كتب - هشام الشيخ:كشف رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة هشام الجودر عن إقامة منشأة للأنشطة الشبابية تتمتع بتكنولوجيا متقدمة يجري حالياً إعداد رسوماتها الهندسية ودراستها لتكون محضناً دائماً للأنشطة الشبابية. وقال إن ذلك يأتي لتلبية الاحتياجات المستقبلية وتوفير النفقات التي توجه حالياً للإيجارات والتجهيزات المؤقتة، متوقعاً أن تطرح مناقصة إنشائها مع حلول نهاية العام الجاري. وأضاف: إن اللجنة الشبابية الخليجية التي ترأسها مملكة البحرين تخطط للقيام بزيارة شبابية خليجية لتركيا بوفد يتألف من قرابة 60 شاباً وشابة للاطلاع على التجربة التركية في جميع المجالات، وإجراء حوار مع الشباب التركي.«الوطن” تحدثت إلى الجودر، وكان الحوار الآتي:تجربة بحرينية بامتياز^ ما آخر استعدادات مدينة الشباب في نسختها الثالثة؟- مدينة الشباب تجربة بحرينية بالكامل وبعد أن كانت حلماً تحتضن هذا العام 1300 شاب وشابة، وطموحنا، الآن، أن تقام طوال العام وأن تكون هناك مدن عدة تحتضن الشباب، كما ندرس، حالياً، مع شركات هندسية إقامة منشأة للأنشطة الشبابية تتمتع بتكنولوجيا متقدمة تجذب الشباب ويمكن الاستفادة منها على المدى الطويل، مع الأخذ بتجارب بعض الدول في هذا المجال، ويتوقع الانتهاء من الرسومات كاملة وطرح المناقصة بنهاية العام الحالي، ويهدف هذا المشروع إلى تلبية الاحتياجات المستقبلية المتوقعة، وليس المتطلبات الحالية فقط، وسيسهم هذا المشروع بتوفير جزء من الأموال كان يذهب إلى تأجير الأماكن والتجهيزات المؤقتة وهي أمور مكلفة، بينما سيتم تخصيص تلك الأموال في استحداث البرامج وتطويرها.رعاية الشباب وتنمية مهاراتهم^ وماذا بعد؟- تأتي فكرة المدينة الشبابية لصيف عام 2012 مكملة لمدينة شباب 2030 التي انطلقت في نسختها الأولى عام 2010، وتهدف إلى توفير أفضل ظروف الرعاية للشباب وتمكينهم وحشد طاقاتهم وتوجيهها التوجيه السليم وتزويدهم بالمعارف اللازمة التي تنمي المهارات والسمات القيادية لديهم. وهو مشروع يتفاعل إيجابياً مع الرؤية الاقتصادية للمملكة 2030 والتي ركزت على تفعيل دور الشباب في صياغة مفردات التنمية الشاملة لمملكة البحرين، والتجربة لقيت صدى عربياً ودولياً إذ أبدت دبي اهتمامها بها وزودناهم بالمادة الخاصة بالمشروع كاملة، ونحن على أتم الاستعداد للتعاون معهم، وسيكون تنافساً طيباً في هذا المجال.^ وما المعايير التي تحكم تنفيذ برامج المدينة؟- التزمنا عدداً من المعايير بتنفيذ برامج مدينة الشباب، في مقدمتها الالتزام بتحقيق رغبات الشباب وميولهم وضمان مستوى يلاقي استحسان الشباب المشارك، بالإضافة إلى مواكبة التطور التكنولوجي الذي أصبح محل اهتمام أغلب الشباب في الوقت الحالي، كما إننا نهتم بلغة إيصال المعلومة مع التركيز على الجانب العملي بنحو رئيس، واتباع أساليب غير الأسلوب النمطي في التدريس الذي قضى فيه الشباب فترة دراستهم.أساليب غيرتقليدية تراعي الميول^ كيف يمكنكم التعرف على ميول الشباب ورغباتهم لمراعاة ذلك في البرامج المقدمة؟