كتبت - هدى عبدالحميد:أكد وزير التربية والتعليم د.ماجد النعيمي أنه كلما أعددنا المعلم المناسب المتمهن المتقن لأدواته المهنية، المؤمن برسالته التربوية، كانت مخرجات التعليم متميزة ومتمكنة، وجاءت مبادرة إنشاء كلية المعلمين كخطوة على هذا الطريق بما تتولاه من مهمة تخريج معلمين مؤهلين تأهيلاً احترافياً، وتدريب للممارسين التربويين في الميدان، من معلمين ومن قادة مدارس، واستجابة لحاجة التطوير ومواكبة لما تنفذه الوزارة حالياً من برامج نوعية، وفي مقدمتها برنامج تحسين أداء المدارس، وإعادة هندسة الأدوار في المؤسسات التعليمية، بما يغلب الاهتمام بالجانب الأكاديمي على الجانبين الإداري والخدمي، وتفريغ القيادات المدرسية لتتولى متابعة عمليات التطوير والتحسين والتجديد، فجعلنا من رؤساء المدارس والرؤساء الأوائل آلية جديدة، أكثر إحكاماً في تقديم الدعم والمساندة والمتابعة للمدارس.وقال د.ماجد النعيمي، في تصريح لـ»الوطن» على هامش حفل تخريج الفوج الأول لطلبة كلية المعلمين، نشعر بالفخر والفرحة الشديد بتخريج الفوج الأول لطلبة كلية المعلمين، وأبارك للطلبة الخريجين والذين أصبحت لديهم اليوم أعباءِ رسالةٍ التربية والتعليم، لأنهم بناة ثقافة وأخلاق وتسامح وتآخٍ، ومسؤولية وإبداع.وأضاف «أطالبهم بالحرص على أنْ يتبنوا هذه المعاني العظيمةَ في عقول ونفوس طلبتِهم، مُجسدين بذلك القُدوةَ الحسنةَ والمثلَ الرَّشيد، وأناشدهم أن يبنوا ركائزَ العلمِ للمعرفةِ والعملِ والحياةِ والعيشِ المشتركِ. وأن يكون تعليمَكُم فعّالاً مبدعاً متفائلاً، وعلِّموا طلبتكم كيفَ يتعلمون التفكير وحل المشكلات ومهاراتِ التواصلِ والتفاهمِ والحوار. وركِّزوا على تربيةِ قلوبِهِم وأخلاقِهِم ووجدانِهِم وشعورِهِم الوطنيِّ والقوميِّ، ورسِّخوا لديهم القيمَ الإنسانيةَ النبيلةَ المشتركة، من محبة وتسامح وتضامن، واجْعلوا مدارسَنا مُزْدهرةً، فكما قالَ أحد المشاهير: «عندما تزدهرُ المدارسُ ينمو كل شيء».وأكد د.ماجد النعيمي أنه في إطار توجيهات القيادة الحكيمة بضرورة دعم المعلم، وضمن قناعة الوزارة الأكيدة أنه لا تطوير للتعليم دون الركيزة الأساسية وهو المعلم وإيماناً بالدور الفاعل الذي يضطلع به المعلم باعتبار أنه عصب العملية التعليمية وعمود نجاحها وأكثرها فاعلية في تربية النشء، والحرص على إعداد وتحسين أوضاع المعلمين المهنية والاجتماعية والاقتصادية من حيث رفع الكفاءة المستمرة لهم مهنياً ومالياً وتطوير آليات مشاركتهم الفعّالة ضمن خطط وبرامج التطوير بما يتلاءم مع متطلبات النهضة الحديثة، جاءت مبادرات المشروع الوطني لتطوير التعليم والتدريب تركز على نوعية المعلمين وتراهن على كفاءة ومهنية المعلم لتحقيق الأهداف المنشودة من وراء التطوير، بما في ذلك تبني أساليب جديدة تكفل المحافظة على جودة التعليم وتسهم في إحداث نقلة نوعية في التعليم، فكان افتتاح كلية البحرين للمعلمين في العام 2008/2009 والتي نشهد اليوم تخرج أول فوج من طلباتها.تعيين الخريجين مباشرةوقال وكيل وزارة التربية والتعليم للموارد والخدمات رئيس مجلس إدارة كلية البحرين للمعلمين الشيخ هشام بن عبدالعزيز آل خليفة إن خريجي كلية المعلمين سيتم تعيينهم كمعلمين في الوزارة بعد التخرج مباشرة.وأوضح أن الكلية أنشئت ضمن مبادرات المشروع الوطني لتطوير التعليم والتدريب، وتستهدف استقطاب وجذب الطلبة المتفوقين من خريجي المرحلة الثانوية، ممن لديهم ميول وتوجهات إيجابية نحو مهنة التدريس، ليكونوا معلمي المستقبل بعد أن يتم تعليمهم وتدريبهم وتمهينهم وفقاً لأعلى الممارسات التربوية في هذا المجال.وأشار إلى أن هذه الكلية توفر العديد من الامتيازات الأكاديمية والتدريبية إضافة إلى منح الطلبة المسجلين فيها مخصصات مالية تصاعدية منذ العام الدراسي الأول بنسبة 50% من راتب المدرس المستجد وتتدرج سنوياً بزيادة 10% وحتى التخرج، إضافة إلى ضمان التوظيف بمدارس وزارة التربية والتعليم بعد التخرج على الدرجة الرابعة التعليمية.وحول المقاعد الدراسية التي يتنافس عليها المتقدمون للالتحاق بالجامعة هذا العام أشار إلى أن النسبة الاستيعابية للجامعة هي 150 طالباً منهم 100 مقعد دراسي لطلبة السنة التمهيدية و50 مقعداً لطلبة السنة الأولى. إثراء سلك التعليم بالخبرات الأكاديميةومن جانبه، أكد رئيس جامعة البحرين د.إبراهيم جناحي أن رعاية سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة لحفل تخرج كلية البحرين للمعلمين خير داعم لمخرجاتها، إذ نالت الكلية التي تقع تحت مظلة جامعة البحرين اهتمام وتوجيه سموه منذ انطلاقها.وأشار د.جناحي إلى أن خريجي الكلية سيثرون سلك التعليم بالخبرات الأكاديمية والمهارات التي نالوها حين دراستهم، ليسهموا في رفع مستوى العملية التعليمية تنفيذاً للتوجيهات السامية لقيادتنا الرشيدة التي لا تألوا جهداً في الاهتمام بالتعليم وتطويره، فضلاً عن تلبية هذه الكلية لمتطلبات التنمية في مملكتنا الغالية بما يتواءم مع الرؤية الاقتصادية 2030. وأضاف أن «المعلم هو العنصر الأهم في العملية التعليمية والتربوية ونتمنى أن يكون لهم دور فعّال في إعطاء الأجيال القادمة كل ما يحتاجونه من عمل ومواطنة ليكونوا جزءاً فعّالاً في تنمية الوطن».
النعيمي لـ»الوطن»: إعادة هندسة الأدوار في المؤسسات التعليمية وتغليب الجانب الأكاديمي
21 يونيو 2012