كابول - (أ ف ب): انتهت سلسلة الهجمات المنسقة التي شنها مقاتلو طالبان في كابول و3 ولايات مجاورة، بعد 18 ساعة من المعارك التي أدت إلى سقوط 51 شخصاً بينهم 36 مسلحاً، كما أصيب 74 شخصاً، وشكلت ضربة جديدة للحكومة الأفغانية والأُسرة الدولية. وإلى جانب مسلحي طالبان، قتل في الهجمات الأعنف خلال 10 سنوات من الحرب في البلد، 8 من عناصر قوات الأمن و3 مدنيين، حسب آخر حصيلة أعدها وزير الداخلية باسم الله محمدي. وجاءت الهجمات قبل أقل من شهر من قمة حلف شمال الأطلسي التي ستعقد في شيكاغو وتريد أن تحدد الدول الغربية خلالها إطار دعمها لكابول بعد انسحاب القوات الدولية المقاتلة المقرر في نهاية 2014. ويفترض أن تتولى القوات الأفغانية مسؤولية الأمن في خطوة يرى فيها خبراء مجازفة كبيرة. وقد أشاد القائد الأمريكي لقوات الأطلسي والسفير الأمريكي في كابول "بالتقدم الواضح” في قدرة القوات الأفغانية على أن تحل محل الجنود الأجانب، بعد حصيلة الضحايا المنخفضة نسبياً والقضاء على كل المهاجمين. لكن خبراء ودبلوماسيين غربيين قالوا إن حركة طالبان أكدت منذ بداية الهجوم أن مقاتليها يريدون الموت كما في معظم هجماتهم. وقد قتل عدد كبير منهم بعد تفجير ستراتهم المحشوة بالمتفجرات. ورأى هؤلاء أن مهاجمة أهداف كبرى وسط عاصمة تخضع لإجراءات أمنية مشددة جداً يشكل نجاحاً بحد ذاته. وقد استهدفت 6 هجمات البرلمان ونائباً للرئيس الأفغاني والقوة الدولية التابعة لحلف شمال الأطلسي "إيساف” وسفارات غربية في العاصمة الأفغانية في ما أراد الأفغان تدشين "هجوم الربيع” به. وقال الرئيس الأفغاني حميد كرزاي إن الهجمات المنسقة التي شنها مقاتلو طالبان في أفغانستان وبشكل خاص كابول، تظهر فشلاً في العمليات الاستخباراتية سواء من قبل قوات حلف الأطلسي، أو من خلال الاستخبارات الأفغانية. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن الهجمات الكبيرة، نفذها على الأرجح مسلحون من شبكة حقاني التي تعمل من مخابئها في باكستان المجاورة. وأضاف المتحدث باسم البنتاغون أنه من غير الواقعي أن نتوقع أن تعرف قوات التحالف مسبقاً بكل عملية للمسلحين. من جهته، قال متحدث باسم حركة "طالبان” إن المقاتلين الذين شنوا الهجمات تدربوا على العمليات التي سيقومون بها لشهرين حتى إنهم بنوا نماذج صغيرة لأهدافهم ووضعوا الأسلحة في أماكنها قبل الهجمات.