- لدينا عدد من الوسائل لقياس ميول الشباب ورغباتهم والتواصل معهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي الإلكترونية نستشف من خلالها آرائهم، كما ننفذ استبيانات توزع بنحو عشوائي سنوياً في المدارس والجامعات والأندية والمراكز الشبابية، وكذلك من خلال ورشة العمل التي نعقدها سنوياً بعنوان "صوتكم مسموع” يجتمع فيه الشباب في مجموعات تبحث احتياجاتهم ورغباتهم في المحاور التي تهمهم في المجالات العلمية والترفيهية والإعلامية والاقتصادية، بالإضافة إلى أننا نحرص على مشاركة الشباب أنفسهم في تخطيط البرامج المقدمة لهم وتنفيذها لنخرج بخلاصة أن هذه البرامج من الشباب وإلى الشباب، وعلى الرغم من أن تقسيم المراكز هو نفسه الخاص بالعام السابق وهي مركز إعداد القادة، والمركز الإعلامي، ومركز الفنون،والمركز العلمي، ومركز تقنية المعلومات، إلا أن الجديد هو استحداث مزيد من البرامج، إذ إن كل برنامج يقدم كل عام يقيمه الشباب أنفسهم ونسألهم عن البرامج التي يقترحونها، ونحن نهدف من خلال ذلك إلى الاستفادة من أوقات الفراغ لدى الشباب، خصوصاً في فترة الإجازة الصيفية، وإكسابهم مهارات جديدة في مختلف المجالات، صحيح أن الشاب يتلقى التعليم الضروري لكن تظل هناك حاجة لتنمية بعض المهارات سواء كانت هواية أم مهارة حرفية، كما نهدف من خلال برنامج مدينة الشباب إلى تنمية التعارف والتواصل بين الشباب من مختلف المناطق من أجل زيادة القدرة على التفكير والاستفادة من الآخر ومن تجاربه ، واكتساب مزيد من المهارات بشكل عملي.نموذج جلسات الأمم المتحدة^ ما جديد برامج الشباب لهذا العام؟- لدينا برامج أخرى مثل برنامج اكتشاف المواهب وبرنامج شارة التميز إلى جانب البرامج التي تقيمها المراكز الشبابية والأندية والدورات الصيفية في مجال الرياضة للهواة، وهذه الأنشطة يشارك فيها الآلاف، ومن البرامج التي نعتز بها جائزة ناصر بن حمد للإبداع الشبابي، وهذا العام أطلقناها على المستوى الخليجي، وحصلنا على ترحيب خليجي بتعميمها على دول الخليج، وهي مفتوحة للشباب الخليجي في مجالاتها المختلفة، على أن تقدم الأعمال في نوفمبر المقبل كحد أقصى، ليكون التقييم والتكريم في ديسمبر، ومن البرامج المميزة التي لها صدى عالمي برنامج نموذج جلسات الأمم المتحدة، إذ أصبحت لدينا رخصة من الأمم المتحدة لتمثيلها في هذا البرنامج في منطقة الشرق الأوسط، بعد أن تم تقديمه محلياً على مدار سبع سنوات متتالية، إذ يهدف إلى التوعية ونشر ثقافة الأمم المتحدة بين الشباب، وتنهض بهذه المهمة وزارة التربية على مستوى المدارس والمؤسسة العامة للشباب والرياضة على مستوى الجامعات، وتقام فعالياته لهذا العام في نوفمبر المقبل لمدة أسبوع بمشاركة 300-400 شاب وشابة بمشاركة خليجية، ولدينا أيضاً مؤتمر الشباب العربي الذي يعقد من 15-19 سبتمبر المقبل تحت عنوان "هوية عربية.. وثقافة عالمية”، ودعونا الدول العربية للمشاركة فيه من خلال جامعة الدول العربية، ويناقش الهوية العربية ومنهجية البقاء، ورسالة الشباب، كما يهدف إلى مد جسور الاتصال والتواصل بين شباب العالم العربي، وإيصال رسالة أن الشباب العربي قادر على الحفاظ على قيم العروبة، والتأكيد على أن الثقافة العربية قادرة على أن تكون ثقافة عالمية، وترسيخ قيم الحوار البناء الرامي إلى إثراء الساحة الشبابية، وتسليط الضوء على أهم المعوقات وراء صعوبة جعل الثقافة العربية ثقافة عالمية، وبيان أهمية أدوار مؤسسات المجتمع في