القاهرة - (أ ف ب): أعلنت لجنة الانتخابات الرئاسية في مصر أمس عن تأجيل موعد اعلان نتائج انتخابات الاعادة إلى موعد لاحق لم تحدده وذلك لحاجتها إلى «مزيد من الوقت» لنظر الطعون التي تزيد عن 400 طعن، فيما كان المصريون يترقبون اليوم صدور النتائج الرسمية لأول انتخابات رئاسية منذ الإطاحة بالرئيس المخلوع حسني مبارك الذي دخل في غيبوبة ونقل إلى مستشفى المعادي التابع للقوات المسلحة ليلة الثلاثاء الأربعاء من مستشفى سجن طره بالقاهرة التابع لوزارة الداخلية. وكان من المقرر أن تعلن اللجنة الانتخابية النتائج في مؤتمر صحافي اليوم بعد فحص الطعون التي قدمها مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي ومنافسه آخر رئيس وزراء في عهد مبارك أحمد شفيق. وأعلن كل من المرشحين إنه الفائز برئاسة مصر. وكان مبارك (84 عاماً) نقل الليلة قبل الماضية من مستشفى سجن طره جنوب القاهرة إلى مستشفى قريب تابع للقوات المسلحة، ودخل في غيبوبة ووضع تحت جهاز التنفس الاصطناعي، بحسب ما ذكرت مصادر طبية وعسكرية لوكالة فرانس برس. وقال مصدر طبي لاحقاً ليل الثلاثاء الأربعاء «إنه لم يتوف سريرياً» كما أعلنت قبيل ذلك وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية. كما أعلنت القناة العامة للتلفزيون ليلاً أنه سيتم إصدار بلاغ «قريباً» عن الوضع الصحي للرئيس المخلوع الذي أصيب بجلطة في المخ. وصحة مبارك التي كانت من الأسرار خلال فترة رئاسته هي موضع العديد من التخمينات والأنباء المتضاربة منذ الإطاحة به تحت ضغط انتفاضة شعبية في فبراير 2011. ويشتبه الكثير من المصريين في أن الأمر لا يخلو من التلاعب بغرض استدرار العطف حيال الرئيس المخلوع كمقدمة لتخصيصه بمعاملة مميزة، غير أن الكثيرين من بينهم يرون أنه أصبح جزءاً من الماضي. وقال إحسان وهو متعاطف مع الإسلاميين «مبارك أصبح من الماضي بالنسبة إلينا. يجب أن ننظر إلى الأمام ونهتم بالتحديات التي نواجهها». وتدهورت صحة مبارك خصوصاً بعد إيداعه السجن قبل أكثر من أسبوعين، وأشارت مصادر أمنية إلى إصابته بانهيار عصبي حاد وصعوبات في التنفس وتوتر شديد. وطلبت أسرته نقله إلى مستشفى خارج السجن كما كان الحال قبل الحكم عليه في الثاني من يونيو الجاري بالسجن المؤبد لمسؤوليته في مقتل مئات المتظاهرين إبان الانتفاضة على نظامه في بداية 2011. ومن جهتها، أعلنت وزارة الداخلية أمس أن نجلي مبارك جمال وعلاء أعيدا إلى السجن بعد مغادرة والدهما مستشفى سجن طره حيث كانا يرافقانه ويقيمان معه في مستشفى السجن بناء على توصية أطباء. وجاءت تطورات الوضع الصحي لمبارك في مناخ من التوتر والشك بشأن «الريس» الجديد. وعنونت صحيفة «الأهرام» الحكومية «أخطر 48 ساعة في تاريخ مصر» في حين عنونت الأخبار «الرئيس القادم في علم الغيب» في انتظار إعلان اللجنة الانتخابية. وعلى صعيد متصل، أعلنت مجموعة من القضاة المستقلين برئاسة الرئيس السابق لنادي القضاة زكريا عبدالعزيز، الذين كانوا يتابعون عمليات التصويت، أن مرسي هو الفائز بالرئاسة. ووسط إعلان كل مرشح فوزه عنونت صحيفة المصري اليوم (مستقلة) «حرب نفسية في الرئاسة». ولكن مهما يكن اسم الرئيس القادم فإنه لن يكون مطلق السلطات كما كان مبارك لمدة ثلاثة عقود. فقد قلص «الإعلان الدستوري المكمل» الذي أصدره المجلس العسكري مساء يوم الأحد الماضي بشكل كبير هامش مناورة الرئيس الجديد مقابل منحه سلطات واسعة للمجلس العسكري. ورغم ذلك أكد المجلس العسكري يوم الاثنين الماضي أنه سيسلم السلطة للرئيس الجديد نهاية يونيو الجاري، لكن الجيش يحتفظ بالسلطة التشريعية بعد حل مجلس الشعب الذي كان يهيمن عليه الإسلاميون الأسبوع الماضي إثر حكم من المحكمة الدستورية قضى بعدم دستورية القانون الانتخابي الذي انتخب وفقه. كما احتفظ الجيش بالحق في التدخل في صياغة الدستور الجديد حجر الزاوية في رسم التوازنات الجديدة بين السلطات وأيضاً بتقرير الميزانية. ويحتفظ العسكريون أيضاً بسلطات واسعة في مجالي القضاء والأمن، وهو ما ندد به معارضو المجلس باعتباره التفافاً على إلغاء حالة الطوارئ قبل أكثر من أسبوعين بعد أن كانت سارية طوال عهد مبارك. وتجمع نحو 15 ألف شخص بينهم الكثير من الإسلاميين، مساء يوم الثلاثاء الماضي في ميدان التحرير وسط القاهرة، للتنديد ب»الانقلاب الدستوري» للعسكر. وندد المتظاهرون بحل مجلس الشعب واحتفلوا بالهتاف وإطلاق الألعاب النارية ب «فوز» مرشحهم بالرئاسة.