ترك لنا أسلافنا ثروة علمية عظيمة في مجالات المعرفة المختلفة، ويُعد هذا الكتاب في علم أصول الفقه الذي هو من أجل العلوم الإسلامية وأعظمها أثراً في استنباط الأحكام الشرعية، والمؤلفات في هذا العلم كثيرة، إلا أن هذا الكتاب امتاز بعدة مميزات:التعريف بالمؤلف:هو محمد بن أحمد بن محمد الغرناطي المالكي المعروف بابن جزي، ولد في التاسع عشر من ربيع الأول عام 693هـ، وتوفي شهيداً بعد أن كان يحرض الناس ويشحذ بصائرهم ويثبتهم في يوم معركة طريف في الأندلس عام 741هـ، كان ابن جزي من ذوي الأصالة والنباهة، واتجه إلى طلب العلم من صغره، وكان قنوعاً يكيفه القليل من المال، وتولى الخطابة في أكبر مساجد قرناطة، وكان يقوم بالتدريس والتدوين، قال عنه ابن الخطيب: كان رحمه الله على طريقة مثلى من العكوف على العلم، والاقتصاد على الاقتيات، والاشتغال بالنظر، والتقييد والتدوين فقيهاً حافظاً، مشاركاً في فنون من العربية والأصول، والقراءات. ألف ابن جزي مؤلفات كثيرة، ومن أشهرها: كتاب القوانين الفقهية في تلخيص مذهب المالكية، والتنبيه على مذهب الشافعي والحنفية والحنبلية، وكتاب التسهيل لعوم التنزيل، وغيرها .التعريف بالكتاب:كتب ابن جزي هذا الكتاب رغبة في أن ينال ابنه محمد نصيباً منه، وقسمه إلى مقدمة وخمسة فنون: تناول في المقدمة : تعريف أصول الفقه، ثم ذكر التعريفات والأحكام الشرعية والأدلة عليها والاجتهاد والترجيح، وختم الكتاب بموضوع هام لم يذكره غيره من الأصوليين في كتبهم وهو أسباب الخلاف بين المجتهدين.وقد اتسم منهجه في جميع الموضوعات بالاختصار، ووضوح العبارة وحسن الترتيب والتهذيب، إلا أنه أحياناً يشير إلى الخلاف في بعض المسائل الأصولية ولا يذكر الأقوال فيها، ولا أمثلة لبعضها، فجاء الكتاب على نحو يفقر إليه المبتدئ ولا يستغني عنه المنتهي، فطابق اسمه مسماه.
تقريب الوصول إلى علـــم الأصـــول
22 يونيو 2012