أكدت استشارية الأطفال والناشئة بمجمع السلمانية الطبي د.صديقة حسين أن الأطفال المشاركين بالمعسكر الصيفي "فرسان السلام -2012” عبروا عن حالتهم النفسية من خلال العلاج بالرمل في محطة الحرية من بين 4 محطات أخرى يقدمها المعسكر.ويواصل أكثر من 100 طفل من أطياف المجتمع كافة نشاطهم في هذا المعسكر المقام بنادي شريفة العوضي للأطفال والناشئة، والذي يستمر 5 أيام ضمن حملة تعزيز اللحمة الوطنية لوزارة التنمية الاجتماعية "وحدة وحدة”، والذي جاء ترجمة لتوصيات لجنة تقصي الحقائق بنشر التسامح في المجتمع، ومساعدة الأطفال على التكيف مع الأزمة الراهنة لاكتساب مناعة ضد الاضطرابات النفسية والإحباط عن طريق مساعدتهم على تفريغ المشاعر السلبية واكتساب السلوك السليم.وقالت د.حسين: إن الطفل، خلال العلاج، يعبر عما في داخله بحرية مطلقة ويرمز إلى حالته النفسية ببعض الرموز المتوفرة للأطفال من مجسمات لأشخاص وسيارات وأشجار وحيوانات وكل ما يتعلق بحياة الإنسان. وأضافت أن طريقة العلاج تتلخص بوضع زاوية خاصة للطفل مليئة بالرمل وبعض المجسمات التي يمكن أن يشكل منها لوحة أو مشهداً يستخدم فيه مجسمات تغني عن الكلمات وتعطي دلائل عما يدور في ذهنه، مؤكدة أن العلاج معتمد عالمياً للصغار والكبار ويعبر عن الدفين في ذاكرة الإنسان. وحول مدى تأثر الأطفال بالأزمة، قالت د.حسين: إن غالبية الأطفال كانوا أصحاء في التعبير عن أنفسهم عدا شخصاً واحداً كانت لديه مشكلة نفسية، ويحتاج لاستمرار بالعلاج للرمل، موضحة إلى أن الفرد الذي يتلقى علاجه بالرمل يعبر في البداية عن مشكلته بعدها يضع لنفسه حلولاً ويعالج نفسه بتكرار العملية، ويعتمد عدد الجلسات على مدى استجابة الطفل للعلاج.من جانبها قالت منسقة محطة الحرية فاطمة عبدالعال إن الهدف الأساس من هذه المحطة إعطاء شعور الحرية للأطفال ليفصحوا عن مشاعرهم الداخلية سواء كانت سلبية أم إيجابية، ويعبروا عن مشاعرهم السلبية من خلال العلاج بالرمل، لافتة إلى أن الأطفال يعبرون كذلك عما بداخلهم بتشكيل الطين بأشكال مختلفة ويهديها إلى شخص يختلف معه سواء كان الاختلاف فكرياً أم مذهبياً، ويعبر التشكيل عن الاختلاف.وأضافت: أن القسم الثاني من محطة الحرية يهتم بالتعبير عن مشاعر الأطفال على المسرح من خلال علاج السيكودراما، ويمكن أن يتمثل الطفل بمكان أو شخص، ومن خلال ما رأيناه يقدم الأطفال غالباً تجسيد الأحداث الأمنية مما يدل على البيئة التي يعيشون فيها أو ما يشاهدونه، وتتم توعية الأطفال بتجسيد البحرين بأنها تتضايق من الاختلافات والانقسامات ويجب تقبل رأي الآخرين بحرية وأن الوحدة هي الأساس التي تحافظ على البحرين. وحول القسم الثالث "راحتىي في منزلي” ذكرت فاطمة عبدالعال أنه يحث على التلاحم والتراحم بين الأطفال، من خلال فقرة تمثيلية حول خلاف بين الأب والأم ورأي الأطفال في المخطئ منهما، ويعطى الأطفال خلاصة بأن الوطن أسرة واحدة ويضم أطياف المجتمع كافة، ويجب حل الخلاف بينهم. وتضم المحطة المرشدات لولوة الحسن وأمينة إبراهيم ورجاء العجمي وفاطمة فقيهي اللاتي عبرن عن أهمية أن يعبر الطفل عن حريته وتفريغ مشاعره السلبية ونبذ الكلمات والمفردات التي تؤجج العنف والكراهية والبغض بين أفراد المجتمع الواحد.يشار إلى أن المعسكر يضم 5 محطات ويقدمها مدربون من أطياف المجتمع كافة: اجتماعيون ودينيون ونفسيون من وزارات التنمية الاجتماعية، التربية والتعليم، العدل والشؤون الإسلامية، والصحة، ومن النيابة العامة والطب النفسي وجهات مختلفة، وتم تدريبهم في المركز الوطني لدعم المنظمات الأهلية خلال 56 ساعة تدريبية لتعلم مهارة مساعدة الأطفال والتكيف مع الأزمة وتنمية مهارات التسامح. ويستهدف المعسكر تدريب الأطفال على المهارات الاجتماعية والتعاون وأساليب حل الصراع وإدارة الغضب والتسامح وتحمل المسؤولية ونتيجة السلوك، وغرس حب المواطنة الصالحة والشعور بالانتماء للوطن الواحد لجميع الأطياف.