كتبت - هدى عبدالحميد: شرعت وزارة التربية والتعليم بإعداد وثيقة مرجعية للمناهج "Cross curriculum”، تمثل إطاراً توجيهياً لتطويرها مستقبلاً، والانتقال من مرحلة صناعة المناهج إلى هندستها ضماناً لجودة التعلم المدرسي.وأضافت الوزارة رداً على ما نشرته "الوطن” حول تطوير المناهج ومدى مواكبتها للتطور العالمي، أنها تولي اهتماماً بالغاً بالمناهج الدراسية، وتحرص على أن تكون المناهج أساساً لإعداد الطالب البحريني وفق المواصفات والملامح المرسومة لمراحل التعليم المختلفة، ويتجلى أبرزها في خريج المرحلة الثانوية بصفتها آخر مراحل التعليم النظامي.وتتضمن الوثيقة تصميماً منظومياً شاملاً لخبرات التعلم مجتمعة تعليماً وتعلماً وتقويماً، لضمان نجاح المدرسة في تحقيق رسالتها وغاياتها من خلال التأكد أن كل مواد التعلم تتخذ ملامح الخريج منطلقاً وغاية في تصور خبرات التعلم وآليات تنظيمها، وتشترك في تحقيق الكفايات الأفقية الضامنة لسلاسة اندماج المتعلم في الحياة ونجاحه فيها، وتتوافق في تحقيق كفايات مجالية "مجال اللغات، العلوم، الاجتماعيات والإنسانيات، الفنون..”.وأكدت أنها تعد الضمانة الأولى لتصميم كفايات تعلم فعالة في بناء خبرات مستدامة، والتوجيه إلى معالجة تعلمية ناجعة للمعارف في ضوء خصائص المتعلم الإنمائية وحاجاته المنهجية والوجدانية والمهارية الحقيقية.ولفتت الوزارة إلى أنها تنتقل وفقاً للآلية المستحدثة، من صناعة المناهج إلى هندستها ضماناً لجودة التعلم المدرسي، في إطار سعيها المستمر لتطوير المناهج تلبية لحاجات متجددة للتنمية المستدامة، وتحقيق الأهداف الوطنية الكبرى المتعلقة بتعزيز قيم التسامح والعيش المشترك، والتربية على حقوق الإنسان، وتعميق المواطنة.ووقعت الوزارة في هذا الإطار مذكرة تفاهم يناير 2012 مع المكتب الدولي للتربية في جنيف التابع لمنظمة اليونسكو، للتعاون في مجال تقويم المناهج الحالية وتطوير المناهج الدراسية في ضوء الأهداف الوطنية للتعليم الرامية لتجويد الكفايات اللازمة للحياة والعمل وقيم المواطنة، وتدريب الأخصائيين العاملين في مجال تطوير المناهج الدراسية.وأشارت المذكرة إلى ضرورة التركيز على التربية للمواطنة وحقوق الإنسان واحترام الآخر والتسامح والعيش معاً، مضيفة "أعدت إدارة المناهج وثيقة الخطوط العريضة للإطار التوجيهي لتعليم المواطنة وحقوق الإنسان، وناقشتها في ورشة عمل نظمت بالتعاون مع مكتب التربية الدولي مايو 2012”.منهج اللغة العربية يعد منهج اللغة العربية للتعليم الثانوي في مقدمة المناهج الدراسية المطورة، ويتم بناؤه انطلاقاً من المقاربة بالكفايات التعليمية واعتمادها طريقة لتدريس اللغة العربية، وتؤكد المقاربة أن تعليم اللغة وتعلمها هو بمثابة إعادة هيكلية مستمرة ومتجددة للمعارف والمهارات والخبرات المتعلمة، لتصبح بدورها وسائل وأدوات تساعد المتعلم على توظيف الكفايات اللغوية المكتسبة في سياقات تداولية جديدة تمكنه من التواصل في وضعيات حقيقية، بحيث يتم نقل الخبرات في الفضاء المدرسي إلى مواقف الحياة وممارساتها اليومية.