الحفاظ على الهوية العربية، واستعراض دور الشباب وأهميته في نقل الثقافة العربية، بالإضافة إلى تشخيص الوضع الإعلامي العربي وموقفه من نقل الثقافة العربية، واختارت الحكومة اليابانية مملكة البحرين لتستضيف فعاليات التجمع العالمي السادس لسفينة شباب العالم بمشاركة نحو 150 مشاركاً من مختلف أنحاء العالم خلال المدة 2-4 أكتوبر 2012 وستكون المؤسسة العامة للشباب والرياضة هي الجهة المسؤولة عن تنظيم البرنامج وتنسيق الزيارات والفعاليات المصاحبة كافة، وبرنامج سفينة شباب العالم، بدأ عام 1988 ويعد أحد البرامج الشبابية الرائدة المدعومة بنحو كامل من الحكومة اليابانية، وتستضيف طوكيو البرنامج سنوياً ومنها تنطلق باخرة تحمل على متنها جميع المشاركين لمدة 40 يوماً تتم خلالها زيارة عدد من البلدان كمحطات رئيسة للرحلة، وشارك فيها حتى الآن نحو 2380 شاباً يابانياً و3230 شاباً من 62 دولة حول العالم، وتهدف إلى تعريف الشباب على التنوع الثقافي والموروث العالمي، وتعزيز قيم التفاهم والصداقة المتبادلة بين الشباب في اليابان وباقي دول العالم، وتشجيع وتنمية المهارات القيادية والتطوير الشامل على المستوى العالمي.^ هل أنتم راضون عن مستوى إقبال الشباب على أنشطتكم؟ وما مساحة قيم اللحمة الوطنية في تلك البرامج؟- لم نتوقف عن برامج الشباب على رغم الظروف التي مرت بها المملكة العام الماضي، وعملنا على ترجمة معاني اللحمة الوطنية والانتماء من خلال تلك البرامج، وأقيمت فعاليات مدينة الشباب، في شهر يونيو من العام الماضي، وواصلت المراكز الشبابية والأندية والاتحادات أنشطتها المحلية والخارجية. وهناك مشاركة من الشباب وإقبال على البرامج المقدمة، ولاشك أن العمل الشبابي على مستوى المراكز الشبابية يحتاج إلى التطوير ليكون محضناً للشباب في القرية والمدينة، وليؤدي دوراً أكبر من الدور الحالي، ونحن راضون عن المستوى الذي نقدمه وهو في نمو مستمر بخطى مدروسة، كما إننا نتمنى التوسع في الطاقة الاستيعابية لبرامجنا الشبابية، وحينما نتحدث عن مدينة الشباب فهذا لا يعني مؤسسة الشباب والرياضة وحدها إنما أيضاً بالشراكة مع تمكين، بالإضافة إلى مؤسسة إنجاز، والمحافظات، ومعهد التنمية السياسية، والحكومة الإلكترونية، ومعهد الإدارة العامة.مراكز تدريبالمهارات الحرفية^ أكثر ما يؤرق الشباب حالياً الحصول على عمل ملائم، ما إسهاماتكم بتأهيلهم لسوق العمل؟- لدينا العديد من البرامج المرتبطة بسوق العمل، ونعمل حالياً على برنامج مطبق في أمريكا لتحويل المراكز بحيث تكون مراكز للتدريب على مهارات حرفية مطلوبة بنحو يومي مثل النجارة والطبخ والخياطة، بحيث يكون قادراً خلال 6 شهور أو سنة اكتساب تلك المهارة لتدر عليه ربحاً أو يكون قادراً بعدها على فتح مشروعه الخاص، كما إن لدينا برنامج الرواد ومدته شهر ويهدف إلى إكساب الشاب مهارات الدخول لسوق العمل، بحيث يكون قادراً خلال الأسبوع الأخير من البرنامج على طرح فكرة مشروع تجاري ويخطط له، كما إن مشاركة صندوق العمل تمكين في برامجنا ترشد الشباب إلى إمكانية دخول سوق العمل من خلال هواياتهم، وطرحنا برنامجاً آخر وهو المهمة وهو برنامج لتلفزيون الواقع، بمشاركة 80 شاباً تمت تصفيتهم من بين نحو 160 تقدموا إليه، وأدخل المشاركون في برامج