أكدت جمعية ميثاق العمل الوطني رفضها تدخلات الولايات المتحدة الأمريكية في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، مشددة على أن تدخلاتها تمس السيادة الوطنية وأدوارها مشبوهة. وقال رئيس المكتب السياسي بالجمعية أحمد جمعة، في تصريح له أمس، "تابع المكتب السياسي مؤخراً تحركات وتدخلات وفود ومبعوثي الولايات المتحدة التي أصبحت تمثل تدخلات فجة بامتياز من خلال ازدواجية الدور الذي تقوم به، حيث تفرض نفسها دولة كبرى من جهة ومن جهة أخرى دولة منحازة بكل وضوح لا يقبل الشك مما يدفع إلى المواجهة بين شعب البحرين وبين سياسة الولايات المتحدة”. وأضاف "نعلن أن موقفنا من هذه التدخلات هو الرفض التام باعتبارها تمس السيادة الوطنية، وأن لا علاقة لها مثلما تدعي بحقوق الإنسان والتوسط للحوار والبحث في قضايا التجاوزات التي تدعي أنها ارتكبت بشأن الأفراد، وهذا السلوك يتنافى مع سيادة أي دولة في العالم، فلو كان لموقفها درجة من المصداقية والوفاء لدورها المجرد من الالتباس المزدوج لقامت بالعمل على إبراز الحقيقة وليس طمسها كما هو واضحا في كل مواقف مبعوثيها حول البحرين، حيث يذهب مبعوثيها لكافة المناطق ويلتقون بكافة الأفراد ويزورن الجمعيات السياسية المسماة بالمعارضة ولا يتوانون عن لقاء حتى الخارجين عن القانون والمطلوبين للعدالة ويصدرون بيانات الشجب والإدانة اعتماداً على شهادات هؤلاء من دون أن يكلفوا أنفسهم الاستماع إلى شهادات الأطراف الأخرى والمتضررين من أعمال الشغب والتخريب”. وأشار إلى أنه "لا يحق لهم القيام بهذه التحركات على أرض غير أرضهم وضمن نطاق دولة لها سيادة ولها قوانين ولها حدود لا يتوجب اختراقها بشكل فاضح وتحت ضوء الشمس ويسعى هؤلاء المتدخلون في الشأن البحريني إلى فرض سياسة دولهم علينا وكأننا في منتصف القرن الماضي تحت وصاية الاستعمار. وللأسف الشديد إننا لم نر من النظام السياسي عندنا ما يوضح بأن للبحرين سيادة تفرض تقييد كل مسؤول غربي يأتي ويعقد ما يشاء من اللقاءات العلنية والسرية من دون احترام للسيادة الوطنية، ومن هذا المنطلق نسأل الدولة أين ذهبت السيادة والاستقلال”. وأكد جمعة استغراب واستنكار المكتب السياسي بجمعية ميثاق العمل الوطني الدور المشبوه، والغريب الذي تلعبه وفود الولايات المتحدة من أمثال مايكل بوزنر وغيره، ونتطلع إلى توضيح حول القبول والرضوخ لهذه السياسة الفجة التي لا ينفي عنها الشبهات بدفاع يزعم مثل كل مرة بأنه حيادي وأن هذه طريقتها في العمل وأنها تتوخى صداقة البحرين، إنما نتطلع إلى تبرير الطرق والأساليب الملتوية التي رافقت تدخل الولايات المتحدة في كل مرة منذ فترة طويلة وتحديداً فيما يتعلق بموقفها المسبق والمبيت تجاه البحرين وشعبها. وأضاف "لا نملك عداء ولا موقفاً من الولايات المتحدة كما تفعل بعض القوى التي تحولت مؤخراً إلى صداقة الولايات المتحدة، ولكننا أمام الممارسة الشاذة لهذه التدخلات ودورها السري الذي تؤديه بريبة، نؤكد دعمنا واعتزازنا بشعبنا الوفي الذي ننتظر منه كلمة الفصل في هذا السلوك الاستعماري المخزي”.ودعا أحمد جمعة المخلصين الأوفياء للوطن باليقظة والانتباه للأدوار المشبوهة التي تستهدفنا.