كتب - المحرر الثقافي: يلتقي في الثامنة من مساء اليوم في الصالة الثقافية، مجموعة من شعراء الموال في البحرين، في أمسية يحييها كل من: حسن كمال، علي الشرقاوي، مبارك العماري، إبراهيم الأنصاري، هنادي الجودر، إسماعيل عبدعلي، خليفة العيسى، مطر عبدالله، عبدالرحمن المضاحكة، بمصاحبة الفنان أحمد الجميري وفرقة دار بن حربان.و«الـمُــّوال” بضم الميم وتشديد الواو، كما يبين الشاعر والباحث في التراث الشعبي علي عبدالله خليفة، أحد صنوف الشعر الشعبي الشهيرة والمعروفة في كافة الأوساط الشعبية العربية، يصاغ على هيئة لحنية يختص بها مذهب منفرد في الغناء، وأكثر استعماله في استهلالات الألحان تمهيداً للدخول في جنس نغم الدور. وتتضارب روايات مؤرخي الأدب حول نشأة الموال، وأول من نطق بالموال هم موالي البرامكة بعد أن نكبهم الرشيد وصادر أموالهم ومنع الشعراء من رثائهم. إلا أن الثابت تاريخياً أن المواليا أو الموال قائم في الأوساط الشعبية قبل ذلك. وقد شاع استخدام الموال لدى الموالي في مزارع نخيل البصرة ومنها ارتحل إلى بعض البلاد العربية ومنها منطقة الخليج العربي القريبة، وقد يكون تكرار مغني البحر (النهام) و(الحداي) لنداء (يا مال) حُـــّرف عن لفظة (يا مواليا) التي كانت تردد بعد قول كل موال عند بداية نشأته. ويأتي الموال كنص شعري على وزن البحر البسيط (مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن) ويقسم إلى ثلاثة أنواع حسب عدد أشطره التي تعتمد الجناس اللفظي قافية بنظام معين لكل نوع، فمنه الرباعي والخماسي والسباعي الذي عرف في منطقة الخليج بالموال الزهيري، وشاع استخدامه في أغاني البحر كنص أساس. ويتألف الزهيري من سبعة أشطر تتحد منها في القافية الأشطر الثلاثة الأولى، وتتحد أيضاً في قافية أخرى الأشطر الثلاثة التي تليها. ولقد استهوى الجناس اللفظي أواخر الأشطر الوجدان الشعبي ولقي فيه متعة البحث عن المعنى، وساعد شكل الموال المتعارف على عدد أشطره السبعة، وترتيب قوافيها بنظام شائع على سرعة اختزانه في الذاكرة والقدرة على استكمال نصه بمجرد البدء بأوله، كما وافقت معانيه المأساوية ظروف معيشة الإنسان في صراعه القدري مع البحر من أجل لقمة العيش، فاحتل مكانة عالية في القلوب، وأصبح حفظه وترديده ليس في الأغاني فحسب بل في المجالس والبيوت جزءاً من ثقافة البيئة البحرية، وعدّت محفوظات (النهام) و(الحداي) من هذه المواويل وإضافة الجديد إليها وربما إبداعها في بعض الحالات أحد مقاييس تقييم القدرات الفنية للمؤدي، التي كلما ارتفعت وتأكدت ارتفعت المكانة وزاد الأجر المادي المقابل وزادت بالطبع شهرة المؤدي بين أقرانه.