تدريبية تؤهلهم لدخول سوق العمل، بالتعاون مع العديد من جهات العمل الخاصة والحكومية مثل بتلكو والبتروكيماويات والبلديات، وغيرها، وهو ما وفر العديد من فرص العمل، وما يميز هذا البرنامج هو الحماس الذي يعيشه الشباب مقارنة بالطريقة التقليدية للباحث عن وظيفة، ونبحث حالياً، من خلال لجنة مشتركة مع وزارة الصناعة والتجارة للتنسيق من أجل التهيئة لإقامة المشاريع الصغيرة للشباب بالتعاون مع عدد من الجهات مثل بنك الإبداع.تبادل خبراتالشباب الخليجي^ حدثنا عن أهداف الملتقى العلمي الـ13؟- الملتقى العلمي الثالث عشر يعقد في المدة 7-12 يوليو تحت عنوان الطاقة المتجددة على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي يقام بالتناوب بينها ضمن 6 برامج خليجية مشتركة، ثقافية وعلمية ومعسكرات ومخيمات ومنتديات ومؤتمرات إذ أقيم معسكر في الطائف قبل مدة، كما سيقام ملتقى علمي للفتيات في الإمارات، يهدف إلى تشجيع الشباب في مجال البحث العلمي والاختراعات، والتواصل وتبادل الخبرات مع الشباب الخليجي واطلاعه على التجربة البحرينية في هذا المجال، كما يهدف إلى تطوير عصر جديد من الأعمال والإنجازات العلمية، وإثبات مدى أهمية البحوث العلمية، وتبادل الخبرات بين شباب دول مجلس التعاون، وتوسيع مدارك الشباب بأهمية الطاقة البديلة وتوثيق أواصر التعاون والأخوة بين شباب مجلس التعاون، والدمج ما بين الأبحاث العملية والنظرية.إشراك الشباببالتجربة الوحدوية ^ ماذا عن دور الشباب في تعزيز فكرة الاتحاد بين دول وشعوب مجلس التعاون؟- كنا سباقين في مملكة البحرين في مجال البرامج الشبابية الخليجية المشتركة، وفضلاً عن الاجتماعات السنوية على مستوى الوزراء والوكلاء، تم تشكيل لجنة شبابية خليجية، وتشرفت مملكة البحرين برئاسة اللجنة بالتزكية في آخر اجتماع للوزراء في جدة، وفيها جميع المسؤولين عن الشباب والرياضة في دول الخليج، وتجتمع حوالي 4 مرات سنوياً، وتساهم اللجنة في تعزيز الترابط بين شباب دول مجلس التعاون، وزيادة التبادل في الخبرات بينها، وما يمثل الوحدة الخليجية هو تمثيل اللجنة لدول الخليج في ملتقيات أوروبية، ونخطط في اللجنة حالياً للقيام بزيارة شبابية خليجية لتركيا بوفد يقارب 60 شاباً وشابة، للاطلاع على التجربة التركية في جميع المجالات بينها المصانع والجامعات وغيرها، بالإضافة إلى الجلسات الحوارية التي سنركز عليها مع الشباب التركي، وكذلك عرض ما يميز الثقافة والتراث الخليجي.الشباب شريكبالبناء الوطني ^ وماذا تقول للشباب البحريني في ختام هذا اللقاء؟- أتمنى من الشباب ألا يضيع أي وقت خاصة في عمره الحالي الذي يتميز بالطاقة والحيوية، وأن يحاول تطوير نفسه لأنه سينعكس على من حوله وعلى وطنه، ونعول على الشباب كثيراً في المشاركة بعملية الارتقاء بالوطن والمجتمع، ونحن نستقبل جميع الآراء والمقترحات والانتقادات حتى من خلال وسائل التواصل الإلكتروني بعيداً عن الطريق الرسمي، من أجل المصلحة العامة، وتحقيق التوجيهات والتصورات التي وضعها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة الذي يؤكد أنه يجب علينا دائماً الارتقاء.
هشام الجودر لـ الوطن :منشأة دائمة للأنشطة الشبابية وفق أحدث التجهيزات التكنولوجية نهاية العام
22 يونيو 2012