حقيقته دعوة من عقلاء الوطن لجميع الفرقاء من أجل إرجاع من حاد وضل الطريق للعودة إلى أحضان الوطن وليس لتقديم التنازلات لهم على طبق من ذهب”.وأضاف أن هذا الحوار "سيكون من أبرز دعواته دعوة قادة تلك الفئات المنفلتة من عصابات التخريب والترهيب الإرهابية التابعة لقوى التأزيم للعودة إلى منطق الدين والعقل والاحتكام إلى مصالح الوطن العليا إن بقي لهم عقل ودين يطوعهم لمثل تلك الدعوات الوطنية، ودعوة الجمعيات التأزيمية المعادية للوطن والشعب والمصابة بالعمى السياسي لإعادة إبصار النور وتغليب مصلحة الوطن وحراسة المنجزات والمكتسبات بدل انتهاج التدمير والتخريب واللهث وراء وعود القوى الخفية الأجنبية التي تملي عليهم أجنداتها الخاصة”. ووصف الشيخ العصفور الحوار الوطني الشامل بأنه سيكون بمنزلة "الدعوة لقادة الفتنة لإعلان توبتهم واعتذارهم مما اقترفوه وتسببوا فيه من جرائم بحق الوطن والشعب والتحلي بالاتزان وضرورة الالتزام بأبسط المبادئ السياسية الشريفة البناءة إن كانوا يمتلكون ذرة فهم ووعي وإنسانية وانتماء لدين”.وقال”لن يكلل مثل هذا الحوار بالنجاح من دون توجيه رسالة إلى بعض القيادات الدينية السياسية الإقليمية إلى التوقف فوراً عن الزج بأنفسهم في دعم قوى التأزيم والكف عن مشاركتهم جرائرهم، وما يرتكبونه من جرائم بحق الشعب وأبناء الشيعة بالدرجة الأولى من ترهيب وتخريب وتدمير ليلي لمناطقهم وغيرها من أنحاء الوطن وعدم الانسياق واللهث وراء تلبيساتهم وفبركاتهم وتدليساتهم الإعلامية التي انطلت عليهم وللأسف خلال ما يزيد على السنة وسيطرت على مخيلتهم بسذاجة وحسن نية فأخذوا يساندونهم بلا علم بحقيقة أمرهم وما هم عليه من شطط وزيف وبعد عن الدين وقيم الإنسانية والوطنية، ومطالبتهم بضرورة إدانتهم العلنية لكل أشكال وصور العنف من أي جهة كانت والالتزام بمبادئ الدين الحنيف والشرع المنيف في وجوب رعاية الحدود والحرمات والكرامات لاسيما في الأشهر الحرم والتي يعد شهر رجب أعظمها والذي كان يفترض أن يكون شهر أمن وأمان وسلام ورخاء ودعة، إلا أن الإرهابيين ما فتئوا يواصلون نهجهم الإجرامي بحق الوطن والشعب ليس لهم دين ولا أشهر حرماً تردعهم وتكفهم عن مواصلة بغيهم وفسادهم”.ودعا الشيخ العصفور وسائل الإعلام في دول الجوار الغربية والشمالية إلى "الكف عن الفبركات اليومية لأحداث مفتعلة وعدم تهويلها والكف عن التدليس والتلبيس والدجل الإعلامي الذي يشجع على الزج بالمزيد من المغرر بهم في أعمال تخريب وعنف محرمة ومجرمة بشكل متواصل يومي تحت شعارات ثورية غوغائية”.وقال: "على الجميع أن يعلموا أن المشهد المؤلم والمؤسف الذي وقع في شهري فبراير ومارس من سنة 2011 م قد طوي إلى الأبد إن شاء الله تعالى، وأن هناك عزماً أكيداً من الحكومة والشعب على عدم تكراره مستقبلاً وأن خطوات عملية وفعلية بدأت قبل أشهر وكل الشرفاء في الوطن يعملون جاهدين لترميم وإصلاح تداعياته بالكامل والانتقال إلى وضع أحسن وغد أفضل يرضي الجميع جنباً إلى جنب لتبحر سفينة الوطن بسلام آمنين في خير ورخاء وقد تحقق الكثير من ذلك ولم يعد هناك أي مبرر لاجترار أمور عفا عليها الدهر وطواها الزمن”.