^ قبل أن نخوض في التفاصيل نؤكد هنا بأننا ضد أية أعمال عنف وتخريب وإرهاب وتجاوز للقانون، وضعوا تحت كل هذه الأفعال ألف خط أحمر لأننا سنعود لمناقشتها أدناه، بالتالي أية ممارسات من هذه الشاكلة ومن أي طرف كان مرفوضة تماماً، ولا يُقبل فيها حتى “مجرد التبرير”. لن نقول هنا لنبرر لمن قام بتخريب المحلات التجارية مؤخراً بأن “ما دفعهم للقيام بذلك هو ردة فعلهم من موقف صاحب المحلات خلال الأزمة ودعمه لمن حاولوا الانقلاب في الدوار”، أبداً لن نبرر لهم فعلهم، لكن في المقابل هل أنتم قادرون على أن تقولوا نفس ما نقول؟! بعضهم يقول “نتحداك أن تكتب عما حصل من تخريب للمحل التجاري”، متناسين (والعتب على الطائفية العمياء لديهم) بأننا لم نكن أبداً طائفيين، وأننا قلنا وكتبنا، وكتاباتنا موثقة وموجودة أن “الإرهاب لا مذهب له، ولا دين له”، بالتالي كل فعل تخريبي مرفوض، وإن كانت المسألة مرتبطة بمقاطعة هذا التاجر أو ذاك أو شراء هذه البضاعة أو تلك فإنها عملية مرهونة بإرادة الناس ولا يمكن لأي أحد أن يفرض عليهم رؤاه أو يجبرهم على تغيير إرادتهم. نحن ندين الخطأ وننتقد التجاوزات، بل وننتقد الدولة بقسوة، وكثير من الوزراء يتحسسون مما نكتب لأننا لا نجامل في الخطأ، لكن في المقابل أنتم يا دعاة الانقلاب والساعين لإسقاط النظام لا تجرؤون على انتقاد من “يحرككم بالريموت كنترول”، لا تملكون قرار أنفسكم إن قال ممثل الولي الفقيه “القوا أنفسكم للتهلكة”، فأنتم أبداً لم تكونوا “أحراراً”. نحن ندين العنف والتخريب والإرهاب، ونقول دائماً إن الخطأ لا يُصحح بخطأ، بالتالي تخريب الممتلكات العامة والخاصة أمر مرفوض، لكن السؤال هنا في المقابل يوجه لكم، إذ هل تستطيعون انتقاد الخطأ إن كان من جانبكم؟ تكسير محلات التاجر المعني ندينها ولا نقبل بها، لكن هل أنتم قادرون أصلاً على إدانة “تكسير بلد بأكمله”؟! هل تقوى ألسنتكم على إدانة استخدام المولوتوف؟! هل تمتلكون “الحرية” لترفضوا استهداف الناس في أمنهم وفي وطنهم؟! بل طائفيتكم وعنصريتكم الواضحة أخرست ألسنتكم عن انتقاد دهس رجل أمن بالسيارة حتى الموت، طائفيتكم وعنصريتكم أخرستكم عن انتقاد التمثيل بجثة رجل أمن ورمي الحجارة على وجهه؟! فأين الشجاعة هنا لانتقاد الأخطاء؟! هم لا يجرؤون على إدانة أفعال العنف والتخريب والإرهاب، ويظنون أن الطرف الآخر ومن يخالفهم فيما يفعلون مثلهم لا يمتلك الحرية والجرأة ليدين الخطأ. صباح الخير يا جماعة، نحن ندين إجراءات الدولة كل يوم، ننتقد النظام في الأخطاء التي تحصل أمامنا، كتاباتنا وأقوالنا مليئة بالانتقاد ولسنا مطبلين مثلما أنتم تطبلون لرجل يعتلي المنبر ويوجهكم يمنة ويسرة. حتى علي سلمان الذي اجتمع مع الدولة قبل إخلاء الدوار الأول ووعد بمحاولة إخراج الناس من الموقع حتى يبدأ التفاوض مع الدولة، أثبت بأنه “ليس حراً” بل “خادماً” كما قال بنفسه لعيسى قاسم الذي أمره بعدم إخراج الناس، هؤلاء الناس الذين تحولوا لدروع بشرية “يُضحى” بهم لأجل “أوهام” باختطاف الدولة. نتحداكم أن تدينوا أفعالكم الإرهابية، ولن تدينوها لأنكم أنتم من يضع “ألف تبرير وتبرير لها”، أنتم من تبررون استخدام المولوتوف وتقولون بأنه وسيلة تعبير ضد الدولة واحتجاجاً على سياساتها، بالتالي سيبرر الطرف الآخر بأن تكسير المحل وسيلة تعبير ضد مواقف التاجر المعني، فهل تقبلون بنفس المنطق؟! تريدون الآن أن تقوم الدولة باتخاذ الإجراءات القانونية تجاه من كسر المحل، طيب نؤيد ذلك وهذا ما نطالب به الدولة قبل أن تطالبوا أنتم به، ونعني تطبيق القانون، لكنكم أيضاً لن تقبلوا بأن يكون أحد فوق القانون، أليس كذلك؟! بالتالي أرونا شجاعتكم وإرادتكم الحرة بمطالبة الدولة أيضاً أن تحاسب من يخرب ويكسر مرافقها العامة ومن يستهدف أمن الناس ومن يتطاول على القانون. أليس تخريب الدولة وتكسيرها وإشاعة أجواء الإرهاب فيها أهم من تكسير محل تجاري أياً كان هذا المحل؟!
تخريب محل تجاري «أعظم» من تخريب دولة بأكملها!
27 مايو 2012