عندما تزداد التساؤلات أسئلة وغموضاً لدى الرأي العام البحريني لا يجد المواطن من يجيب عن أسئلته، وهو ما يفتح له آفاقاً واسعة لا تنتهي من الأفكار التي يرى حقه في أن يجد إجابة بشأنها بدلاً من تركه أمام من يحركه يميناً ويساراً ويلعب بأفكاره واتجاهاته إلى ما لا نتمناه فيزداد إحباطاً واستياء أكثر فأكثر. جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد، حفظه الله وأعزّه، حسم كثيراً من التساؤلات أمس عندما رأس الاجتماع الاعتيادي الأسبوعي لمجلس الوزراء، وأجاب بكل وضوح وشفافية وجرأة عن التساؤلات التي يحملها المواطنون هذه الأيام، ووجه كل مسؤول للقيام بمسؤوليته على أكمل وجه، فلا مجال لمزيد من التباطؤ أو التراخي في تنفيذ العمل الحكومي، لأن تكليف كل مسؤول هو مسؤولية وطنية يجب القيام بها، ولا مجال فيها لأي تأخير أو تقصير. العاهل ركز في طرحه خلال اجتماع مجلس الوزراء على تحليل الوضع على المستوى السياسي العام، ففي ظل التساؤلات التي يحملها المواطنون بشأن ما يتداول من وساطات خارجية لمعالجة الأزمة الناجمة عن الأحداث السابقة أكد جلالته قدرة البحرينيين على إدارة خلافاتهم دون وساطات خارجية. فالسماح لأطراف أجنبية أو حتى محلية بالتدخل والمساس بالوحدة والتآلف تحت اسم اختلاف وجهات النظر السياسية أمر غير مقبول تماماً. ويؤكد العاهل أيضاً أن مسار معالجة تداعيات الأزمة هو التواصل بين كافة الأطراف وليس التواصل بين طرف واحد فقط بشكل يقوم على استئثار الرأي وإقصاء الآخر لأنه غير مقبول كذلك.الخطاب السياسي للعاهل يحمل روحاً كبيرة من الثقة والحكمة عندما يؤكد جلالته أن "ما حدث لن يتكرر والبحرين قادرة على حفظ أمنها مهما تنوعت أساليب الإرهاب”، ويؤكد خارطة الطريق البحرينية بكلمات بسيطة للغاية لا تتجاوز 9 كلمات فقط: "تحقيق التطوير والإصلاح والأمن باحترام أحكام القضاء وسيادة القانون”. جلالته وضع خلال الاجتماع مسارات واضحة لمجموعة من المؤسسات الحكومية، وفي مقدمتها وزارة التنمية الاجتماعية وهيئة شؤون الإعلام ووزارة التربية والتعليم والمؤسسة العامة للشباب والرياضة التي عليها الإسراع في تكامل جهودها من أجل حفظ الناشئة من الانحراف وتعرضهم للاستغلال السياسي للمنابر الدينية التي تحرضهم على ممارسة العنف والإرهاب.المواطن اليوم يتطلع مع التوجيهات الملكية الجديدة لأن يرى نتائج التغييرات الإيجابية للسياسات الحكومية القائمة على المنهجية العلمية، وأن يرى تواصلاً حقيقياً وناجحاً بين المؤسسات الحكومية والمواطنين لمعرفة تطلعاتهم واحتياجاتهم المختلفة. خطاب حمد بن عيسى كان واضحاً، ومثل هذا الخطاب ليس بحاجة إلى مزيد من التأمل بقدر الحاجة إلى مزيد من العمل وتحمل المسؤولية بكل جدية وهمة. يوسف البنخليل