ويولي المنهج اهتماماً كبيراً بتدريب الطلبة على كفايات الإنتاج الشفوي والكتابي في مجال الوصف والسرد في إطار القوالب الأدبية والشعرية والنثرية المختلفة، شاملة القصيدة والموشح والمسرحية والمقامة والقصة والمقالة والخطبة المنتمية لعصور مختلفة.واعتمد في معالجة النصوص التحليل البنائي في سياق متكامل وفق جميع المستويات، التركيبي منها والإيقاعي والبلاغي، ما يوفر للطالب فرصة اكتساب اللغة من خلال تدريبات وأنشطة متنوعة، وإلى جانب إعداد الكتب الدراسية، جرى إعداد أدلة للمعلمين وكراسات للأنشطة ودورات تدريبية للمعلمين على كيفية تدريس الكتب الجديدة.التربية الإسلاميةتميزت هذه المناهج ببناء الخبرات التعليمية على شكل وحدات دراسية متكاملة، تجمع بين فروع المادة ومجالاتها، والمكونة من القرآن الكريم والحديث الشريف والعقيدة الإسلامية والعبادات والسيرة والشخصيات والأخلاق والتهذيب. وروعي فيها المتغيرات السياسية والاجتماعية ومتطلبات نمو الطالب وحاجات المجتمع البحريني الحاضرة والمستقبلية، وما أوصت به المؤتمرات التربوية من عناية بالبيئة ومكوناتها، وتعزيز روح المواطنة والانتماء للعالم الإسلامي. وأُسست هذه المناهج على منطلقات عدة، أبرزها تقديم رؤية شاملة للدين الإسلامي، وتنظم حياة الإنسان في مختلف جوانبها الشعائرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية، وتكوين عقلية مرنة تنبذ التعصب والتطرف وتدرك أهمية الاختلاف والتنوع وتسعى إلى التماس الحقيقة والإفادة من الحكمة أينما وُجدت.وأنجزت وحدة مناهج التربية الإسلامية في العامين الدراسيين 2010/ 2011 و 2011/ 2012، وفق 3 وثائق لمنهج التربية الإسلامية للتعليم الأساسي والثانوي والديني، وتأليف كتابي العلوم الشرعية للصفين الثاني والثالث الابتدائيين بالمعهد الديني، وكتب العلوم الشرعية للصف الأول الإعدادي بالمعهد الديني، وتعديل كتاب "القرآن الكريم والسُنة النبوية” دين 103، وكتب العلوم الشرعية للصف الأول الثانوي بالمعهد الديني الجعفري. الرياضيات والعلوم انطلق تطوير مناهج الرياضيات والعلوم من تطلعات الوزارة للارتقاء بمخرجات التعليم، ليتسنى للطلبة منافسة أقرانهم في المسوحات والمسابقات والتوجهات الدولية، واختيار سلسلة "ماكجروهيل” العالمية لتكون أساساً للكتب المقررة لتدريس هاتين المادتين. وتتميز هذه السلسلة بأنها استمدت مرجعيتها من وثيقة المعايير الوطنية للتربية العلمية المستندة إلى رؤية المعلم القبلية لقدرات الطلبة واستعداداتهم، وإدراكه طبيعة العلم وكيفية ممارساته، وتتمحور في المتعلمين وتركز في تفاعلهم وتواصلهم في مواقف التعليم والتعلم، لتمكينهم من ربط الرياضيات والعلوم بالحياة من خلال ممارسة التعلم الذاتي. وشمل التطوير كتاب الطالب ودليل المعلم وكراسة التدريبات والأنشطة، ووفرت في إطار تطبيق المناهج العديد من الدورات وورش العمل التدريبية لأخصائيي المناهج والإشراف التربوي والمعلمين الأوائل والمعلمين حول المحتوى العلمي واستراتيجيات التعليم وأساليب التقويم، وتدريب أكثر من 1200 معلم ومعلمة في هذا المجال.
«التربية»: الانتقال من صناعة المناهج إلى هندستها ضماناً للجودة
28 يونيو 2012