^   لأنها البحرين فلن نجامل فيها أحداً ولن نقف في صف جهة ضد أخرى أو نتغاضى عن خطأ أو نتحيز مع أو نتحزب ضد أو نبسط كبيراً أو نهول صغيراً، لماذا؟! لأنها البحرين. لذلك لا بد من القول إن ما حدث قرب دوار ألبا وتخريب إحدى البرادات كان خطأً مرفوضاً لم نكن نتمناه، بل ولعل الأطراف الأخرى التي أكملت عاماً وشهرين الآن من التخريب والتعدي على الممتلكات العامة وزعزعة الأمن كانوا ينتظرونه بفارغ الصبر، ففيه كثير من المكاسب التي يستطيعون تحقيقها خاصة فيما يتعلق برسائل الخارج التي يبثونها عبر المنظمات وأبواق الإعلام (أعور العين والقلب) المتحفز بالبحرين وأهلها فقط، والذي لا يرى هو ومثله حسن نصر الله آلاف الشهداء السوريين!! ولا يرى الاعتداء على رجال الأمن بقنابل يتحكم بها عن بعد!! لكنه طبعاً يرى برادة صغيرة تعرضت للتكسير في لحظة انفلات غضب (حذرنا من تبعاته مراراً) ظل محتقناً لأكثر من 14 شهراً في صدور من يشاهدون البحرين كل يوم وهي تتعرض للتخريب والاعتداء!! لكن هل ما حدث صحيح؟ بالطبع لا فالخطأ لا يستثنى منه أحد لا من يكسر برادة ولا من يقطع طريقاً ويهدد حياة الناس ويروع أمنهم ويصب الزيت في الشارع ويضع سلاسل الحديد ويهاجم رجال الأمن ويعتدي على الممتلكات العامة والخاصة، غير أنه يجب أن نعترف ويعترفون أن نسبة الخطأ تتباين وتختلف مضاره وآثاره وتبعاته أمام القانون الذي يحكم الجميع، والذي يجب أن يطبق على الجميع بحجم الخطأ والجرم وبعدالة، فشتان بين من يخرب ويكسر برادة وبين من يعتدي على وطن يبيت كل يوم على وقع أخبار انتهاكات جديدة، لدرجة أصبحنا نعتاد الأمر وكم هذا خطير ومرفوض أن نعتاد أخبار تخريب وطننا والاعتداء على ممتلكاته وأمنه!! نرفض ونشجب أن يحدث ذلك في أي يوم وأي منطقة أو على أي من الممتلكات حتى لو حاوية قمامة من قبل طرف، كما ونرفضه على برادة من طرف آخر، لماذا؟! لأنها البحرين التي لا نرضى أن تمس من أي جهة ولا من صاحب أي موقف. من جانب آخر كنا نعلم أنهم سيصعدون من هجماتهم الإعلامية وتحركاتهم الميدانية وعمليات التخريب مع اقتراب الفورمولا 1 في البحرين، وكنا نعلم أن الدولة ستحاول جاهدة ممارسة أعلى درجات ضبط النفس كي تمر هذه الفعالية بأقل قدر من الضرر وأكثر قدر من الفائدة، ولعل الكثيرين يتساءلون لماذا كل هذا التمسك بإقامة الفورملا في البحرين من جانب الدولة ودعمنا لذلك، ولماذا المؤزمون يحاولون بكل الوسائل منع إقامتها كما حدث في العام الماضي؛ ببساطة لأن الحرب الإعلامية اليوم هي الأكثر تأثيراً وخلقاً للرأي العام الدولي وتحريك الاتجاهات مع وضد، لذلك فإن قيام الفورمولا وغيرها من الفعاليات العالمية وتوالي الأخبار الإيجابية التي تخرج من البحرين (عاصمة الثقافة والصحافة وموطن رياضة الفورمولا ومهرجان الخليج الإعلامي والمؤتمرات الدولية والمعارض الإقليمية و..) كل ذلك يحمل رسائل إيجابية للخارج الذي يجب أن لا نقلل من أهميته، بل ونعترف للمعارضة أنها كانت أبكر منا في معرفة تأثيراته وأشطر منا في أحيان كثيرة في التعاطي معه، لذلك أصبح لابد من الاهتمام والاستغلال الأمثل لأي فرصة يمكن من خلالها إيصال رسائل إيجابية عن البحرين للعالم، وهو أمر يسعى المؤزمون يومياً لتعطيله، ويسعون تشويه سمعة البحرين من خلال افتعال المواجهات مع رجال الأمن ومن ثم استغلالها ونقل أخبار سيئة عن البحرين تماماً كما استغلوا ما حدث قرب دوار ألبا وتخريب البرادة!! نعود الآن لمن شمروا عن سواعدهم للدفاع عن تلك البرادة وما حدث لها وتصويره على أنه جريمة وغوغائية وعار وغيرها من الألفاظ التي استخدمت وتم التسويق لها، نقول لهم نعم ما حدث خطأ ولو كنا واقفين هناك لحاولنا منع من قام بذلك، لكن هل دافع أحد منكم عن البحرين بنفس دفاعه عن (علب المياه الغازية)ـ هل شعرتم بالحرقة على شوارع وطننا ومحطات الكهرباء وأعمده الإنارة والممتلكات العامة والخاصة بنفس حرقتكم على (رقائق البطاطس)، هل علت أصواتكم استنكاراً لتعرض حياة الناس للخطر بصب الزيت في الطرقات الرئيسة وقطعها بسلاسل الحديد وحرق الإطارات كما ارتفعت في كل مكان دفاعاً عن (العلكة بنكهة النعناع)، ثم والأهم هل خرج منكم من شجب ورفض ما أحدثته الأزمة المفتعلة التي أشعلتموها فمزقت البلاد وأضرت باللحمة والنسيج الاجتماعي ثم ساهمت جهات عدة من أطراف مختلفة في صب الزيت عليها، هل استنكرتموها كما شجبتم ورفضتم المساس (بالشوكلاته المطعمة بالبندق). ^ شريط إخباري.. ننكرر ونؤكد أن الاعتداء على البرادة خطأ كبير ومرفوض بحد ذاته، لكنه صغير وهين إذا ما قورن بالاعتداء على البحرين نفسها!! وهو يؤكد مطالبنا الدائمة بضرورة تنفيذ القانون على الجميع دون تمييز أو مجاملات أو صفقات أو تحيز مع أو تحزب، لماذا؟! لأنها البحرين