عواصم - (وكالات): أكد وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أن "احتلال إيران لجزر الإمارات الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى قد يمس الأمن والسلم الدوليين باعتبار أن الجزر تقع في منطقة حيوية وأن 40% من طاقة العالم تمر منها”، مضيفاً "أناشد إيران بكل محبة الاستماع لصوت العقل لإنهاء الخلاف الذي قد يؤدي إلى عواقب قد لا تستطيع الإمارات ولا إيران احتواءها في المستقبل”.وذكر الشيخ عبدالله بن زايد في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الإمارات أنه "لا نستطيع أن نترك الأمر إلى الأبد وقد يكون له تأثير على الأمن والسلم الدوليين، ولا أنظر للمسألة على أنها مسألة بين الإمارات وإيران فقط”.وأضاف "نحن في الإمارات جادون لحل الخلاف بشأن الجزر الإماراتية المحتلة من قبل إيران ولكن لأسباب داخلية إيرانية منها تدهور العملة الإيرانية والاقتصاد الإيراني وعدم مواجهة الموقف الأوروبي والعالمي هناك رغبة من إيران في تصدير همومها في مسألة فرعية ومن المؤسف أن بلداً جاراً إسلامياً ذا حضارة وتقاليد من المفترض أن يتصرف بعقلانية وعدم تصدير همومه و قضاياه من الداخل إلى الخارج لأن عواقب ذلك قد تكون خطيرة” .وذكر أن الإمارات وإيران اتفقتا في السابق على التهدئة حول قضية جزر الإمارات المحتلة وكان هناك اتفاق بين البلدين حول وقف البيانات فيما يتصل بالجزر والإمارات التزمت وسحبت الإشارة إلى الجزر من قرارات اجتماعات مجلس التعاون واجتماعات الجامعة العربية عدا البيان الرسمي للدولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة وكانت الإمارات وإيران في اتجاه للبحث عن آلية مناسبة لإنهاء الخلاف وقطعنا بعض الخطوات إلا أننا تفاجأنا بزيارة استفزازية من الرئيس الإيراني لجزيرة أبوموسى الإماراتية المحتلة”. إلا أن الشيخ عبدالله بن زايد كرر دعوة إيران إلى التفاوض والحوار لحل أزمة الجزر أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية، وهو موقف ما انفكت الإمارات تكرره في السنوات الأخيرة.وقال في هذا السياق "أرجو من الأخوة في إيران التخفيف من هذا التوتر والعودة إلى طاولة المفاوضات بتوقيت محدد وأجندة واضحة وتكون نتائجها واضحة وذلك بالاتفاق على حل الموضوع أو الذهاب إلى محكمة العدل الدولية " مشدداً على أنه "لا بد من أن نصل بالمفاوضات إلى نقاط واضحة وإذا لم نصل إلى ذلك يكون التحكيم الدولي”.وأضاف أن "احتلال الجزر الإماراتية طوال الأربعين سنة الماضية أوصلنا إلى إحباط كبير من احتلال الجار لهذه الجزر”. ودانت الإمارات زيارة نجاد إلى جزيرة أبو موسى. واستدعت أبوظبي الخميس الماضي سفيرها لدى إيران للتشاور كما استدعت سفير إيران لديها للاحتجاج. واجتمع وزير الخارجية الإماراتي مع سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن للتأكيد على استنكار بلاده لهذه الزيارة، كما احتجت الإمارات رسمياً لدى الأمم المتحدة على الزيارة. وقالت وكالة أنباء الإمارات إن وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش استدعى السفير الإيراني محمد علي فياض و«سلمه مذكرة احتجاج استنكر فيها زيارة الرئيس الإيراني لجزيرة أبو موسى الإماراتية المحتلة”. وبحسب الوكالة، أكد قرقاش للسفير الإيراني أن الزيارة "تمثل سابقة خطيرة وانتهاكاً لسيادة الإمارات العربية المتحدة وخرقاً واضحاً لاتفاق الدولتين حول خلق آلية تقوم على حل النزاع من خلال المفاوضات الثنائية”. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية أن وزير الخارجية الإماراتي اجتمع مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن وأكد لهم "استنكار دولة الإمارات للزيارة الاستفزازية التي قام بها الرئيس الإيراني لجزيرة أبو موسى التابعة لدولة الإمارات والتي تحتلها إيران منذ عام 1971”. كما قال الشيخ عبدالله إن هذه الزيارة "تمثل سابقة خطيرة وانتهاكاً صارخاً لسيادة دولة الإمارات على جزرها الثلاث المحتلة”. ورأى أن "الزيارة لا يمكن أن تغير الحقائق التاريخية والقانونية التي تثبت تبعية الجزر الثلاث لدولة الإمارات العربية المتحدة”. إلا أن الشيخ عبدالله أكد التزام الإمارات "بالمطالبة بحقوقها السيادية من خلال الخيار السلمي وضمن أطر القانون الدولي”. في غضون ذلك، تعقد دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعاً وزارياً اليوم في الدوحة لاتخاذ موقف موحد إزاء الزيارة. في المقابل، استمرت ايران في تعنتها بشأن الجزر، وحذرت الدول الخليجية من أن الأمور يمكن أن تصبح "معقدة للغاية” إذا لم تتعامل الدول بحذر بشأن الخلاف الدائر حول الجزر بعد زيارة نجاد إلى أبو موسى. وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إن "حكمنا لهذه الجزر غير قابل للتفاوض، وسيادة إيران على الجزر مؤكدة وموثقة”. من جهته، استنكر مجلس الوزراء السعودي الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني إلى جزيرة أبوموسى الإماراتية المحتلة من قبل إيران منذ عام 1971 . وأكد المجلس في بيان أمس في ختام جلسته الدورية برئاسة خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أن الزيارة تمثل انتهاكاً لسيادة دولة الإمارات ونقضاً لمختلف الجهود التي تبذل لإيجاد تسوية سلمية لحل قضية الجزر الإماراتية عبر المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية. بدورها، أكدت صحيفة "الحياة” اللندنية أن "زيارة الرئيس الإيراني إلى جزيرة أبوموسى الإماراتية التي تحتلها إيران منذ عام 1971 لا تمثل استفزازاً للدول الخليجية فقط بل تعد تطاولاً صارخاً على سيادة دولة الإمارات”.وأوضحت الصحيفة في مقال للكاتب جميل الذيابي تحت عنوان "انتهاك أبوموسى” أن الزيارة لا تتفق مع سياسة حسن الجوار وتتجاوز المساعي السلمية التي تدعو إليها دول الخليج في كل قمة اعتيادية أو تشاورية أو استثنائية، وتكشف كذب الادعاءات الإيرانية حول الرغبة في إقامة علاقات جيدة مع دول الجوار. بدوره، استنكر رئيس "حركة تحرير الجنوب في العراق” عوض العبدان زيارة الرئيس الإيراني إلى جزيرة أبو موسى المحتلة واعتبرها استفزازية ووقحة وتؤكد ما كنا نقوله منذ زمن طويل بأن إيران أطماعها بالدول العربية واحتلالها. وأبو موسى هي كبرى الجزر الثلاث التي سيطرت عليها إيران مع طنب الكبرى وطنب الصغرى غداة انسحاب البريطانيين منها في 1971 وتؤكد الإمارات سيادتها عليها.